الأنواع الخاطئة من الهدايا

لقد وفرنا المساعدة المهنية لكثير من الناس، في كثير من جوانب الحياة، ومن المدهش أن قليلاً من الناس يقدمون لأنفسهم المكافآت الصغيرة التي نطلق عليها الهدايا، فهل هناك أنواع الخاطئة من الهدايا ؟ نعم، تلك التي تضر بعلاقاتك أو تشعل فتيل مشكلة ما، والمثال على النوع الأول قد يتمثل في الخروج مع أصدقائك عندما يكون هذا السلوك ضاراً بعلاقتك الزوجية، والمثال على النوع الثاني أن تكون الهدية هي تناول المشروبات الكحولية في الوقت الذي تعلم فيه مدى ضررها، عندما تختار هدية لفنسك، لا تحاول أن تفاقم مشكلات قد تكون موجودة لديك بالفعل، وإنما قم باختيار الهدايا التي تعطيك متعة غير ضارة.


الهدايا ا لكبرى الموسمية


لدى " لوسي " و " جيف " طفلان يبلغان من العمر سبع سنوات وثلاث سنوات، يعمل " جيف " في وظيفة بدوام كامل وتعمل " لوسي " في وظيفة بدوام جزئي من البيت، وكأي أسرة لديها طفلان، يجد " جيف " و" لوسي " نفسيهما غارقين في أعمال منزلية لا تنتهى، والشيء الوحيد الذي يستمتعان به هو الإجازات، لكن على الرغم من أنهما يمتلكان الوقت للقيام بإجازتين قصيرتين في كل عام، فإنهما يأخذان إجازة واحدة فقط. لماذا هذا على الرغم من أن الإجازة يمكن أن توفر لهما الكثير من الاستمتاع، والسبب الذي قدماه هو التكاليف.

كان والد " جيف " أرمل يعيش على بعد أربعمائة ميل من منزل " جيف " و" لوسى "، وكانا ‏ يصطحبانه في كل إجازة يقومان بها، وقد كان هذا الاتفاق ناجحاً لأنه يعطي العائلة الفرصة لقضاء وقت ممتع معاً؛ حيث كان والد " جيف " يستطيع قضاء وقت مع حفيديه، ويستطيع " جيف " و " لوسى " الخروج والاستمتاع معاً وهما يعلمان أن طفليهما في رعاية جدهما، لكن الجانب السيئ في الاتفاق هو أن الرحلة كانت تتكلف أكثر بسبب اصطحاب والد " جيف ".


في الواقع، لقد كان والد " جيف " قادراً على دفع مصاريفه الخاصة، لكنه كان يدخر المال لكي يتركه لحفيديه، ولذلك كان " جيف " و " لوسي " يدفعان مصاريفه لكي يضمنا لطفليهما ميراثا جيداً، هل ترى أن هذا هو أفضل ترتيب ممكن ؟ لم يسأل " جيف " و " لوسي " نفسيهما هذا السؤال لأنهما - في مؤخرة عقليهما - كانا يشعران بأن القيام بإجازتين في العام هو نوع من تدليل النفس، ولم يستطيعا أن يبدآ في التفكير فيما هو أفضل لهما، إلا عندما أدركا ما كانا يفعلانه بشكل واضح.


هناك خطر عظيم في ثقافتنا وهو أننا - دون وعي - نحبط أي إمكانية للاستمتاع، لأننا بشكل ما نعتقد اننا لا ينبغي أن نمتع انفسنا كثيراً، إننا نميل إلى الاعتقاد بأن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية، أو أن التخطيط للاستمتاع هو تدليل زائد للنفس؛ لكن العكس هو الصحيح على الأرجح، إن الاستمتاع بالحياة ومنح الهدايا لأنفسنا يزيد من احتمالات قيامنا بتلك المهام المهمة والضرورية الأخرى لأننا سنمتلك المزيد من الحيوية والقوة والقدرة على التحمل.


فكر " جيف " و " لوسي " مجدداً في موقفهما، وقررا أن الإجازات تعطيهما الاسترخاء والتجديد اللذين يحتاجان إليهما لكي يتعاملا مع حياتهما كثيرة المطالب، اكتشفا أنهما يستطيعان تحمل مصاريف إجازتين سنوياً لو أن والد " جيف " دفع مصاريفه الشخصية، وجلس ثلاثتهم معاً وناقشوا الموقف واتفقوا على أنه من الأفضل لهم جميعاً إذا قاموا بإجازتين سنوياً معاً، على أن يدفع والد " جيف " تكاليفه الشخصية، لقد كانت تلك الإجازة الثانية مكافأة كبيرة مكلفة، ولكنها أضافت قدراً كبيراً من المتعة ليس لحياة " لوسي " و " جيف " فقط، ولكن لحياة والد " جيف "، وحياة الطفلين اللذين من أجل مصلحتهما - كما كان يبدو- كانت الأسرة تحرم نفسها من تلك الإجازة الثانية