تكوين المفكر
صفات المفكر

1. حب للمعرفة واحتفال بالجديد:

الوله الشديد بمعرفة الجديد، وصياغة المفاهيم والرؤى الكلية، سيؤدي إلى إثراء مفاهيمه واكتشاف الوجود الذي يعيش فيه.

على من يسعى لأن يكون من المفكرين أن يدرك أن طريق المفكرين يبدأ بحب البحث، وينتهي بالتفاني في البحث...

سئل آينشتاين ذات مرة عن الفرق بينه وبين الإنسان العادي، فقال: إذا طلبت من الإنسان العادي أن يحاول العثور على إبرة في كومة قش، فسوف يتوقف ذلك الشخص عن البحث حين يعثر على الإبرة،أما أنا فسوف أقفز على كومة القش بحثا عن الإبرة المحتملة.

2. كل مفكر نسيج وحده:

المجال الذي يتحرك فيه المفكر مجال رحب للغاية، إنه الشأن الإنساني كله، والحضارة الإنسانية كلها، وهذا يعني إتاحة مدى واسع للاختلاف بين المفكرين، كما قال السابقون: ذلك رأي رأيناه بالأمس، وهذا رأي نراه اليوم.

3. الشعور بالمسؤولية:

المفكر الحق شديد الدقة في أحكامه واستنتاجاته وتعميماته، لأنه يعرف أن هناك من يتلقى كلامه بشكل حرفي، وهناك من يمكن أن يستغل غموض صياغته على نحو سيئ.

4. استقلالية المفكر:

على المفكر أن يبذل جهدا متواصلا في بناء عقلية متحررة من كثير من القيود التي يواجهها في حياته، ومن أهم تلك القيود: قيد المحيط، قيد الانتماء، قيد الذاكرة.

5. من الجزئي إلى الكلي:

يعشق المفكر العبور في كل الاتجاهات، ويأبى على الحشر في الزوايا الضيقة، ولهذا فإنه لا يعبر الكلي إلى الجزئي فحسب، ولكنه يعبر الكلي إلى الجزئي أيضا.

6. المفكر والمفكر المسلم:

المفكر في أمس الحاجة إلى التمسك بالقيم الإنسانية العليا التي لقيت نوعا من الإجماع على مدى العصور بسبب اتصالها بالفطرة التي فطر الله الناس عليها وبسبب تعزيز الرسالات السماوية لمضامينها وتأكيد الخبرات البشرية على ضرورة الانحياز إليها ومن تلك القيم، القيم الثلاث المشهورة الحق والخير والجمال.

الكتور عبد الكريم بكار