تكوين المفكر
الحقيقة أولا

الحق والحقيقة هما ركنا الحياة الإنسانية...

- الحقيقة هي الشيء الثابت يقينيا، لكن هناك ما لا يحصى من الحقائق التي ما زالت موضع جدل.

إن لكل شيء وجودين: وجود مادي في الواقع، ووجود معنوي في عقولنا، وهو الصورة الذهنية التي رسمناها عن ذلك الشيء أو الحكم الذي أصدرناه عليه.


- العقل الإنساني محدود - إلى مدى بعيد - بحدود الحواس...

فكلما اقتربنا من الشيء الذي نريد رؤيته ومعرفته رأينا مساحات أقل وتفاصيل أكثر، وكلما ابتعدنا عنه رأينا مساحة أكبر وتفاصيل أقل، وهذا ينطبق على المعنويات والماديات.

- يهدف القرآن الكريم - في جملة ما يهدف إليه – إلى بناء (إنسان الحقيقة)، وفي هذا الإطار نجد أن الله سبحانه وتعالى يعلم المسلمين أن يسموا الأشياء بأسمائها: النصر نصر، والهزيمة هزيمة، والخير خير، والشر شر...

- أهم ما تحررنا الحقيقة منه هو الوهم وخداع النفس ورؤية الأشياء على غير ما هي عليه.

حتى تحررنا الحقيقة فإن علينا أن نتحمل الأوجاع التي تثيرها والانكسارات التي تفضحها.


الحقائق تتلون بحسب الأفق الذي ننظر منه إليها، ومن هنا فإن علينا أن نفكر ونتحاور في كثير من المسائل، وكأنها لا تتمتع بحقيقة واحدة، وإنما بحقائق متعددة ومتباينة، فالعالم في نهاية المطاف ليس شيئا غير ما نراه.

الدكتور عبد الكريم بكار