ما أقسى أن يكون لزمن الأحزان بقية .!

بداية .. لا ترسمني يا أنت
فأنا لا أشبه إلا تنهيدة
ودموع
خرجت من أفواه الموتى ..!

عندما يصبح البوح لغة يغلفها الالم ..
وتصير الدمعة رسول الصدق .

عندما تكون الحقيقة شيئا ... واحلامنا أشياء
وعندما تتحوصل الأمنيات والأحلام في كلمة صدق .. لتدعى ماذا ?!.

يا سادتي إنها حياة الحلم في ساعة اليقظة ، والغفوة في وقت الهبة
بل حياة الكائن الحي الميت في آن واحد .. يولد وينمو ويعيش ليموت ويهلك
ثم ماذا ! .. لا شيء .

ما أقسى أن يكون لزمن الأحزان بقية ..!

عبارة سألني عنها الكثيرون وقالوا لماذا .. ؟ لماذا هذه العبارة بالذات ..؟!
قلت لأنني احسها .. وأحس أن نصيبي من الحزن في هذه الدنيا لم يكتمل بعد !.

نعم هو إحساس قاسى .. وقاسى جدا ..
فيما مضى كنت اسمع الناس يقولون فلان إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معاني
والآن اسمعهم يقولون فلان إنسان بكل ما تحمل الكلمة من " معاناة" .

أصبحت الإنسانية .. معاناة !!

أن تكون إنسانا في زمن انعدمت فيه الإنسانية فأنت مجنون .. وضحية نفسك !
وأن تحب في زمن انعدمت فيه المحبة .. فأنت تجرى وراء سراب !!
وأن تثق في زمن انعدمت فيه الثقة .. فأنت خيالي !!

أن تعطى في زمن انعدم فيه العطاء .. فأنت مسرف !!
أن تأخذ في زمن انعدم فيه الأخذ .. فأنت أناني !!
أن تكون في زمن انعدمت فيه الكينونة فأنت عدم !!
أن .. وان .. وان …

الالتزام في عصر اللاالتزام... تخلف
قالها ومضى ولا يدري انها رسخت وترسبت في عمقي .


لقد احسست ذلك الشعور القاسي (اني لم اخذ نصيبي من الحزن )
كم اخشاه وكم اسعى لبناء الحصون والقلاع من حولي لصد جيشه الجرار
ولكني لاادري كيف سياتي؟.. لاادري باي رداء؟.. لاادري على اي صيغه ؟..
لكني مؤمن جدا بعودته .



ثم ماذا .. أيضا لا شىء .

عندما تقرأ لمدعي الوفاة .. فأنت تصبح جزء من مقبرة !!
تقف بجوار النعش .. والذهول أمتص الدموع !!

سأخبر الناس بأن الإبداع مات .. !!
وأنا " قد " أحيل الحياة الى مقبرة .. !!

يا أيها " الناعق " في جوف الريح .. !
تخبر " الأعضاء " بأن المكان هنا مقبرة .. !!

والأعضاءا موات .. !
وليس هناك معزون .. !

تفيض على " القبور " ماء الروعة .. حد " الشهقة الأخيرة " ..

أحاول أن اقتنع أنني خرجت من قبري !!
لأصل للحد الفاصل بين " النشوة و التطهر !! "

أحاول أن أصل لحالة التصوف بين روحي الخارجه للوهم
وجسدي القابع في عالم الواقع ..
ومن روعة الحياة يعود سؤال يؤرقني ..

هل بقيت فصول لم نشعر بتقلباتها ?!!
وهل سأخرج من مقبرتي .. وفي رئتي " نفس ! "

ليس في الموضوع " أموات " !
فكلهم أحياء
وأبواب الحياة مشرعة !

الآن أخرجوا من أي باب شئتم ..
ولكن تأكدوا أن خروجكم .. وهـــــم .
قمة القسوة عندما تنكشف الحقيقة أمام أعيننا

نعلم

لكننا نبتسم

فكم تبكينى مثل هذه الكلمات

أقرأها مرة فابكى

وثانية لاغور باعماق حزنها وحزنى

وثالثة لانظر للحياة وأقول اي شي يستحق

فإن قرأتها يومافتذكرت أمراً

كم نروى ونعطى ونغدق بالعطاء وبالمقابل نجد الجفاف