عضو جديد
- معدل تقييم المستوى
- 0
هل ستصمد الأزياء الوطنية !
هل ستصمد الأزياء الوطنية !
كُل كما تحب والبس كما يحب الناس هذا ما يقال ولكن ليس ما يُفعل دائما ..
آسيا تلك القارة الصفراء الغامضة بطقوسها تحاول منذ مطلع القرن العشرين التمسك بمعتقداتها وبنائها الثقافي أمام موجات الحراك الثقافي المتغير الذي يضرب بالأمم وربما لا يغير شكل أزيائها وفقط بل ربما يغير مضمونها بالكامل كل الأمم تعتقد أن الحفاظ على الأزياء الوطنية هو أولى خطوات الحفاظ على الهوية وهنا يتجلى وافر النقد على الشباب لأنهم أكثر تقبلا لما هو جديد وبذلك فإن تغيير الأزياء الوطنية أو إدخال أفكار لتطويرها استعداد لتغيرها لاحقا هي من أشد الأفكار قبولا وتساهلا عند الشباب ومن أكثرها تأصلا ورفضا عند غيرهم ، ومن المفارقات أن الأمم في نجاحها تسعى لترسيخ ثقافتها عبر أزيائها وعند فشلها تسعى لذلك أيضا ! فعند تراجع وفشل الأمم من تقديم إضافة للتاريخ تشعر بأنها مهددة بالانقراض الثقافي وبذلك تستميت دفاعا ولو بالمظهر عوضا عن الخواء الثقافي الذي أرداها للتمسك بتلك الخرق البالية من الأفكار والتي تلبس أحيانا ! وفي حال نجاح الأمم فإن حفاظها على هويتها اعتمادا على المظهر يعد قليل وسهل لأنها في غنى عن إثبات ذاتها ظاهريا على حساب الجوهر عوضا أن رموزها من المفكرين سيكون لهم النفوذ على أقرانهم من أبناء الأمة مما سيسهل التطبع بسلوكهم ضمنيا وشكليا بمعنى تقليدهم وبذلك ستجتاح حمى النجاح كافة الجيل الجديد الذي لطالما أنتظر الفرصة لتقليد أسلافه من الموهوبين والمؤسسين لحضارة اليوم ، ولكن تلك الحمى قد تنتشر وقد تصيب أمة أخرى ولكن ستكون حمى النجاح دخيلة تصيب جسد الأمة ظاهريا وهذا ما يظهر بتبدل الأزياء المفاجئ بعد خروج الاستعمار ولكن التأثير الداخلي بنقل حمى السعادة والنجاح ربما يكون محدود .
في بداية القرن الواحد والعشرين حيث صار الانتقال من نقطة لأخرى أسهل ، صار ما يسمى غزو ثقافي أسهل ، خصوصا عندما تكون الأمة التي تدعي أن هنالك من يغزو ثقافتها وليس لديها بديل آخر يكون لقاح ومصل لها من ذلك الاعتداء ، كما أن لهذا القرن فلسفة جديدة تقتضي بأن يكون هنالك ثقافة عالمية مشتركة ولغة عالمية تعبر عنها ولاشك من أن الأزياء الوطنية ستتغير وظيفتها من الارتداء والحاجة والضرورة إلى التزيين وربما لاحقا للعرض في المتاحف !
المستـــشار الإعلامي
أنمـــار خــــريص
المفضلات