وقتك هو أثمن ما لديك

أثمن ما لديك
إن أثمن ما لديك هو وقتك. كما أنه أكثر مواردك إثارة للفزع. لديك مقدار محدود من الوقت، وما إن يمضي، حتى يتلاشى إلى الأبد. الوقت لا غنى عنه من أجل الانجاز. كما أن الوقت سهل التبدد والضياع. وليس بوسعك الحصول على المزيد منه، بصرف النظر عما تقوم به. ومن الممكن القول إن نوعية حياتك تتحدد بالطريقة التي تنفق بها هذا المورد الثمين.
أياً كان تعريفك الخاص للنتائج والعوائد، فهما كل شيء. وتقاس فعاليتك كإنسان بمدى قدرتك على تحقيق ما ترغبه من صحة وسعادة، ورخاء. ومهمتك أن تستغل ما لديك من دقائق وساعات على نحو أكثر فعالية، للتأكد من بلوغك لأفضل نوعية وأكبر كمية مما تنشده في مقابل الوقت الذي تستثمره.


مقايضة وقتك
كل شيء في الحياة هو نوع من المقايضة. وعلى وجه العموم، فإنك تقايض بوقتك ما تريده من نتائج وعوائد مالية. يمكنك أن تعرف أي نوع من المقايضين أنت بالنظر فيما حولك، وتقييم وضعيتك الحالية. هل أنت راضٍ عن نتائج مقايضاتك في الحياة حتى الآن؟
يقايض بعض الأشخاص وقتهم مقابل 25 ألف دولار كل عام. بينما يقايض البعض الآخر نفس المقدار من الوقت مقابل 250 ألف دولار كل عام، على الرغم من أنهم قد يكونون متماثلين في العمر والذكاء، ولهم نفس القدر من التعليم والخلفيات. لكن أحدهم يجني عشرة أضعاف ما يجنيه الآخرون! ولكن لماذا؟


وبأبسط التعبيرات، فإن الشخص الذي يربح أكثر يفكر وبتصرف بشكل مختلف عن الخص الذي يربح أقل. أحدهما يعتبر "مقايضًا" أفضل من الآخر. أحدهما لديه معلومات أفضل، ويرتقي بمهاراته على الدوام، ويبدأ مبكراُ عن الآخرين ويجتهد في عمله أكثر، ويبقى لوقت أطول من الآخرين. وسرعان ما يكتسب المقايض الجيد ميزة الفوز، ويشرع في التقدم نحو صدارة الركب. وقبل مرور وقت طويل، سيعمل ويربح على مستوى أعلى كثيراُ من الآخرين ممن بدأوا معه. لابد أن يكون هذا هدفك أنت أيضًا.


وقتك محدود
لا يمكن لك ادخار الوقت. فلا يمكن لك إلا إنفاقه بطرق مختلفة. إن كل جانب من جوانب حياتك اليوم يظهر كيف أنفقت وقتك فيما يمضي. غذا أردت أن يكون لك مستقبل مختلف، فعليك أن تنفق وقتك بشكل مختلف في الوقت الحاضر. عليك أن تغير تفكيرك بشأن نفسك، أو بشأن طرق استغلالك لوقتك؛ لتتوصل إلى ما تريده في حياتك.
الوقت مثل المال بطريقة ما. فكلاهما يمكن إهدارهما أو استثمارهما. إذا أهدرت المال أو الوقت فإنهما يذهبان إلى الأبد. ولا يمكن لك استعادتهما مطلقاً. ولكن إذا ما استثمرت وقتك أو مالك بحكمة، ستحصل على عائد أعلى في المستقبل. ويمنحك التفكير، والتخطيط الاستراتيجي الشخصي من الأدوات ما يضمن تحقيقك لأعلى عائد من الوقت المستثمر. أو بتعبير آخر، يضمن لك تحقيق أعلى "عائد من الحياة".


ويعكس كل شيء تقوم به ويتطلب وقتا اختيارك. أي اختيار ما إذا كنت تستغل وقتك بحكمة أم لا. وأيا كان اختيارك، فسوف يمضي الوقت إلى الأبد. وإذا أنفقت وقتك في نشاط واحد، لن يكون لك بعد ذلك المقدار نفسه من الوقت المتاح لإنفاقه، أو استثماره في نشاط آخر. وبدرجة كبيرة تحدد اختياراتك بشأن طرق استغلال وقتك نوعية حياتك، سواء حالياُ أو مستقبلاً.
يتوجب عليك أن تكون غيوراُ على وقتك غيرة مطلقة. يجب أن تكون غير متساهل على الإطلاق بشأن عدم إنفاق وقتك في نشاطات قليلة القيمة. فإذا ما أردت أن تحصل على العائد الأقصى للطاقة المبذولة في حياتك وهنتك يتوجب عليك إذن أن تقلل من حجم كل النشاطات التي لم تعد تمثل الاستغلال الأمثل والأقصى لوقتك، أو تكلف بها آخرين، أو أن تنحيها تماماً. إن التفكير من نقطة الصفر سوف يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل. فهو أداة تفكير أساسية يمكن لها أن تغير حياتك.