الفساد ومسؤولية مكافحته
الفسادهواستغلال السلطه من اجل المنفعه الخاصه سواء كانت تلك المنفعه ماديه ام معنويه والفساد بكافة اشكاله وانواعه سواء الفساد المالي كالاختلاس او الرشوه او الفساد الاداري كالمحسوبيه في التعيين في الوظائف العامه هو بحق كما وصفه رئيس جمهورية المانيه الاتحاديه السابق" الشر المستطير الذي يسري في عالمنا وان المرء ليوشك ان يعتقد ان محاربة الفساد ما هو الا محاربه لطواحين الهواء فنحن بشر وليس ملائكه ففي الاحوال العاديه "يستغل المرء سلطته عن وعي وقصد لكي يتوصل الى مزيه فرديه وهذه هي حاله تقليديه من حالات الفساد
ولما للفساد من خطوره على رفاه المجتمع واستقراره وامنه كان لا بد من محاربة الفساد والتصدي له والتصدي للفساد كما جاء على لسان بيتر ايغن في كتابه شبكات الفساد والافساد العالمي "لا يعني فقط التلويح بالهروات الاخلاقيه في وجهه بل يقتضي وقف الاستغلال الاناني للسلطه"ومحاربة الفساد ليس اتهاما لاحدولكنه وقايه للمجتمعات وبالاخص الناميه لتحقيق تنميه مستدامه كما جاء على لسان حسام بدراوي عضو منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد
ولمكافحة الفساد لا بد من العمل على اكثر من صعيد :
اولا :على الصعيد الداخلي فيما يخص الحكومه فعلى هذه الاخيره ان تتخذ جمله من التدابير الهادفه الى مكافحة الفساد اهم هذه التدابير اعمال الحكومه في نظامها الاداري والمالي لسياسة الشفافيه والمساءله والشفافيه والمساءله نظامان مترابطان يعزز كل منهما الاخر ففي غياب الشفافيه لا يمكن وجود مساءله وفي غياب المساءله لن يكون للشفافيه اية قيمه والشفافيه ظاهره تشير الى التصرف بطريقه مكشوفه وتمتلك الانظمه ذات الشفافيه اجراءات واضحه لكيفية صنع القرار كما تمتلك قنوات مفتوحه بين اصحاب المصلحه والمسؤولين وتضع سلسله واسعه في متناول الجمهور من المعلومات اما المساءله فتعني وجود نظام لضبط ومراقبة المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الحكوميه خصوصا من حيث النوعيهوعدم الكفاءه او العجز واساءة استعمال الموارد والسلطه وكذلك وجود نظم للاداره الماليه والمحاسبه والتدقيق وجباية الايرادات جنبا الى جنب مع عقوبات تطبق بحق مرتكبي المخالفات .
اما فيما يخص المجتمع المدني والمنظمات غير الحكوميه فيجب تعزيز دورهما فيما يتعلق بمحاربة الفسادوالعمل على بناء قدراتهما بهذا الشان فثمة مؤشرات متناميه في كثير من الدول الى ان جهود بعض المنظمات غير الحكوميه في رصد حالات الفساد والدفاع عن المجتمع قد بدات تؤتي ثمارها من حيث فضح الممارسات الفاسده وتعبئة الراي العام للضغط على الحكومه في سبيل وضع سياسات قويه لمحاربة الفساد لذلك برز وجود مثل هذه المنظمات في كثير من الدول ومنها الدول العربيه ففي اليمن اعلن عن تشكيل الهيئه اليمنيه المستقله لمكافحة الفسادوقبلها انشات الجمعيه اللبنانيه لمحاربة الفسادوفي فلسطين بادرت مجموعه من المؤسسات العامله في مجال الحكم الصالح والديمقراطيه وحقوق المواطن بتوحيد جهودها في برنامج وطني مشترك لمواجهة الفساد
ثانيا:على الصعيد الدولي فيما يخص الامم المتحده فقد استشعرت الامم المتحده خطورة ما يطرحه الفسادمن مشاكل ومخاطر على استقرار المجتمعات وامنها مما يقوض مؤسسات الديمقراطيه وقيمها والقيم الاخلاقيه والعداله ويعرض التنميه المستدامه وسيادة القانون للخطروبسبب تعلق حالات الفساد بمقادير هائله من موجودات تمثل نسبه كبيره من موارد الدول واقتناعا منها بضرورة اتباع نهج شامل متعدد الجوانب لمكافحة الفساد قامت الامم المتحده بوضع اتفاقيه دوليه لمكافحة الفساد تهدف هذه الاتفاقيه الى ترويج وتدعيم التدابير الراميه الى منع الفساد والحد منه بصوره ناجعه وترويج ودعم التعاون الدولي والمساعد التقنيه في مجال مكافحة الفساد وتعزيز النزاهه والمساءله والاداره السليمه للشؤون العموميه والممتلكات العموميه.
اما فيما يخص المنظمات الدوليه والاقليميه في مجال مكافحة الفساد فقد ظهرت العديد من هذه المنظمات التي تهدف الى مكافحة الفساد والحد منه وذلك عن طريق رفد الدول بالمعلومات والسياسات الازمه لكبح جماح الفساد وعن طريق دعم المجتمعات المدنيه والمنظمات الغير حكوميه المحليه داخل تلك الدول من هذه المنظمات العالميه منظمة الشفافيه العالميه ومنظمة برلمانيون ضد الفساد ومن المنظمات الاقليميه منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد وهي منظمه تهدف بشكل اساسي الى تفعيل دور البرلمانيين في شتى انحاء العالم العربي في مكافحة الفساد وتطوير قدراتهم من اجل الاشراف على انشطة الحكومات والمؤسسات العامه.