ذكرياتك بالموسيقى

أماكن وروائح وموسيقى ووجه وبعض أنواع الورود تربطنا بإحكام لا مفر منه بذكريات مخبئة البعض منها ملونة والبعض ليست كذلك ، البعض نريد التخلص منه وأبشركم أنه لا يمكن ..!
وأكثر هذه الأيقونات المذكورة في الأعلى الموسيقى عندما تسمعها لا مفر من أنها تذكرك بأشخاص وأماكن ما ، أنعكف علماء النفس والدعاية لتحليل هذا الارتباط فقاموا بعمل اختبار على مجموعة من الناس فوضعوهم أمام شاشة وعرضوا عليهم فيلم صامت بدون جمل حوار وتظهر فيه فتاة تسير مسافة ومن ثم تقابل رجل ما وتتحدث معه لبعض الوقت وتسلمه رسائل كما يبدو ومن ثم يدعها الرجل ويمشي وتظل هي واقفة في ذهول تام ، طبعا لا يرافق المشهد أي حوار فقط موسيقى مثيرة كالتي تصاحب أفلام الإثارة والأكشن ، ومن ثم سألوا العلماء تلك المجموعة التي شاهدت الفيلم ماذا فهمتم من المشهد ؟ فجاءت الإجابات كلها تفيد لمعنى واحد تقريبا إما أن هذه الفتاة تعمل كجاسوسة أو أن هذه الفتاة متورطة في جريمة أو أن هذا الرجل يبتز الفتاة .
ومن ثم أعادوا الاختبار ولكن بموسيقى رومانسية ذات إيقاع حزين وعلى مجموعة أخرى من الناس ومن ثم أعادوا عليهم نفس السؤال وإذا بالإجابات تختلف كليا عن الإجابات السابقة بالرغم من أن المشهد نفسه لم يتغير فيه سوى الموسيقى المصاحبة له ، وكانت إجاباتهم كالتالي منهم من قال أن هذه الفتاة جاءت لتنهي علاقتها العاطفية بالرجل ومنهم من قال أن الرجل هو الذي أنهى تلك العلاقة ومنهم من قال أن أنها جاءت لتسلمه رسائله القديمة وتودعه وبذلك فقد نتج عن هذه الاختبار نظرية تسمى نظرية الارتباط مفادها أن أنواع الموسيقى الهادئة أو الصاخبة أو الحزينة أو السريعة لها دلالات في النفس وهذه الدلالات لابد وأن تذكرنا بشيء خفي بداخلنا يرتبط بنوع الموسيقى .

أنمــار خـــريـــص