نقطة تحول ثانية حدثت لبيل وكانت في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1974 عندما كان بول ألن في طريقه لزيارة بيل غيتس، رأى خلالها نسخة من مجلة Popular Electronics، وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR 8800 وأحضرها إلى غيتس، وأدرك أن عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوافراً للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر.اتصل الاثنان بالشركة التي صممت الكمبيوتر وكان اسمها MITS وصاحبها ED ROBERTS فطلب منهما برنامجاً "سهلاً" للكمبيوتر، فانكب الاثنان لمدة 8 أسابيع وأعطوه برنامجاً بلغة BASIC ويقول ROBERTS : "كان ذلك رائعاً وفعلاً كان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة MICROSOFT والتي انبثقت من MICROCOMPUTER SOFTWARE.

في العام 1975 وقع غيتس وألن عقداً مع MITS لكتابة البرامج، ولم يكن لدى غيتس القدرة على فهم أجهزة الكمبيوتر وبرامجها المعقدة، إنما كان لديه إلمام بالأمور القانونية.من اللحظة الأولى لم يحب غيتس وألن صاحب MITS إد روبرتس والذي كان لديهم معه كثير من الاختلاف في وجهات النظر. كان بيل غيتس عصبياً "خاصة عندما علم أن البعض يقلد برامجه. بدأ ألن وغيتس بحثهما عن مبرمجي كمبيوتر جيدين وكان ألن ما زال مع MITS وبيل في الجامعة وبعدها ترك ألن عمله في MITS ليتفرغ لشركة مايكروسوفت التي فتحت أول مكتب لها في الطابق الثامن المكون من 4 غرف قرب مطار البيكركي.

وفي العام 1977 قرر بيل غيتس أن يترك الجامعة نهائياً، وهذا القرار لم يعجب أهله بالطبع. حتى الجامعة لم تصدق أن بيل قد اتخذ هذا القرار، ولكنه كان قد عزم على قراره، لأنه بدأ يمل من الجامعة وكان يريد أن يبقى قريباً من شركة مايكروسوفت. وفعلاً كان هناك لعدة سنوات ليلاً نهاراً، عدا إجازتين قصيرتين.أكثر ما كان يريده بيل غيتس هو أن يفسخ عقده مع اد روبرتس و MITS ، ووصل الأمر إلى المحكمة وكسبت مايكروسوفت القضية، وصار بإمكانها بيع برامج BASIC بحرية مطلقة، بعدها بدأت الأموال تتدفق كالماء، وباعت مايكروسوفت برنامج BASIC إلى أهم شركات الكمبيوتر كشركة أبل، راديو شاك، NCR، جنراك ألكتريك. كما انصب بول ألن ورفاقه على تطوير البرامج، أما غيتس فكان همه توقيع العقود. ومع NISHI في اليابان وقعت مايكروسوفت عقداً في عام 1977 أعطى ملايين الدولارات للطرفين.

ومن المفارقات المضحكة أن الجميع كان يعمل بجد ليلاً نهاراً. الجميع يلبسون الجينز و"التي شيرت". وعندما كان غيتس في رحلة عمل تم تعيين أول سكرتيرة لمايكروسوفت ميريام لوبر, وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي أن ولداً صغيراً جاء إلى مكتب غيتس وعبث بالكمبيوتر. وفتحت فمها مندهشة من أن هذا الولد كان بيل غيتس نفسه (كان بيل يظهر أصغر بكثير من عمره). وعندما علم زوج ميريام أن مديرها عمره 21 عاماً. اقترح عليها أن تتأكد إذا كانت ستقبض راتباً أم لا آخر الشهر.

قرر بيل غيتس وآلن أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر لاستيعاب العمل المتزايد. وكان بيل غيتس قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل. كان يحب ما تبيعه الشركة، وكان يعتقد بأن "اية صفقة أفضل من لا صفقة أبداً". كان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب. كان عدد موظفي مايكروسوفت 13 عندما جمعت أول مليون دولار، بعدها انتقلوا إلى سيشل واختار جميع الموظفين أن ينتقلوا مع بيل وألن.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 138 - 141
كلمات مفتاحية: التوسع – التطور – عقد الصفقات
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=468