موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
عودة الحب مرة أخرى
عودة الحب مرة أخرى
" توم أندرسون"
قطعت على نفسي عهداً في أثناء قيادتي في طريقي إلى الكوخ الذي نقضي فيه إجازتنا على الشاطئ. كنت أرغب أن أكون زوجاً محبّاً وأباً عطوفاً لمدة أسبوعين، محبّاً وعطوفاً تماماً بكل ما تعنيه الكلمات من معنى؛ فليس هناك شروط أو قيود أو اعتراضات من أي نوع.
جاءت الفكرة إليَّ عندما كنت أستمع إلى معلق على شريط كاسيت بالسيارة. وكان يقتبس نصاً من قصص الحكماء عن مراعاة الأزواج لزوجاتهم، ثم أخذ يقول: " الحب هو فعل إرادي؛ فالمرء باستطاعته أن يختار أن يحب" . وبالنسبة لي، كان عليَّ الاعتراف بأنني زوج أناني؛ حيث إن حبنا تبلد نتيجة لكوني عديم الشعور. وفي حقيقة الأمر، كان ذلك يحدث بطريق سخفيه: توبيخ " إفيلن" عندما تتأخر في القيام بشيء أو الإصرار على مشاهدة القناة التليفزيونية التي أريدها أو التخلص من الجرائد القديمة التي أعلم أن " إفيلن" لاتزال تريد قراءتها. حسناً، قد يتغير كل ذلك خلال اسبوعين.
وقد حدث ذلك بالفعل. ومنذ اللحظة الأولى قَبَّلْتُ " إفيلن" عند الباب وقلت لها: " تبدو السترة الصفراء الجديدة جميلة عليكِ" .
قالت بدهشة وبسرور: " أوه، هل لا حظت ذلك يا " توم" " . وربما بدا عليها القليل من الارتباك.
وبعد رحلة طويلة بالسيارة، رغبت في الجلوس والقراءة. ولكن اقترحت " إفيلن" التمشية على الشاطئ. وشرعت في الرفض، ولكنني فكرت، ظلت " إفيلن" بمفردها مع الأولاد لمدة أسبوع كامل وهي الآن تريد أن تكون بمفردها معي. تمشينا على الشاطئ، في حين قام الأولاد باللعب بالطائرات الورقية الخاصة بهم.
وهكذا مر الوقت، أسبوعان دون الاتصال بالشركة التي أعمل بها مديراً، شركة " وول ستريت" للاستثمارات، وذهبنا في زيارة إلى متحف الصدفيات على الرغم من أنني أكره زيارة المتاحف عادةً (ومع ذلك استمتعت)؛ وأمسكت لساني عندما قضت " إفيلن" فترة طويلة للاستعداد مما تسبب في تأخيرنا عن موعد تناول العشاء بالخارج. ومضت الإجازة برمتها في سعادة واسترخاء. وهكذا، جددت عهدي للمحافظة على تذكر أن الحب اختيار.
وعلى الرغم من كل ذلك، كان هناك شيء واحد ليس على ما يرام فيما يتعلق بتجربتي. ومازلت أضحك عليه أنا و" إفيلن" إلى الآن؛ ففي آخر ليلة بكوخنا، وفي أثناء استعدادنا للنوم ، نظرت " إفيَّلن" إلى نظرة في غاية الحزن.
فسألتها قائلاً: " ما خطبك؟" .
ردت قائمة بصوت يملؤه الحزن والضيق: " هل تعلم شيئاً ما لا أعلمه؟" .
" ماذا تعني؟" .
" حسناً .... تلك الفحوصات التي أجريتها من عدة أسابيع ... طبيبنا .... هل أخبرك بشيء عني؟ لطالما كنت خير زوج لي يا " توم" ... هل سأموت قريباً؟" .
واستغرقت دقيقة لأستوعب الأمر برمته، ثم انفجرت في الضحك.
فقلت لها وأنا أضمها بين ذراعي: " لا، يا حبيبتي. أنت لن تموتي، ولكنني بدأت أعيش لتوي!" .
اختار " توم" " أن يحب" عن طريق طرح مخاوف عمله بشركة " وول ستريت" ومصالحه الشخصية جانباً والتركيز بدلاً من ذلك على رعايته لأسرته وخصوصاً " إفيلن" ، وقدمت النتائج دليلاً على أن التركيز على الأفراد _ خصوصاً أولئك الذين نحبهم بشدة _ يمكننا من ترك تأثير دائم وذي معنى بحياتهم. وفي حالة " إفيلن" ، اندهشت كثيراً من العناية والرعاية التي أولاها لها زوجها وكأن الأمر ليس على ما يرام _ لدرجة أن الأمر وصل بها إلى حد اعتقادها في قرب أجلها. وهكذا، عادت الأمور لتصبح على ما يرام. ومع ذلك، فإن هناك الكثيرين في هذا العالم يتوقون إلى القليل من الاهتمام والعناية، فأبحث عن هؤلاء وخفف عنهم أحزانهم وآلامهم.
في الختام
بالنسبة لي، فإنه ما يبعث على الطمأنينة هو التأكد من وجود مدرسين يتذكرون قيمة " المرء" ، كما أن ما يبعث على السكينة هو معرفة أن هناك قادة يخصصون أوقاتهم لرعاية الآخرين والعناية بهم. لأننا في النهاية كلنا أفراد نحتاج إلى الرعاية والعناية. فإنه من دواعي السرور أن تعلم أن هناك أناساً في العالم يقدرون قيمة الاهتمام بالفرد ورعايته. فنحن بحاجة لأن يتم تذكيرنا من وقت إلى آخر أننا أشخاص ذوو أهمية من الناحية الفريدة _ أشخاص متفردون ذوو قيمة. هكذا في أثناء رحلتك في البحث عن معنى للحياة، فإن أحد أولى الاهتمامات التي من الممكن فعلها التوقف قليلاً لتسأل نفسك: من الأفراد الذين سيستفيدون أقصى الاستفادة من زيادة عنايتي لهم؟ لا تقلل أبداً من مدى قوة العناية الفردية والاهتمام الشخصي.
تأملات
- ليس عليك أن تكرس حياتك بأكملها لشخص توليه الاهتمام والعناية؛ ففي بعض الأحيان لا يتطلب الأمر سوى القليل من الدقائق أو الوقت الكافي للمشاركة في المجاملات؛ فهل هناك " شخص" تعلم أنه في حاجة إلى رعايتك وعنايتك _اليوم؟
- هل كان هناك " شخص" أولاك الاهتمام والعناية اللذين كنت في حاجة إليهما خلال مرحلة حرجة من حياتك؟ هل قدمت أنت هذا النوع من الاهتمام لأحد الأشخاص؟
- لو كنت تضطلع بدور القائد، سواء كنت قائداً في الأعمال التجارية أو والداً أو معلماً أو مدرباً مثلاً، فما هي الطرق الناجحة لإبداء العناية والرعاية للآخرين؟
المفضلات