حان الوقت.. لتصبح أفضل

التكتكة,آه الساعة,إذا لم تكن منتبهاً فلن تضايقك.ولكن إذا حولت انتباهك إليها,فكل مايمكنك سماعه هو التكتكه.ستدرك كم هو مزعج – لدرجة كبيرة بحيث لايمكنك التفكير أو التركيز على أي شيء آخر.
ولكن بمجرد أن تخرج من نطاق إدراكك,لأنك اعتدت عليها,فلن تضايقك بعد ذلك.ربما لاحظت أحيانا أن عضلات رقبتك وكتفيك مشدودة.لم تكن تدرك أنك كنت تحدب أكتافك,ولكن الان عندما تحول تركيزك الى جسمك,تصبح مدركا للألم ويمكنك ببساطة إرخاء العضلة وتخفيف الشد.
إن قوة قوقعتك – شبكة سلوكايتك – تاتي من قوة كونها غير مرئية.فأنت غير مدرك للأفعال الحقيقية التي توجدها.وبإدراكك لسلوكياتك,وافكارك,ومشاعرك, جعل العملية مرئية وتكسب القدرة على أن ترى الأذى الذي تسببه.
الهدف منذ لك هو أن تكسر روتينك الذهني وتتحرر من نماذج الأفكار المشروطة.ويتم ذلك عن طريق النظر بموضوعية سلوكيات محددة تمر عادة بدون ملاحظتها أو بدون تفحصها.
عندما تبدأ بالتساؤل عن تلك السلوكيات,فإنك ستحصل على عادة أن لاتكون مقيداً بالعادة.
لايمكنك رؤية نفسك مباشرة لأن حياتك ليست هي فقط التي أصبحت آلية.ولكنك أنت جزء من قوقعتك الخاصة,ليس هناك وجهة نظر – إنك قطعة من أحجيتك الخاصة.تماما كما أنه ليس ممكنا أن ترى ذاتك المادية كلها مباشرة,يمكنك فقط رؤية ذاتك النفسية في انعكاس سلوكياتك.
إن الرأي الذي تتشبث به عن ذاتك اليوم يعكس التجارب في ماضيك.تلك المؤثرات,والتي ربما هي أقل من إيجابية,تفعل شبكة عاداتك وأفكارك ومواقفك ومعتقداتك التي تبقى راسخة مع مفهومك الذاتي المتدني.الآن ستصبح قادراً على رؤية التأثير الكامل وتأثير صورتك الذاتية على سلوكياتك – والجروح المنزلة ذاتياً التي تسببها.
بعض الاستجابات مألوفة الى حد ما,جزئياً كنتيجة لثقافتنا وطبيعتنا الإنسانية,ومع ذلك,فهذا لايعني أنها غير مؤذية,بعض الاستجابات تطرح سلوكاً سلوكاً غير طبيعي وغيرعادي,ويمكن أن يحدثوا جميعهم بدرجات متغيرة وفي نطاق واسع من التأثير.
معظم الاستجابات لها أسباب متعددة,ومن الممكن أن تجد في نفسك إحداها أو بعضها أو جميعها أو لاتجد في نفسك أي منها.
تلك الاستجابات هي الدبوس المشبك الذي يجمع ويشوه ذاتك الحقيقية ويوسع الفجوة بين ذاتك وبين الحقيقة.كما تخلق أرضا خصبة للمزيد من الأمراض الخطرة.
وكلما كانت حياتك مؤتمتة أكثر – وكلما زادت الاستجابات التي أصبحت مندمجة في شخصيتك – اتسعت الفجوة بين الحقيقة وبين إدراكك للحقيقة,محركة إياك أكثر في عالمك الصغير الخاص.
معظم الأمراض العقلية الخطرة يمكن أن تتواجد جذورها في هذه الفجوة بالذات.
بمجرد أن تتعرف وتفهم أحد نواحي شخصيتك,ستكون قادرا علىرؤيةنفسك منفصلا عن قوقعتك – ذاتك الحقيقية – مقابل واجهة ذاتك الزائفة.
إنه الإدراك الذي يدق إسفيناً في آلية السلوك.وبمجرد أن ترى ذاتك الحقيقية,يصبح جزء القوقعة كليل لن الغاية منه كانت أن يبعدك عن اكتشاف الذات.إنه نفس حافز الرجل الأصلع الذي يرتدي شعرا مستعارا أمام اولئك الذين يعرفون انه أصلع والذين لايرغب بخداعهم ,لا يوجد فائدى في ذلك.
عند النظر الى جوانب الذات,فأنت توجه ضربات مهمشة للواجهة,في كل مرة تكشف فيها استجابة تقترب أكثر من الذات الواقعية,الى أن لايعود الحاجز موجوداً.وتظهر شقوقاً صغيرة في القوقعة عندما تبدأ بعرض المزيد من ذاتك الحقيقية.ثم,ببساطة تتحلل القوقعة وتبثق ذاتك الحقيقية غيرممزقة وواثقة.وستبدأ بفهم لماذا تفعل ماتفعل,وتفكر بالطريقةالتي تفكر بها,وتشعر بالطريقة التي تشعر بها.
إن إكتشاف المغزى الكامن لسلوك مايوقظك نفسياً.بالنسبة لبعض الاستجابات هذا ليس كافياً للتحرر الفوري من الطبيعة المألوفة لفعلك.
ولكن,يضع الإنزعاج ترساً مسنناً نفسياً في دولاب حياتك.حتى بدون قرار واع لتغيير السلوك مباشرة,فإن الإدراك المتواصل لسلوك مؤذ ينتج غالباً التغيير.
على أي حال تتحطم الطبيعة الآلية للاستجابة,وتبدأ حياتك بالانتقال الىمستوى جديد من الإدراك.
وبالرغم من أن الاستجابة ربما ماتزال لديك,فإنها لم تعد آلية.أنت تقوم بصنع قرار واع كل مرة للمشاركة في السلوك المعين.وحتى الروتين المعتاد والأكثر تجذراً يمكن ان يتحطم ويبلى الى أن ينحل.وبانتقال حياتك خارج مجال الأتمتة,تبدأ برؤية ذاتك الحقيقية,وتبدأ بصدق تعيش حياتك.
عندما تصبح واعيا بمختلف نواحي حياتك,فأنت تجلب حيوية جديدة لأفعالك,هذا يجعل التخلص من العادات أمراً سهلاً,لأنها مجرد أفعال أصبحت بمرور الوقت آلية,الإدراكهو مايفكك العادة الى فعل بسيط.
إن التعقيد في الحياة يكمن في أتمتتها.تمهل وسترى كم هي الحياة بسيطة في الحقيقة.ستفهم ماكنت بالكاد مدركاً له من قبل – العلاقة بين السبب والأثر.الفعل والنتيجة.هذا يتيح لك أن تفهم تماما ما لم تكن تفهمه من قبل: أنت في الواقع متحكم في حياتك,ستكون قادرا على صنع قرارات جديدة واختيارات مبنية على ماتريده,هذه هي الحياة.الحياة التي أصبحت أتوماتيكية فيها صعوبة إدراك العلاقة بين السبب والأثر.إذا كنت لاتشعر بأن لديك سيطرة على حياتك,إذن يوجد حافز ضعيف لتولي زمام الأمور.
عندما تبدأ بالنظر الى جوانب سلوكك,فإن حياتك تتباطىء,وينقشع عن حياتك الغموض,ولن تعد تلك الكتلة الضخمة الدوراة التي تخرج عن السيطرة.