التنافس على المستقبل والادارة المتحررة
عبد الرحمن تيشوري
alrahmanabd@gmail.com
يشهد العالم اليوم تغييرات ثقافية واجتماعية وتقنية وقانونية واقتصاديةلا سيما انفتاح الاسواق والمنافسة الشديدة وسياسات الاسعار وتحرير التجارة كل ذلك يدفع الى البحث عن اساليب عمل جديدة بل وا ساليب وفنون لادارة بشرية جديدة بعد ان اختزلت سياسة المنافسة في المعادلة البسيطة (( جودة المنتج = السعر الاقل))
الان اصبح شعار الادارة الناجحة في اية مؤسسة او ادارة يتمثل في عدم وجود انتاج معيب وان يصل المنتج الى الزبون قبل الوقت المحدد والابتعاد عن الورقيات واستخدام المعلوماتية والاتمتة لذا لا بد من معارف جديدة ومفاهيم ادارية حديثة وكذلك التعرف الى التجارب والتطبيقات الناجحة والاستفادة منها وخاصة ما يتعلق بالبشر وباساليب ادارتهم وعلينا في سورية ان نعمل بهذا الاتجاه لان الادارة لدينا ضعيفة وكانت عقبة امام تحقيق نتائج ونسب نمو كبيرة في المراحل الماضية ويمثل البشر اليوم اهم ثروة في المؤسسات ومحور العملية الانتاجية ويعتبر المدير ناجحا اذا كان سباقا الى ادارة واستثمار هذه الثروة بشكل جيد من اجل تحقيق اهداف الادارة والاقتصاد وتحقيق التطوير الاقتصادي والاجتماعي للناس داخل البلد
العمل متغير والعالم متغير
يجب ان نعمل ونفهم ان المؤسسات والدوائر والمجتمع والعالم كل ذلك هو متغير ونحن في حركة دائمة واننا يجب ان نعمل ونعمل ونتطور وان لانقتنع باننا وصلنا وحققنا المطلوب منا
ينبغي علينا على الدوام الذهاب بعيدا لنضع انفسنا في افق وحركية التطور المستمر انها نظرة بناءة وايجابية ومتفائلة وان الانسان يبقى يتعلم حتى اللحظة التي يفارق فيها الحياة وهكذا يجب ان نبقى نعمل ونتعلم ونبدع الحلول لمشاكلنا واذا استطعنا ان نبدع حلول لمشاكل غيرنا يكون ذلك افضل وافضل
ولابد من اعتماد معايير القياس ومعايير الاداء فها نحن في سورية وضعنا خطة خمسية جديدة تمتد حتى عام 2010 وهي طموحة جدا في اهدافها لكن لابد من قياس سلامة الاجراءات ولابد من المساءلة عن النتائج ولابد من معرفة مستويات الاداء وحتى نعرف ماذا حققنا من هذه الخطة الطموحة يجب القياس ويجب المحاسبة لمن تاخر في الانجاز لذا لابد من احداث مؤسسة هيئة لجنة متخصصة لقياس اداء الا جهزة الحكومية من اجل رصد وتصحيح سلامة مسيرة التنمية في سورية فنحن لا نريد خطط فقط بل نريد نتائج ملموسة تنعكس ايجابا على حياة الناس زيادة اجور – تحسن مستوى المعيشة – زيادة خدمات – انترنت سريع غير مكلف – حياة حرة كريمة – مسكن – ملبس – خبز – دواء – سيارة – سياحة – رفاه - ...............................
ان قياس كل شيء هو البداية من اجل النجاح والبقاء في القرن الحادي والعشرين واهم متطلبات المنافسة الجديدة البشر الكفاءات المدربة المتخصصة التي تبحث عن عن النجاح والمستوى الافضل
ان بيئتنا الحالية والمستقبلية تتسم بالتغير السريع لذا على الادارة اليوم لاسيما الحكومية ان تكون اكثر واسرع استجابة للتطورات وان تكون مرنة بشكل كبير فليس من المعقول اذا اردنا تغيير قانون او مرسوم ناظم لعمل جهة معينة فان ذلك يحتاج الى سنوات وسنوات لذا تتمثل الطريقة الوحيدة لبلوغ النجاح في العمل ان يملك الافراد صلاحيات ضرورية لاتخاذ القرارات والفعل دون المرور بالموافقات والجهات الوصائية لاسيما وان قرارات اليوم تتطلي ادارة موقفية لحظية لذا يجب الاعتراف لكل فرد بصلاحيات ضرورية لتنفيذ ما هو مطلوب منه هذا يتطلب تطوير الافراد وتحسين كفاءتهم بما يرفع من سوية عملهم واخيرا تصبح المؤسسة او الادارة او الشركة فاعلة ورابحة وناجحة اذا امتلك جميع العاملين الرغبة في التفوق
لذا يجب دائما وضع مكونات في نظام المؤسسة كي يصبح الافراد والعاملين اكثر جودة في عملهم وكي يستمروا في التحسن على الدوام
مراعاة الرغبات الجديدة للعاملين
يملك العاملين والذين يدخلون سوق العمل مستويات من الرغبات اعلى بكثير مما ملكته الاجيال السابقة وذلك بسبب تغير ظروف العمل التي يمارسون المهنة فيها لذا يجب معاملة العاملين مثل الكائنات البشرية وليس مثل الالات لان عدم مراعاة رغبات الافراد والعاملين الجيدين يدفعهم للذهاب الى العمل في مكان اخر وهذا يدفع الى التقدم على الطريق الذي يلبي كل الرغبات والتوقعات بدا من الحاجات الاولية وبالتدرج نحو الحاجات الاكثر نبلا ورقيا وهذا يدفع العاملين الى استخدام قدراتهم الى الحد الاقصى في نجاح المؤسسة والشركة وهذا يحقق النجاح والتنافس والبقاء في بيئة عمل القرن الحادي والعشرين وهنا يجب الانتباه الى التمييز بين العمال حسب الكفاءة والعمل المفيد الذي يقوم به العامل في سبيل نجاح وتطوير قدراته وقدرات المؤسسة وقد رتب عالم نفس الامريكي ماسلو تطور حاجات الانسان على الشكل التالي :
5- التحقيق الذاتي ( الانجاز)
4- الاعتراف
3- الانتماء
2- الامن
1- الحاجات العضوية
وهكذا نلاحظ ان الحاجات العضوية الاولية هي في اسفل السلم لكن يجب اشباعها اولا لانه عندما تشبه تلك الحاجات يبحث الشخص العامل عن اشباع الحاجة الاكثر ارتفاعا وكلما تقدم الشخص في سلم اشباع الحاجات كان في حالة اكثر عطاء ومن هنا نقول ان الرواتب والاجور القليلة والضعيفة التي لا تشبع حاجات الانسان الاساسية لا تساهم في تطوير الفرد لذاته وبالتالي عدم قدرة الادارات ذات الاجور الضعيفة على تحقيق انجازات كبيرة وجيدة
وبعد تلبية جميع الحاجات الاساسية يمكن التوجه نحو تلبية الحاجات الذاتية وتحفيز العامل وجعل الشخص يرتقي لانه يجب العطاء اولا قبل الاخذ ولذلك يجب منح الاعتبار والتقدير للعامل من اجل جعله معطاءا الى اقصى الحدود
عصر الجودة والنوعية
ان المؤسسة الناجحة هي التي تعتبر ان تطوير كل فرد فيها هو بمثابة افضلية لذا يجب الانتباه الى مسالة نوعية والجودة وعدم الاهتمام بالكمية لذا يجب التركيز على نوعية المنتجات وجودة الخدمات وهذا هو الذي يقنع المواطن واعميل والزبون بان هذه المؤسسة والادارة تحترمه وتفكر به وبمصلحته وهو سيتفاعل مع ذلك الامر الذي يحقق مصلحة الاثنين معا مصلحة المواطن والزبون ومصلحة الدولة والاداارة الحكومية وادارات الاعمال
المدير مربي متطور قدوة وليس سلطة وحكم
يمثل المدير الناجح شخصا متعدد الاطوار والادوار والمهام والاختصاصات وهو يقوم بدور قبطان السفينة وبدور المعلم وبدور المدرب الرياضي وبدور المرشد الروحي وبدور رئيس المخبر العلمي لذا على المدير الجديد الذي يريد ان تنجح مؤسسته وتنافس في بيئة القرن الحادي والعشرين ان يقوم بدور قبطان السفينة وان يسمح لكل عنصر في الفريق ان يساهم في الجهد الجماعي ويجب ان يمارس ايضا سمت المربي المتطور وان يضع نفسه في اطار عقلية المعلم الحقيقي المتواضع الذي يعرف بانه لا يعلم كل شيء ويعرف بانه يستطيع التعلم من الاخرين وفي المقام الاول من تلاميذه ويعرف بان دوره هو ان يجعل من التلميذ يلحق به ذات يوم بل ويتجاوزه كما ينبغي ان يكون المدير محدود الكلام لكنه كثير العمل فعندما يعمل كثيرا يقتدي به عماله ويعملون كثيرا
وعلى المدير ان لا يكون سعيدا بمارسة السلطة على الاخرين
بل ان يكون سعيدا عندما يقوم بخدمة الاخرين
انماط من الادارات الناجحة
• الادارة التايلورية
• الادارة بالاهداف
• الادارة التنافسية الجديدة
- الادارة التايلورية :
هي شكل من الادارة المصممة في البداية لحالات يكون فيها مستوى تاهيل الافراد ضعيفا وتتخذ القرارات فيها بشكل اجمالي من قبل القيادة وتنقل بصيغة اوامر الى العاملين وهي تقلل مشاركة الافراد في القيادة
- الادارة بالاهداف :
وهو نموذج طوره بيتر دراكار وينص على التشاركية وتتخذ القرارات فيها بطريقة لا مركزية ويبذل العاملين جهود لتطوير انفسهم
- الادارة الجديدة:
وهي ادارة متطورة جدا تمارسها اليوم بعض المؤسسات المتقدمة ويتمثل هدفها المفضل في جعل المؤسسة تتقدم على كل المستويات وباستمرار والسلطة فيها منتشرة حيث يملك العمال في القاعدة سلطة اتخاذ القرار في كثير من الميادين التي يكونون مؤهلين فيها وفي هذا النمط يتم وضع استراتيجية بطريقة اكثر تشاركية ومعروفة من قبل الجميع ونحن في سورية بحاجة ماسة الى هذا النمط من اجل نقل ادارتنا ومؤسساتنا من حالة الفشل والخسارة الى حالة النجاح والربح وتقديم خدمات نوعية للمواطنين والعملاء والزبائن لانه لا يوجد اليوم في العالم نظام ناجح ونظام فاشل بل توجد ادارة ناجحة وادارة فاشلة وعلينا ان نجعل ادارتنا ناجحة من اجل ان ينجح النظام هذا يتطلب اشاعة ثقافة التدريب والاهتمام بخريجي معاهد الادارة الجديدة لا سيما المعهد العالي لادارة الاعمال والمعهد الوطني للادارة العامة 0
المفضلات