إن الهدف من مرحلة التمرين هذه هو مساعدة المتدربين لوضع المعلومات الجديدة أو المهارات الجديدة بصورة متكاملة في عقولهم ودمجها مع معرفتهم وخبرتهم السابقة. يمكن القيام بذلك من خلال:
• نشاطات تتيح المجال لمعالجة المعطيات
• نشاطات تشمل محاكاة العالم الحقيقي
• الحركة أثناء التعلم
• تحليل وتفكير فردي (بصوت مرتفع)
• تعليم ومراجعة جماعية تعاونية
• تجريب/تغذية راجعة/تحليل/إعادة التجريب
• ألعاب تعليمية
• تمارين حل المسائل
• حوار ثنائي أو جماعي
• نشاطات بناء المهارات

إن المرحلة الثالثة, التمرين, هي لب التعلم السريع وجوهره. حيث أنه بدون التمرين, لن تكون هنالك فرصة للتعلم الحقيقي أن يحصل.
يمكن أن تشكل هذه المرحلة ما قد يصل إلى السبعين بالمائة من مجمل العملية التعليمية (أو أكثر). حيث أن هذه المرحلة هي حيث يحدث التعلم الحقيقي, فلنتذكر أن ما يصنع التعلم هو ما يقوله المتدرب ويفعله, وليس ما يعتقده المدرب أو يقوله أو يفعله.

الانتقال من التعليم إلى التعلّم: إن مهمة المدرّب هي إطلاق عملية التعلم ومن ثم إفساح الطريق للمتعلمين. يمكن أن نقول ذلك بطريقة أخرى: إن مهمة المدرب هي خلق السياق الذي يمكن داخله أن يخلق المتدربون المحتوى والمعنى المتعلقين بموضوع الدراسة. إن مهمة المدرب إذاً هي أن يدفع المتدربين إلى أن يتحدثوا ويفكروا ويجربوا الأشياء بأنفسهم, أي أن يتعاملوا مع مادة الدراسة بشكل يساعدهم على مكاملتها في ذواتهم وإدخالها في بنية معرفتهم ومهاراتهم.
إن المدرب الذي لا ينفك يحوم حول المكان ويقدم المعرفة وكأنه يطعم المتدربين بالملعقة هو خطر حقيقي على العملية التعليمية.

يمكن للتعلم الحقيقي أن يغير الإنسان
من الاكتشافات المذهلة في الدماغ البشري أن التركيبة الكيميائية-الالكترونية للدماغ تتغير حقيقة عندما يتعلم الإنسان شيئاً جديداً. هنالك شيء جديد يُخلق داخل المرء مع التعلم, شبكة عصبية جديدة, مسار كيميائي-إلكتروني جديد, ترابط جديد, علاقات جديدة... يمكن القول وبالمعنى الحرفي أن المتعلم يحتاج للوقت من أجل أن تحصل كل هذه التغييرات, وإلا فلن يعلق أي شيء مما واجهه هذا المتعلم, ولن يحصل التعلم حقيقةً.

إن من الشكاوى المتكررة التي تأتي بحق الدورات التدريبية هي سوء الاحتفاظ, وأستطيع الجزم أن هذا ما سيحصل دائماً إن أهملت العمل في المرحلة الثالثة بشكل صحي وسليم. وهذا هو السبب وراء فشل التعليم "السريع" (فقط أعطهم المعلومات..), وهذا أيضاً هو سبب سوء مستوى الاحتفاظ بالمعلومات في الكثير من المؤتمرات والعروض واللقاءات والبرامج التدريبية: ليس هنالك وقت للمتدربين ليقوموا بخلق المعنى في داخلهم أو لتغيير تركيبتهم الداخلية وبناء الشبكات العصبية الجديدة وتأسيس العادات الجديدة, باختصار: ليتعلموا!

المعالجة داخل المتعلم
يمكن لعملية خلق المعاني والتركيبات الجديدة داخل المتعلم أن تأخذ أشكالاً عدة, وتكون هذه العملية في أفضل حالاتها عندما تشمل كافة مسارات الشخص ونظامه الجسدي العقلي.
يمكن لنا تشبيه مرحلة العرض ومرحلة التمرين بجانبي ملعب التنس: يحتاج المدرب أن يرمي الكرة إلى ملعب المتدرب كلما استطاع ذلك, حيث أنه المكان الذي يحصل فيه التعلم الحقيقي. إليكم فيما يلي بعض الطرق لفعل ذلك.

من المستحسن الاطلاع على خطوات التصميم.