مناهج العلاج المعرفي التواصلي
ورشة تطبيقية

د. لطفي الحضري

استعمال لفظ مناهج العلاج ومن ثم تقنيات العلاج يعني ممارسة تطبيقية في إطار عيادي. ونحث على هذا بشكل خاص على المستوى الجامعي، مع الطلاب الذين يتطلعون إلى ممارسة العلاج النفسي. ومن ثم إلى تعديل سلوك مرضاهم.
فنجاح تعديل سلوك المريض يساعد الطالب المعالج على الإحساس بالثقة بالنفس، ومن ثم البحث أكثر وأكثر على تعزيز قدراته العلاجية، بينما يؤدي الفشل المتكرر على المستوى العلاجي على عكس الثقة بالنفس، فيصاب الطالب المعالج بنوع من الإحباط الذي للأسف يؤثر على إمكانيته العلاجية.
الإحباط لا يأتي في نظري من نقصان التكوين على مستوى التقنيات العلاجية بل يأتي من نقصان في توظيف التقنيات التواصلية على المستوى العملي. وهكذا تأتي هذه الورشة العملية المكونة من 12 طالب في السنة الأخيرة لتهيئهم إلى الدور العلاجي.
بل أقول ليستوعبوا خاصة أهمية التناغم الواجب إنجاحه بين التقنيات العلاجية وتقنيات العلاج المعرفي. ففي خلال هذه الورشة ثم التذكير وشرح بعض التقنيات العلاجية المعرفية والتواصلية. فقام بعد ذلك الطلاب بلعب أدوار " عيادية" (معالج/مريض).
حيث كانت ردود فعل الطلاب على الشكل التالي:
• أهمية التواصل الجسدي: وخاصة النظر منه وكيفية التعامل مع نظرات "المريض". حيث يقوم المريض بشرح للمعالج كيف فهم علاقة كلامه مع شكل وجهه.
• أهمية التواصل المقامي: التفاعل مع المريض في حالة رفض هذا الأخير لبعض التأويلات "السلوكية" المقدمة له. وكيف كان الخطأ الأولي من حيث أن "الطالب/المعالج" بدأ يشرح للمريض تصرفاته، دون وعي مسبق عن هذا التفاعل السلبي في المسلسل العلاجي، لأنه غير مرتبط بهدف واضح عند المعالج مما يؤدي إلى ارتباك المريض وإحساسه بأن المعالج غير متفهم لشعوره و أحاسيسه.
• أهمية تدبير الصمت: كان هذا الجو التفاعلي بمثابة اكتشاف جديد للطلاب بحيث أن جميع الطلبة أحسوا بصعوبة كبيرة في تدبير صمت المريض. فحينما يرفض المريض التكلم تظهر بوادر احتقان في التواصل العلاجي... ومن ثم لوحظ كيف أصبحت التقنيات العلاجية بدون فعالية. فتدبير الصمت يعتبر من أساسية التواصل العلاجي بحيث يمكن من تفعيل التقنيات العلاجية.
• خطورة إعطاء أحكام مسبقة : قام الطلاب بفهم كيف تتسلل من أفواههم ألفاظ تبين أحكام "قيمية" عن المريض وعن سلوكه. وكيف صرح "المريض" بأن هذه الألفاظ كانت سببا في إحساسه بالعنف إزاء المعالج. وكذلك إحساسه بالاحتقار. وهذا النوع من التواصل السلبي كفيل بإفشال أي مسلسل علاجي.
في ختام هذا العمل ثم إعطاء الطلبة بعض النماذج العملية التي تدخل في برامج العلاج المعرفي وقد تم تقسيم هذه البرامج على قسمين برامج تهم بالدرجة الأولى شخصية المعالج والثانية تهم المريض.

برنامج تعديل سلوك المعالج يهدف إلى تحسين الإمكانية التواصلية على المستوى اللغوي، ومنها:

حالة العيادية السلوك اللغوي تعديل السلوك اللغوي
1 حالة الصمت "أنا لا افهم لم أتيت عندك إذا بقيت صامتا" "أنا أعرف أنك راغب في الكلام، أنا أنتظر، وقتي كله الآن لك".
2
3





برنامج تعديل سلوك المريض
جدول تعديل الأفكار العفوية
الحالة العاطفية الأفكار العفوية الأفكار مغايرة
اكتب الأفكار التي تسبب لك الأحاسيس السلبية
- "الوصول إلى العمل متأخر بعض الوقت" 1-اكتب الأفكار العفوية التي تأتيك قبل أو مقترنة بالأحاسيس السلبية.
"لوبقيت أصل إلى عملي متأخرا سأفقد عملي" 1-اكتب الأفكار المغايرة لأفكارك العفوية. الأفكار التي تعتقد بأنها الموضوعية:
"كل شخص في العالم يمكن أن يتأخر في بعض الأحيان. وهناك من يأتي متأخرا بعدي"
تحديد الأحاسيس : الغضب، الحزن، القلق...
-"اقلق".
-حدد درجة هذا القلق من 0 على 8 -قيم درجة الاعتقاد في أفكارك العفوية من 0 إلى 8 2-قيم درجة الاعتقاد في هذه الأفكار الموضوعية من 8 إلى 10
3-أعد تقييم درجة الاعتقاد في أفكارك العفوية بعد هذا التوازن بين الأفكار العفوية والموضوعية.


خاتمة
وكانت النتيجة أن استبين الطلاب الفرق الذي يمكن أن يحصل بين الكلام والهدف المتوخى منه، وكيف يمكن أيضا للعملية التواصلية أن تصيغ مفهوما مخالفا لما أراد المعالج أن يقوله.
شيء أخر تم تعزيزه على المستوى العملي، هو استيعاب الطلبة/المعالجين أهمية العمل على تغيير سلوكياتهم التواصلية الشخصية. وأن المعالج النفسي ليس شخصا تقنيا فقط، فهو بالدرجة الأولى عمل على المستوى الشخصي. بمعنى عليه تصحيح سلوكياته التواصلية المركبة فيه، كشخص متأثر بالبنيات التربوية والاجتماعية.