الأغلبية الصامتة

هناك من يقرأ ويقرأ لا شيء فقط ليقرأ فهنا تجد أن القراءة غاية لا وسيلة ..
وهناك من يقرأ ليكتب كلما قرأ كلما شحذ قلمه أكثر ليكتب حتى وإن كان ما يكتبه لا يستحق القراءة ولكنه يظل يكتب ويتخيل أنه يضيف وأنه ذو رؤيا وأن ما يكتبه يستحق الكتابة رغم أنف الذائقة الأدبية والفكرية ، وهناك من يقرأ ليعيد ما قرأه على آذان رفقاء مجلسه فيبدأ بعرض ما قرأه وما لم يقرأه بلوحة استعراضية المهم أن يظل يتكلم ويهذي شرقا وغربا في الدين والسياسة والسياحة وربما ببعض الوقاحة المهم أن يعيد علينا ما قرأه ليتخلص منه في آذاننا والأهم من ذلك أن نظل نحسن الاستماع حتى يطمئن أنه يدير الحديث بكل ديمقراطية طالما أن الأغلبية فضلت الصمت بدلا من الدخول في متاهات الجدل المظلمة والتي من الأكيد أنه سيجرهم إليها إن هم فكروا في التعليق أو الإضافة على بعض نظرياته الفذة في كافة حقول المعرفة .
وتبقى الأغلبية الصامتة التي قرأت الكثير وسمعت الكثير واختارت الصمت على التحول إلى طاووس مثقف يرتدي نظارة ويحمل كتاب بالمقلوب ! .

أنمـــار خـــريص