دروس فلسطينية في التنمية البشرية
ما أكثر النظريات في التنمية البشرية، وما أقل ما يمكن الاستفادة منه على أرض الواقع.. ومؤخرا أهدتنا فلسطين دروسا (غالية) أدعو أن نستفيد منها جميعا.
لنبدأ بالدرس الفلسطيني بالتعامل بمنطق "ما لا يدرك كله لا يترك كله" فلا نستطيع التخلص من الاحتلال كله حاليا، ولكن نرفض الاستسلام.


ولا يكفي رفض الاحتلال معنويا فلابد من مقاومته بالمتاح، وعدم انتظار العون من الخارج، فالصمود يجلب الاحترام بعكس الانهيار الذي قد يعقبه بعض الإشفاق والحصول على أقل الفتات.. والاحترام مكاسبه (أكثر) دينيا ودنيويا، والانهيار خسائره فادحة في الدين والدنيا.

فلم تستسلم الفصائل في غزة أثناء الحصار الطويل، وواصلت حشد قواتها وتطويرها رغم الجوع ونقص الأدوية وهلاك المرضى، مما يؤكد أن باستطاعتنا تحدي أي محاولة لتركيعنا ليس بالحروب فقط ولكن في كل مجالات الحياة، وأن بإمكاننا حتى في أقسى الظروف (اختيار) استنهاض الهمم وتنمية قدراتنا رغم كل الضغوطات الخارجية.

لذا ابتكروا حفر أنفاق لإدخال المؤن والذخيرة وتحملوا المشاق الهائلة وأكدوا (عمليا) أننا لن ننهزم أبدا إلا إذا (سمحنا) بذلك، وأن بإمكاننا دائما (انتزاع) أفضل ما يمكننا في أية ظروف، بدلا من التباكي على سوء الحظ أو قلة الموارد أو تخلي الجميع عنا، أو التشبث بالحصول على ما نريده كاملا ورفض تجزئة أهدافنا أو رؤية الواقع كما هو.



يتبع