عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
كيف تكتسب إرادة قوية؟؟
كيف تكتسب إرادة قوية؟؟
هناك كلمة مأثورة تقول "الإرادة هي المقدرة" ونقول نحن "إن الإرادة هي بذل الجهد" ، وهذا يعني أن اكتساب الإرادة يساعد المرء على اكتساب تطورات جسدية ونفسية تقوده إلى تحقيق النجاح ، وتقوم مقام المواهب الطبيعية بعد شيء من الجهد.
ولكي يتمكن المرء من اكتساب إرادة قوية ينبغي عليه إتباع الشروط التالية:
1- السيطرة على النفس:
كل عمل مهما كانت أهميته يحتاج إلى طاقة وقدرة على التماسك ومن شروط بلوغ المرء النجاح في أي عمل تقوية النواحي الجسدية والأخلاقية، وهي أمور لا غنى عنها فالجسد الضعيف لا يستطيع الاستمرار ولا يقوى على المقاومة، وكذلك الأمور الأخلاقية كاكتساب الدقة وتوسيع الثقافة وتهذيب اللفظ كلها أمور لا غنى عنها لمن أراد أن يرفع من مستواه ويحقق الإنجاز..
وهذا يتطلب من المرء أن يكون مراقباً لذاته مسيطراً على نفسه ليقوم بتوجيه نفسه واكتساب القدرات المطلوبة وهذا ليس هذا بالأمر السهل، ولكن للقيام بذلك قم بمراقبة نفسك طوال نصف يوم أي أن تظل منتبهاً لتمييز ما هو معقول ومقبول في أفكارك وأفعالك وما هو شائن وغير مقبول، وهذه المراقبة الذاتية تشكل المرحلة الأولى في الجهاد لامتلاك النفس.
مثال: أنت معتاد ألا تقوم بأي عمل أثناء السهرة لتتفرغ لمتابعة بعض الأعمال الترفيهية ، فإذا عقدت العزم في يوم جميل أن تكسر هذه العادة وتجلس إلى دروسك في المساء، تكون بذلك قد بدأت في مكافحة ميلك للكسل والبطالة وسكون أجهزتك الفكرية، فإذا فتحت كتابك وبدأت في تركيز انتباهك ستشعر ببعض التعب في البداية فلا تلقي بالاً لهذا الشعور، بل جابه هذا الشعور بعزم ونجاح وكأنك تقوم بتمرين قاسٍ، وستجد أن إصرارك وعزمك يعطيك القوة والغلبة على ميولك السابقة ، وستجد أن عادة امتلاك النفس قد تأصلت فيك.
2- مراقبة النفس:
إن مراقبة النفس لمعرفة الأخطاء أمر عظيم الفائدة ، بل إن بعض البلدان مثل البلدان الإنجلوسكسونية تجعله جزء من منهج التربية حيث يتدرب الأطفال منذ الصغر على فن السيطرة على معبرات الوجه والحركات والكلام وكيفية ضبط النفس بصفة عامة وهو ما يكسبه هدوءً وقوة وثبات..
ولكي تكتسب هذه الصفة الممتازة عليك بالتدرب على إخفاء عواطفك فلا تظهر على قسمات وجهك، وسواء سقط على الأرض شيء أحدث ضجة أو وجه أحدهم إليك كلمة مهينة أو شعرت بألم فجائي لا تعرف سببه عليك أن تحتفظ بهدوئك ورباطة جأشك، وفي المرحلة التالية عليك أن تتحدث بهدوء وتؤدة، وأن تختار عباراتك لتكون مفهومة واضحة ليس فيها لبس ولا تسرع، وتطبيق هذه الإرشادات سيساعدك على اكتساب الهدوء اللازم للجهاز العصبي مما يجعلك تقوم بأعمالك بثقة أكبر وإتقان
3- تنظيم الأعمال:
عادة عندما يكلف المرء بالكثير من الأعباء يشعر بالإجهاد والتعب، وليس العمل الكثير هو الذي يسبب الإجهاد، بل الفوضى والسير على غير هدى هو الذي يوقع الإنسان في أسر التعب، فاليوم المنظم والمنهاج المدروس للشواغل المتتابعة والمثابرة دون إسراع ولا تباطؤ لا تنتج تعباً مفرطاً..
ونحن نشير عليك بمراقبة أعمالك وأن تتخير منها ما هو ضروري وما هو غير ضروري وما يمكن تأجيله،وسنضع هنا بعض الأسئلة التي يجب أن يلقيها المرء على نفسه إذا أراد مراقبة أعماله:
- هل استعملت يومي بشكل نافع؟
- في أي وقت وأي مناسبة ضيعت وقتي؟
- هل كنت دائم الانتباه أثناء عملي ومنصرفاً إلى ما أقوم به؟
- هل قمت اليوم بجهد لتقوية النفس واكتساب المعلومات المفيدة؟
- هل هناك أسباب لتبديد الجهد وإضاعته استطيع الاجتراز منها؟
- هل أنا متلائم مع مقاصدي؟
- هل زادت معرفتي؟
- هل استسلمت لتأثير الغير وقيادته؟
- هل أنا متساهل في تبديد طاقتي بلا جدوى؟
وما من شك أن المبتدئ سيجد صعوبة في متابعة أعماله اليومية بنظام ودقة دون أن يخرج عن الوقت المخصص لها، ولكن الرجل الذي ينصرف عن المسرات الوقتية أثناء عمله ويدير ظهره لكل ما يضعف همته، ويغلق أذنيه عن كل ما يلهيه، لابد أن تندفع قوته الذاتية وتخرج من مكمنها، لتقوم بعملها الناجح..
4- مراقبة المخيلة:
إن استخدام المخيلة للتذكر أو التصنيف أو التفكير بالذكريات أو الملاحظات أو المعلومات أو لإيجاد حل لمشكلة مستعصية هو استخدام مفيد وهذه الاستخدامات كلها تؤثر على تفتح عناصر الذكاء، أما ما يجب مراقبته هو الصور العفوية الناتجة عن ميولنا وتأثرنا لأن هذه الصور تشوه الحقائق وتضل قوة الحكم ..
فكثير ما يسبح المرء بمخيلته أثناء القيام بعمل ما في تصورات غير واقعية أو أحلام مستقبلية، وهو ما يضيع وقته ويبدد طاقته، لذا عليه أن يؤسس كل أفكاره ومشاريعه ومخططاته على أساس معلومات أكيدة واضحة لا أن تقوده أحلام المخيلة في طريق المغامرة..
5- التوجيه الرزين للتفكير:
إن عملية قيادة التفكير تؤلف لكل فرد أفضل وسيلة لتحسين مصيره، والتوجيه الرزين للتفكير يسمح لنا بالاتجاه نحو غاية واحدة في جميع مقاصدنا وأعمالنا، وليس هناك من شيء يمكن الوصول إليه في يوم واحد ولكن يمكن بلوغه بسرعة وضبط إذا استطعنا إتقان وتطبيق ما مر بنا من خطوات..
وتوجيه التفكير يمكن الوصول إليه عبر عدة مراحل:
المرحلة الأولى: نبلغها حين نكتسب القدرة على الانغماس في العمل إلى درجة ننسى فيها كل ما مر حولنا من ضجة أو حركة أو حديث.
المرحلة الثانية: تهدف إلى إمكان التفكير في قضية معينة أطول وقت ممكن، وفي أية لحظة كانت دون أن يتحول انتباهنا عنها.
المرحلة الثالثة: وهي الوصول إلى صفاء الروح بصرف النظر عن جميع المؤثرات..
وقد تبدو المراحل الثلاث من الصعوبة، ولكن لا شيء يستحيل على من صمم على بلوغ النجاح وعلى أن يكون شيئاً مذكوراً.
المفضلات