المهارات المنهجيّة للإدارة الناجحة(1-2)

سامح جاد



الإدارة الناجحة تستوجب مهارات مختلفة

لاشك في أن الإدارة الناجحة تستوجب مهارات شتى في جوانب مختلفة، منها ما يتعلق بالموظفين والمرؤوسين، وما يتعلق بالعملاء، ومهارات تتعلق بالمكان والزمان، ومهارات ترتبط ببناء المجتمع داخل المؤسسة وخارجها.

ومهارات الإدارة الناجحة بالطبع لا تكون ارتجالية، أو عشوائية، ولا ترتبط بالمزاج الشخصي للقائمين على الإدارة، وإنما تستند لمنهج علمي فعّال قادر على تحقيق الأهداف التي تضعها المؤسسة أو الشركة. والمنهج بطبيعة الحال يأتي وفقاً لخطط مدروسة. ولا بدّ لوضع منهج سليم أن نقرأ تجارب الآخرين وخبراتهم، نضيف إليها ونحسّنها؛ للوصول للإدارة التي نصفها بالناجحة.

وتعتبر العلاقة بين الموظف والمدير من أهم العوامل التي تساعد على نجاح المؤسسة في تأدية دورها بنجاح، ولذلك كان لا بد على مدير المؤسسة أن يتبع عدداً من الأمور كي يتمكن من تشجيع عناصر وأفراد المؤسسة كافة على العمل في تكاتف وترابط، وتحويل المؤسسة من مجرّد مكان للعمل إلى أسرة واحدة متعاونة.

التحفيز والثناء مفتاح الإنجازات

التحفيز والثناء عنصران لا غنى عنهما لعلاقة ناجحة بين الإدارة والموظفين؛ فتقديم الشكر للموظف على الأداء الجيد سواء بشكل مباشر في المكتب أو عن طريق البريد من خلال رسالة شكر، هي مستند على التحفيز والاهتمام البالغ به وبشخصه. كما يمكن تحفيز الموظف من خلال مجموعة من الكروت الشخصية وعند رؤية عمل يستحق التقدير؛ فما أجمل أن تكتب على واحدة منها لمرؤوسك الذي أجاد في عمله أو أسرع في إنجازه "شكراً.. عمل جيد.. حافظ على تقدّمك.. جزاك الله خيراً..." ووقّع عليها، ولا تنس أن تكتب اسم الموظف في البداية، إضافة إلى إخبار الموظف فوراً بما قام به من عمل بشكل صحيح ومحدّد، وكيف أن هذا يساعد المؤسسة وباقي زملائه على التقدم. ومن أفضل الطرق لإظهار شخصية الموظف، أن تدعوه باسمه عند توجيه أي تعليق له. وعندما تمرّ على المكاتب وأماكن العمل حيّ العاملين بأسمائهم، وإن كان أحدهم يحبّ اسماً معيناً فادْعُه به، وعندما يتمّ الثناء على الإنجازات الفردية لا بد من ذكر أسماء العاملين سواء في التقارير المكتوبة أو علناً أمام الآخرين.

أشكال متنوعة للتحفيز

يختلف التحفيز من مؤسسة لأخرى فلو كانت المؤسسة تنتج منتجات متنوعة يمكن أن يُطلق اسم أبناء وبنات العاملين عليها أو على خط الإنتاج، مثال ذلك: مؤسسة تنتج ملابس أطفال يكون هكذا: (تي شيرت سهيلة، شورت باسل، جاكت معاذ، بطانية رضوى، لعبة مكعبات الذكاء الطفل سفيان، الرضاعة الصناعية (البزازة) بسملة...).

وهذه تجربة شائقة يرويها الخبير الإداري المصري محمد فتحي فيقول: "هذه الطريقة تُسمّى (الموزة الذهبية)؛ ففي إحدى الشركات اندفع مهندس، واقتحم مكتب مديره، معلناً أنه وجد حلاً للمشكلة التي أرّقت فريق العمل عدة أسابيع، فأخذ المدير من غدائه إصبع موز، وقدّمه للمهندس قائلاً: (برافو أهنئك)، فاحتار المهندس، وذهل في بادئ الأمر، ومع الوقت صارت مكافأة إصبع الموز الذهبية أفضل تكريم يُتوّج به العامل العبقري.

وهذه التجربة رغم بساطتها إلا أنها تشير لمهارة مهمة، وهي التنويع في أشكال التحفيز، وكذلك اختيار ما هو مناسب للموظف، ويكون في اشتياق إليه وليس تحصيل حاصل أو أي شيء.

ومن أشكال التحفيز إنشاء مكان خاص بمشاهير الموظفين والممتازين في العمل بالصور، ويا حبذا لو كان الموظف الممتاز قد تم تصويره، وهو يتلقّى التهنئة من رئيسه، ومن الممكن أن تُطلق أسماء المشاهير على القاعات، ويمكن كذلك إنشاء (ألبوم المؤسسة)، وهو ألبوم سنوي – أو كل خمس سنوات- يوضع في صدر المؤسسة ليراه كل الزائرين، ويُوضع بالألبوم صور لكل فرد مع أفضل ما حقّقه طوال العام.

تقدير الآخرين عامل للتفوّق

يلعب التقدير عاملاً كبيراً للتفوق، ويشير الخبراء إلى أن أفضل عشر طرق للمكافأة على العمل الجيد، هي: النقد البناء، والتقدير المادي، أو المعنوي، ومنح الإجازة، وكذلك المشاركة في الأداء، والعمل المفضل، وهو ما ينطبق عليه مقولة: "الرجل المناسب في المكان المناسب".

وكذلك فإن الترقية من عوامل التقدير التي تُمنح للمتفوقين، ويمكن منح أشياء ومنتجات مجانية سواء من منتجات المؤسسة أو غيرها من العطايا، ويتوازى مع الترقية زيادة الصلاحيات، ويمكن تقدير الأكفاء والمتفوقين بالأعمال والنشاطات المسلّية، وكذلك منح الجوائز بمختلف أشكالها.

وإذا كان تقدير المتفوقين من المهارات المنهجية للإدارة الناجحة، فلهذا المنهج شروط كفيلة بإحداث التأثير المطلوب، ومنها -على سبيل المثال-: التأكيد على النجاح أكثر من التأكيد على الفشل، والاعتراف بالجميل، ومنح المكافآت على الملأ وبين الناس، وكذلك الاعتراف بفضل العاملين بأسلوب شخصي وأمين، والبعد عن التكلف، ومعرفة الوسائل المناسبة لإظهار هذا الاعتراف بما يتناسب مع كل شخص، وأيضاً الاعتراف بإسهام الموظفين في أقرب وقت ممكن، وألا تتأخر حتى لا يقل تأثيرها على الموظف، ولا بد من الربط بين الإنجاز المحقق والمكافأة الممنوحة، ومكافأة الموظفين الذين يعترفون بفضل الآخرين للقيام بما هو في صالح المؤسسة.