فالإنسان عبارة عن جسد، وروح وهو ملئ بالعواطف الجياشة، وله كرامة وكبرياء فلا يحب أن تهان كرامته، أو يجرح شعوره، حتى ولو كان أعقل الناس.
قال تعالى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه:44

قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله : لآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذاأمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين،و أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل / رواه الترمذي وحسنه

( تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي معناها و تقوم مقامها )

3- اللوم لا يأتي بخير:
تذكَّرْ أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية غالباً، فحاول أن تتجنبه .

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمته الرسول صلى الله عليه و سلم في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا/ صحيح البخاري .

اللوم يحطم كبرياء النفس البشرية و يزرع البغضاء و الأحقاد في النفوس .

4- ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل:
عندما نعرف كيف يفكر الآخرون، ومن أي قاعدة ينطلقون، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل لعلاج الخطأ.

حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، فاختر له ما يناسبه.

يُروىأن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأساً و يحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفر قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر .

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه / صحيح البخاري

و هذا درس عملي من معلم البشرية صلى الله عليه و سلم فهو أعطاه حل و لم ينكر عليه أو يوبخه على هذا السلوك الخاطئ بل أعطاه الحل المناسب.

5- ما كان الرفق في شيء إلا زانه:
قال صلى الله عليه و سلم : إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه / رواه مسلم

قال صلى الله عليه و سلم : إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه / رواه مسلم

6-دع الآخرين يتوصلون لفكرتك:
عندما يخطئ إنسان، فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه، ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه فإن هذا أدعى للقبول. لان الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً؛ لأنه يحس أن الفكرة فكرته.

7-عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب:
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب، وتصحيحك للخطأ، أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم، و امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.

قال صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل
قالت حفصة : فكان بعدُ لا ينام إلا قليل اً/ رواه البخاري

عن عمر ابن الخطاب قال : أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله / صحيح البخاري

8- لا تفتش عن الأخطاء الخفية:
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها؛ لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات.

قال صلى الله عليه وسلم: إنك إن اتبعت عورات المسلمينأفسدتهم أو كدت تفسدهم / قال العراقي إسناده صحيح

قال صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا المسلمينولا تتبعوا عوراتهمفإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله / قال المنذري إسناده صحيح أو حسن

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل

وهوتكلف الغفلة مع العلم والإدراكلما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .

قال الحسن البصري رحمه الله icon sad أتقن معنا ‘‘ فن معالجة الأخطاء ‘‘ فقط في 9 خطوات ما زال التغافل من فعل الكرام ).