إن معظم الناس مدمنون على التفكير السلبي وعلى بث الاحاسيس السلبية تجاه أي شيء يكرهونه, يحبونه, يخافون منه, أو يخافون عليه. إن التشاؤم, الحقد, الغضب, العداوة, التعلق, الانتقاد, عدم الرضا, الغيرة, الخوف, الأنانية, وغيرها من الافكار والاحاسيس السلبية, تولد طاقة سلبية نقوم ببثها في الكون, ومن ثم جذبها, لتعود الينا من جديد بتشكيلات طاقية سلبية من خلال قدرنا الذي هو نتيجة حتمية لما قمنا به سابقاً.
إن استمرار هذه المشاعر السلبية الداخلية من خلال تراكم صور فكرية سلبية مثل:
"أنا غريب الاطوار!
أنا بشع, مقيت, ... غبي!
أنا حساس جداً, حزين!...الخ, والاخرون "طبيعيون", "جميلون", "سعداء"!... الخ, سوف يؤدي حتماً الى حالة سلبية داخلية لا محالة. فالحالة السلبية الداخلية تؤدي بنا الى المقولة التالية:
"إنني ناقص والاخرون كاملون".
والتالي, هذا ما سوف يعكس حقيقتنا التي نعيشها, والتي لن تختلف عما في داخلنا, فنقوم بجذب واختبار غربتنا, بشاعتنا, حزننا, وعقد نقصنا من خلال أقدارانا التي قمنا برسمها على شاكلتنا.
إذا راقبنا أنفسنا ونحن نتابع مثلاً نشرات الاخبار, وقمنا بتصنيف الاحاسيس التي نشعر بها خلال النشرة الى أحاسيس إجابية أو سلبية, فسوف نذهل بالفارق الكبير بين عدد الاحاسيس السلبية والاحاسيس الايجابية لصالح الاولى. فمشاهد الموت وأخباره, القتل, الحروب, الكوراث, السرقة, الفساد, العنف, الاحباط, والظلم, كلها مواد "دسمة" تحويها نشرات الاخبار, وتشحنا يومياً بالعدوانية, ما يؤثر فينا سلباً, ويجعلنا مستهلكين طاقياً وروحياً وفكرياً ومشحونين بالعدوانية, وبالتالي بعدم الاتزان الداخلي. إن التوقف عن متابعة الاخبار السيئة, والتركيز على الافكار الايجابية, سوف يعطينا فرصة لبث أحاسيس إيجابية بشكل أفضل.