قبل أن تبيع شركة جيليت شفرة. كانت الشركة غارقة بديون بآلاف الدولارات، وعلى ذلك يقول جيليت: "كنا في الزاوية الضيقة مع أصحاب الديون، وكانوا يقفون بالطابور جاهزين لأي شيء للمطالبة بديونهم. وجاءني شعور بأنني أعطيت موضوع الشفرة أكثر مما يستحق، ولكنني لم اشعر باليأس".

التجأ كينغ جيليت إلى رجل أعمال اسمه جون جويس، كان قد ذهب إليه في السابق ليدعم فكرة من أفكار جيليت الفاشلة، وعلى الرغم من أن جويس كان يريد مبلغ /20000/ دولار من جيليت بسبب الفشل، دخل عليه بكل ثقة طالباً منه مساعدته وإنقاذ فكرته، واعطاه شفرة من شفراته، فلم يخف إعجابه بها وقدم له الدعم المطلوب".

بدأت الشركة عملياته ببيع شفراتها للحلاقة عام 1903 وكان عمر جيليت حينها 48 سنة. كانت السنة الأولى فاشلة فشلاً ذريعاً، إذ باعت في السنة الأول 51 آلة و 168 شفرة. ولكن في الوقت نفسه، وعلى الرغم من هذه الكمية المحدودة، كان جيليت متفائلاً بأن هذا يعتبر خطوة مهمة للمستقبل.

وعلى الرغم من كونه رئيساً لشركة جيليت، لم يترك وظيفته في "كروان كورك في السنة، وأعطته الشركة علاوة، وأرسلته إلى انكلترا، مع أنه لم يكن يريد أن يذهب. حققت مبيعات جيليت مع نهاية العام 1904 نسبة هائلة. فارتفعت المبيعات إلى 9000 أداة حلاقة و 12.4 مليون شفرة. واستمرت الشركة في التقدم بخطى ثابتة، ولعبت استناداً إلى خطط تسويقية مدروسة، وتوسعت وافتتحت فرعاً لها في لندن عام 1905.

باعت جيليت 3.5 ملايين أداة حلاقة مع شفراتها خلال الحرب العالمية الأولى للحكومة الأمريكية وحدها. كما تم توزيع آلاف الشفرات مجاناً. وكانت هذه الاستراتيجية ممتازة. حيث تدافع الناس لشراء شفرات جيليت بعد استعمالها. بدأت أفكار جيليت تؤتى ثمارها، وأصبحت شفرات الحلاقة من أشهر السلع التي تباع، وبدأت الشركة باستراتيجية رعاية البرامج الرياضية وكان ذلك عام 1930. واستمرت الدعاية بنشر هذا المنتج زهيد الثمن كثير الفعالية. توفي كينغ جيليت عام 1932، لكن حلمه لم ينته.

وتابعت شركة جيليت التوسيع والانتشار، بعدما عبد لها الطريق بأفكاره الابتكارية والمتميزة. وتعتبر شركة جيليت الآن من أكبر الشركات في العالم، ولا تبيع الشفرات فقط، إنما الكثير من السلع المشهورة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: شفرات Sensor, Trac ll، بطاريات Dura-cell، فرشاة الأسنان Oral B، شامبو White Rain، أقلام Parker، الأدوات الكهربائية Braun. وغيرها الكثير.

تبيع جيليت منتجاتها في أكثر من 30 دولة، وتبلغ 60 في المئة من أرباحها من السوق الخارجية. كما أن نسبتها من سوق الولايات المتحدة 67 في المئة.

كل ما ذكرناه من بنات أفكار بائع متجول كان دائم البحث عن شيء متميز يرفعه إلى مصاف المشاهير. لكن، ماذا لو يئس كينغ جيليت عندما سخر منه الجميع؟ أو ماذا لو لم يسع على تمويل فكرته وعدم توفير أي جهد حتى يبتكر شيئاً مفيداً يستعمله ملايين البشر كل صباح، واسمه محفور على كل أداة حلاقة حتى يومنا هذا، على الرغم من مضي 66 سنة على وفاته؟










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 23 - 26
كلمات مفتاحية: الثقة بالنفس – الإيمان – الإصرار – التفاؤل – مصادر التمويل – مبيعات – الخطة التسويقية – تخطيط استرتيجي
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=431