يقول ويلي جولي في كتابه بعنوان «تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك»: «إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك، ولا تدع فرصة لشكوكك لكي تخمده، فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة تغير حياتك».

عندما كان عمري ست سنوات كان لدي حلمان كبيران:

الحلم الأول:
هو أن أصبح بطل مصر في لعبة تنس الطاولة، وكنت أتابع الأخبار يومياً على أمل أن أسمع أي خبر عن دورات في مدينة الإسكندرية حيث كنت أقيم، وكنت أشاهد كل بطولة، وأذهب مبكراً وأظل لآخر دقيقة، وكنت أراقب أبطال اللعبة في حركاتهم وتصرفاتهم وطريقة لعب كل منهم وأحلم أن أكون مثلهم. وبعد عدة سنوات قررت الانتظام في فريق، وخضت محاولات تجريبية في أكثر من 20 نادي رياضي ورفضوني جميعهم. وأخيراً قال لي أحد المدربين «سأدربك، ولكن بشرط».. فسألته بلهفة «وما هو هذا الشرط؟».. فرد وقال «ستتدرب 6 ساعات يومياً لمدة سنة كاملة، ولن تشترك في البطولات قبل أن أشعر أنك فعلاً مستعد لذلك» وقبلت الشرط بدون تردد، وبدأنا التدريبات العقلية والبدنية، وبعد 6 شهور فقط قال لي المدرب «الآن سنخوض أول تجربة» وكان قد تبقى في ذلك الموسم دورتين فقط، ولدهشة الجميع كسبت المركز الأول في الدورتين. وفي الموسم التالي أحرزت المركز الأول في جميع الدورات بما فيهم البطولة القومية، وأصبحت بطلاً لمصر، ومثّلت بلدي في بطولة العالم بألمانيا الغربية عام 1969 وحققت أول أحلامي لثقتي بأنني قادر على عمل ذلك وفعلاً نجحت.

الحلم الثاني:
هو إنني كنت أريد أن أصبح مديراً عاماً لأحد الفنادق الكبيرة، وأن أسافر حول العالم.. وعندما كنت بالمدرسة كان بعض المدرسين يقومون بسؤال التلاميذ عن أمنياتهم في المستقبل، وكنت دائماً أردد أنني أريد أن أكون مديراً عاماً لأحد الفنادق الكبيرة، وضحك الجميع مني في كل مرة، وقد حاول كل المحيطين بي أن يحبطوا من عزيمتي، ولكني حافظت على حلمي وتطلعي لتحقيقه. كنت دائماً مع أصحابي نقوم باللعب عن طريق عمل تمثيليات نتخيل فيها أننا في فندق، وكنت أحتفظ لنفسي دائماً بدور المدير العام، ثم بدأت سراً في تحضير نفسي لهذا الدور في الواقع فتعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقرأت في كل شيء متاح لي مما يتعلق بمجال الفنادق، وكنت أقضي أوقات كثيرة في الفنادق الكبيرة أشاهد الناس المترددين عليها والنزلاء وكيف يتصرف الموظفون على اختلاف درجاتهم وطبيعة عملهم وهم منهمكون في العمل. وفي عام 1970 بدأت دراستي بمعهد الفنادق، ومرت الأيام وهاجرت إلى كندا عام 1975 مع زوجتي آمال، وفي خلال اربع أيام وجدنا عملاً لنا نحن الاثنين، وكان نصيبي وظيفة غسيل الأطباق، وكنت أحسن من يغسل الأطباق في ذلك الفندق!! وفي أحد الأيام طلبني المدير العام للفندق وأثناء المقابلة في مكتبه قلت له «سيدي لدي أخبار سارة، وأخبار سيئة».. فقال لي «لنبدأ بالأخبار السارة».. فقلت له «أنا سأصبح مدير عام».. قال لي «ممتاز، وما هي الأخبار السيئة؟».. فقلت له بابتسامة هادئة «سآخذ مكتبك»!!

وانتشر الخبر بسرعة البرق، وبدأ باقي الموظفون في السخرية مني والضحك علي لأنني أصبحت في نظرهم مختلاً عقلياً. وبعد ذلك اشتغلت بجدية كبيرة وبدأت في دراسة الفنادق بالمعهد الخاص بذلك في مونتريال، وداومت على العمل والدراسة، وقرأت الكثير، وبدأت الاشتراك في النشاطات التي كان يشترك فيها كل مدير. وفي عام 1986 أصبحت مديراً عاماً لأحد فنادق الخمس نجوم، وبذلك أكون قد حققت حلمي الثاني.

نعم التخيل قوي ومن الممكن أن تصبح الأحلام حقيقة واقعة. قالت اليانور روزفلت «يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم».. فابدأ من اليوم بتكوين أو إعادة تكوين أحلامك.. احلم أحلاماً كبيرة، وكما قال جوثا «لا تحلم أحلام صغيرة، فإنها ليست لها قوة لدفع الأشخاص».










المرجع: المفاتيح العشرة للنجاح
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 1999
رقم الصفحة: 78-81
كلمات مفتاحية: أحلام – خيال – انجاز – تخطيط – إيمان – معتقدات – واعي واللاواعي – التواصل مع الداخل
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=323