مدربون معتمدون
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 33
دورة التعلم بمراحلها الأربعة
يمكن التفكير بالتعلم الذي يمارسه الإنسان كعملية من أربعة مراحل:
الربط
(مرحلة اجتذاب الاهتمام)
العرض
(مرحلة التقديم الأولي للمعرفة الجديدة أو المهارة التي يتم تعليمها, إنها "المواجهة" الأولى بين المتعلم ومادة التعليم)
التمرين
(مرحلة دمج المعرفة الجديدة أو المهارة الجديدة داخل المتعلم)
التكامل
(مرحلة تطبيق
ما تعلمه المتدرب على حالات من الحياة الحقيقية)
لا بد من القول أنه إذا لم تتوفر هذه المراحل الأربعة جميعاً بشكل أو بآخر, فإن التعلم لن يكون حقيقياً وتاماً. إن هذه المراحل الأربعة للعملية التعليمية تصح لجميع أنواع التعليم, إنها أساسية في كل مكان وفي كل زمان. إنها الطريقة التي يتعلم بها الأطفال اللعب بالدمى أو قيادة الدراجة الهوائية, والطريقة التي يتعلم بها المراهقون لغة جديدة, ويستخدمها البالغون وهم يتعلمون الرقص. إنها الطريقة لنتعلم العمل على الحاسب الآلي, وفنون القيادة والإدارة, وكل شيء!
من يخرب العملية التعليمية الإنسانية؟
من السليم أن نقول وبحكم عام أنه وبغياب أي مرحلة من مراحل التعليم الأربعة التي ذكرناها أعلاه, فليس هنالك فرصة للتعلم الحقيقي لأنْ يحصل. إلا أن هذه القاعدة تُنتهك يومياً في مدارسنا وشركاتنا وكل مجالات التدريب حولنا. إليكم فيما يلي شرحاً موجزاً عن أهمية كل من المراحل الأربعة. هناك أربعة طرق لإيقاف عجلة التعليم:
ضعف مرحلة الربط
لا يمكن للتعليم الفعال أن يتم إذا لم يكن المتعلمون جاهزين للتعلم, لا بد أن يرى المتعلم الفائدة التي تنتظره من العملية التعليمية, وأن يُثار اهتمامه, وأن يتخلص من العوائق التعليمية. بالحديث عن العوائق, يخفي الكثيرون مشاعر سلبية تجاه عملية التعلّم, ربما بسبب تجارب سابقة حول الموضوع أدت إلى ربط التعلم بشكل غير واع بالاحتجاز والملل وخوف الإذلال والضغط النفسي. إذا لم يتم التغلب على هذه المشاعر والعوائق, فإن التعلم السريع والفعال لن يأخذ الفرصة للحدوث أبداً.
ضعف مرحلة العرض
مما يعيق التعلم أيضاً غياب عرض المعرفة والمهارات الجديدة بطريقة ذات معنى بالنسبة للمتدربين, وبحيث يتاح لهم أن يندمجوا بالمعرفة الجديدة بكُلّيتهم. إذا تعامل المدرب مع المتدربين بصفتهم مستهلكين للمعرفة لا منتجين للتجربة, فإن هذا سينعكس سلباً على العملية بأسرها, حيث سيُكبح جماحهم وقد تتوقف قدرتهم على اكتساب المعرفة و المهارة الجديدة تماماً. قد يحدث الشيء عينه أيضاً إذا لم تتم إتاحة الفرصة للجميع للاستفادة من أنماطهم التعليمية الذاتية خلال مرحلة العرض. فعلى سبيل المثال, لا يمكن لأولئك الذين يتعلمون من خلال الحركة أن يستفيدوا من عرض بشكل محاضرة ما لم يتم إعطاؤهم شيئاً ما ليفعلوه.
ضعف مرحلة التمرين
يتحول التعليم إلى عملية معاقة أيضاً إذا لم يتم إعطاء المتدربين وقتاً كافياً ليتمكنوا من امتصاص الخبرة الجديدة ومكاملتها في خبرتهم الذاتية, وجعلها جزءاً من ذواتهم, من منظوماتهم الداخلية ومعتقداتهم ومهاراتهم. سوف يعاد ذكر هذه الفكرة كثيراً عبر طيات هذا الكتاب: إن ما يهم لنجاح التعليم هو ما يقوله ويفعله المتدرب, لا ما يقوله ويفعله المدرب, أو الكتاب, أو جهاز العرض. ليس التعليم عملية تلقين, سواء أكان الملقن شخصاً أم حاسباً آلياً أم أي شكل آخر من أشكال الأجهزة المُساعِدة. وبالتالي, ليس التعلّم عملية استهلاك للمعرفة, بل هو خلق وإنتاج لها من قبل المتعلم. والمعرفة ليست شيئاً يمتصه المتدرب, بل هي شيءٌ يخلقه المتدرب بشكل متجدد وفعال. لا بد إذاً من إتاحة الوقت للمتدربين من أجل إتمام مرحلة التكامل هذه.
ضعف مرحلة التكامل
لا تتم العملية التعليمية ما لم يُعطَ المتدربون الفرصة ليطبقوا ما تعلموه بشكل فوري, لأنه, إذا لم يتم ذلك, فإن أغلب ما تعلموه سيتبخر مباشرة. من الثابت أن التعليم عن طريق التخزين السلبي في الذاكرة لا يمكن أن يكون فعالاً, وهذا واضح إلى درجة البديهية, إليك هذه العبارة مثلاً: احفظ هذه المعلومة, سوف تحتاجها بعد ستة أشهر! كيف تتخيل أن تكون نتيجة مثل هذا التلقين؟ أشارت دراسة أجريت مؤخراً أنه بدون التطبيق المباشر لما تتعلمه, فإن ما يبقى في الذاكرة من المواد التي تطرح في قاعة التدريب لا يتجاوز الـ 5%, بينما تصل هذه النسبة إلى 90% إذا تمت مرحلة التكامل بشكلها المطلوب.
سلم الأولويات المُعْوَج
لطالما ركز التعليم التقليدي على مرحلة العرض (المرحلة الثانية) على حساب المراحل الباقية من العملية. ففي كثير من الأحيان, نصرف أكثر من 80% من وقتنا ومواردنا أثناء تصميم برنامج تدريبي على إنتاج مواد خاصة بمرحلة العرض, سواء أكانت كتيب تمارين للمتدربين أو عرضاً بالملتيميديا أو برنامجاً حاسوبياً أو أي مادة عرض من هذا النوع؛ إلا أن مرحلة العرض, وفي أحسن أحوالها, لا تتجاوز الـ 20% من مجمل العملية التدريبية, بالإضافة إلى أن هذه المرحلة بحد ذاتها عديمة النفع ما لم تُسبق بمرحلة تحضير متقنة وتُتبع بمرحلتي تمرين وتكامل صحيتين.
قم بترتيب سلم أولوياتك, وستجد أن التعليم سيتحسن تلقائياً. جرّب أن تعطي اهتماماً أقل لمرحلة العرض, وقم بموازنة الاهتمام بين المراحل الثلاثة الأخرى, وستكون النتيجة هي تسريع وتعزيز العملية التعليمية. إننا هنا نشجعك على تصميم برامج تدريبية متمحورة حول التجربة وبناء الخبرة, وليس حول العروض. نحن هنا لا نقول أن من الواجب التخلي عن العروض, وإنما استخدامها لإطلاق العملية التعليمية ولدعمها, إعطاؤها حجمها المناسب والطبيعي والمفيد, ولا شيء غير ذلك!
من أوراق ورشة التعلم السريع بتصرف.
التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محمد بدرة ; 29-May-2009 الساعة 11:00 AM
المفضلات