دروس فلسطينية في التنمية البشرية
دروس فلسطينية في التنمية البشرية
ما أكثر النظريات في التنمية البشرية، وما أقل ما يمكن الاستفادة منه على أرض الواقع.. ومؤخرا أهدتنا فلسطين دروسا (غالية) أدعو أن نستفيد منها جميعا.
لنبدأ بالدرس الفلسطيني بالتعامل بمنطق "ما لا يدرك كله لا يترك كله" فلا نستطيع التخلص من الاحتلال كله حاليا، ولكن نرفض الاستسلام.
ولا يكفي رفض الاحتلال معنويا فلابد من مقاومته بالمتاح، وعدم انتظار العون من الخارج، فالصمود يجلب الاحترام بعكس الانهيار الذي قد يعقبه بعض الإشفاق والحصول على أقل الفتات.. والاحترام مكاسبه (أكثر) دينيا ودنيويا، والانهيار خسائره فادحة في الدين والدنيا.
فلم تستسلم الفصائل في غزة أثناء الحصار الطويل، وواصلت حشد قواتها وتطويرها رغم الجوع ونقص الأدوية وهلاك المرضى، مما يؤكد أن باستطاعتنا تحدي أي محاولة لتركيعنا ليس بالحروب فقط ولكن في كل مجالات الحياة، وأن بإمكاننا حتى في أقسى الظروف (اختيار) استنهاض الهمم وتنمية قدراتنا رغم كل الضغوطات الخارجية.
لذا ابتكروا حفر أنفاق لإدخال المؤن والذخيرة وتحملوا المشاق الهائلة وأكدوا (عمليا) أننا لن ننهزم أبدا إلا إذا (سمحنا) بذلك، وأن بإمكاننا دائما (انتزاع) أفضل ما يمكننا في أية ظروف، بدلا من التباكي على سوء الحظ أو قلة الموارد أو تخلي الجميع عنا، أو التشبث بالحصول على ما نريده كاملا ورفض تجزئة أهدافنا أو رؤية الواقع كما هو.
يتبع
روح الفريق والتخطيط الجيد
روح الفريق والتخطيط الجيد!!
وصرحت قيادات المقاومة وغالبيتهم من الشباب برجوعهم الدائم للمرجعيات، وعدم انفراد أحدهم بالقيادة ونجاح العمل بروح الفريق المتجانس الذي يحترم أدوار كل أفراده، والتوجه بثبات وتركيز واضح ومثابرة لتحقيق الأهداف.
وبرع المقاتلون في تنفيذ المبدأ القائل "لا تستخدم أسلحتك كلها مرة واحدة واجعل قوتك في المعارك تتصاعد ولا تقل".
فتحلوا بالنفس الطويل وبدءوا بإطلاق الصواريخ على المدى القصير وواصلوا ليحققوا مدى أبعد مما ضاعف من مأزق العدو الذي راهن على تفوقه العسكري.
وكان الثبات وقت المعركة من أهم عناصر النصر مع تدعيم المقاومة بتأجيج الشحن الديني والوطني والحرص على استخدام الدبلوماسية والترحيب بالوساطات وتقديرها حتى مع اختلافهم مع بعض ما يطرحه أصحابها.
وتفهمت المقاومة الواقع العربي الرسمي -وإن كانت ترفضه- فلم تطالب بمساعدات عسكرية واكتفت بطلب التأييد السياسي وعدم النيل من المقاومة.
وتعاونت غالبية الفصائل رغم اختلاف توجهاتها الفكرية؛ لوعيهم أن تفرقهم سيقضي عليهم جميعا.