أكد الدكتور طارق السويدان – خبير التنمية البشرية – أن كثير من الشباب يتعاملون مع الأمور" بسذاجة " فيقوم الشاب بنفس الأمور وبنفس الطريقة ثم يتوقع نتائج مختلفة قائلا : " فقد يدخل الشاب عملا معينا ويفشل ثم يمارس نفس العمل وبنفس الطريقة فيفشل " وهو في هذا كالذي دخل في تجربة زواج فيمارس أفعال معينة فيفشل الزواج ويتزوج مرة أخرى ويمارس نفس الأساليب السابقة فيفشل مرة أخرى، والحل في ذلك إما أن يعمل الشاب شيئا آخرا تماما، وإما إذا كان مصرا على فعل نفس الشيء فليفعله بطريقة مختلفة تماما . وقال أن 98 % من الشباب يكتفون بالشكوى فقط دون اتخاذ أي قرار إيجابي يتغير به حالهم إلى الأفضل من خلال تنمية قدراتهم المختلفة .

وأَضاف أن كثيرا من الشباب الذين لديهم عقبات وصعوبات أوصلتهم للفشل يرفضون تغيير أنفسهم إلى الأفضل للتخلص منهذه المشاكل المزمنة .
وقال بحسب موقع فور شباب أن المشكلة الأكبر أن التغيير لم يدرس للشباب ولم يتعلموه ويظل الشاب يمارس التغيير بالتجربة فقط، رغم أن هناك قوانين وأسس ومبادئ تحكم التغيير .

وأشار إلى وجود ستة عوامل ومعوقات رئيسية تقف في طريق تغييرنا لأنفسنا مثل الخوف من أن يحدث أمر ما في المستقبل قد يكون مخالفا للواقع فنخاف من إحداث التغيير خوفا من المستقبل .

والخوف من زيادة العمل، وصعوبة تغيير العادات فمن شب على شيء شاب عليه "فالشاب يتعود على ممارسة عادات وتقاليد معينة يصعب تغييرها " وهناك أيضا ضعف الاتصال " فيجهل الشاب ماهية التغيير وكيف يغير نفسه وما هو دوره في هذا التغيير"، والإخفاق في الانسجام مع باقي الأفراد " فلا بد من تعديل كل شيء بحيث يكون متناسقا"، والسبب الرئيسي في عدم التغير هو من داخل الشاب نفسه فيقول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، فالتغيير الحقيقي هو التغيير من الداخل، وهو أيضا التغيير المصحوب بقرار ورغبة حقيقية وليس عن طريق المصادفة .

والتغيير لا يكون في الأهداف فقط ، ولكن لابد وأن تتغير وسائل التغيير أيضا .. كقصة الإعلان والرجل الأعمى " فكان هناك رجل أعمى يجلس في الطريق وبجواره لوحة مكتوب عليها أنا أعمى وفقير فتصدقوا علي، فمر عليه رجل فمسح الكلام الذي على اللوحة وكتب الدنيا ربيع لكني لا أستطيع أن أرى جمالها، فانهالت الأموال على الأعمى"، فعندما تغيرت الوسيلة تحققت نتائج أفضل .

وقال السويدان أنه لا يكفي أن يكون لدى الشاب نية في أن يتغير، بل هناك عدة عوامل أساسية يجب توافرها في كل شاب يريد إحداث تغيير في حياته مثل وضوح الهدف لدى الشاب ووعيه ومعرفة عيوبه ومواضع النقص عنده وماذا يريد أن يفعل؟ وإلي أي حد يريد أن يصل؟ وأن يعرف معوقات التغيير السابقة جيدا حتى يتجنبها وأن يقيس نفسه بمستوى معين ناجح، وتغيير البيئة الفاسدة المحيطة به وضرورة أخذ التغيير بالتدرج، مؤكدا أنه لن تنموا قدرات الشباب ومهاراتهم إلا بجهد وخطة محكمة، موضحا أنه على قدر الجهد تكون النتائج