إذا فكرت في ذلك قليلاً ونظرت حولك ولاحظت المباني الشاهقة والبواخر الضخمة والطائرات، وإذا لاحظت الأشياء المحيطة بك مثل التليفون والكمبيوتر والفاكس والتلفاز وماكينات التصوير والراديو، تجد أن كل ما تتمتع به اليوم كان في يوم من الأيام أحلام وتخيلات لأشخاص آخرين.. فالأحلام هي نقطة البداية لأي نجاح، وهي العامل الأساسي لأي إنجاز وأجمل شيء في خيالنا وأحلامنا إنها بلا حدود.

قال جورج برناردشو «التخيل هو بداية الابتكار».
وقال ألبرت أينشتين «التخيّل أهم من المعرفة».
وقال فرانسيس بيكون «التخيّل يشكّل العالم».

كان فريد سميث مؤسس شركة فيديرال إكسبريس تلميذاً في جامعة بيل الأمريكية، وفي إحدى المواد الدراسية طلب من الطلاب عمل مشروع يمثل حلم من أحلامهم.. فكتب فريد سميث خطة مشروع تفصيلي عن إنشاء شركة لتوصيل الطرود لأي مكان في العالم في اليوم التالي لاستلامها. وكان رأي أساتذته أنها فكرة تعبر عن حلم ساذج لن يتحقق، وقيل له وقتها أنه لن يكون هناك من يحتاج مثل هذه الخدمة أبداً.

وضرب سميث برأيهم عرض الحائط ووضع حلمه موضع التنفيذ، وبدأ في المشروع، وكان أول شحنة عبارة عن 8 طرود منهم 4 هو نفسه الذي أرسلهم. وقد خسر في بداية المشروع أموالاً كثيرة، وكان موضع تهكم الناس، ولكنه كان يؤمن ويقتنع بهذه الفكرة في قرارة نفسه. واستمر في العمل إلى أن أصبح حجم عمل شركة فيديرال إكسبريس اليوم تخطى ملايين الدولارات، وكل هذا كانت بدايته مجرد حلم. وقد أجرى الباحيثون دراسة على طلاب إحدى الكليات

حيث تمت مراقبة الطلاب في مراحل نومهم المختلفة خلال أجهزة معينة.. ولما دخل الطلبة مرحلة «ريم» من النوم وهي المرحلة التي يحلم فيها الناس، قاموا بإيقاظ الطلاب من النوم فقد كان مسموح لهم أن يناموا فقط، ولم يكن مسموحاً لهم أن يحلموا. وبعد أربع ليال أصبح الطلاب على درجة عالية من الاضطراب والقلق والتوتر العصبي الشديد، فأوقف الباحثون التجربة.

وإذا تساءلنا ما الذي أوصلتنا إليه هذه التجربة، نجد أن الأحلام هامة جداً بالنسبة للإنسان حيث أنها تساعدنا على الاستقرار والاتزان، وفي إمكاننا أن نقول أننا نحتاج أيضاً حتى إلى أحلام اليقظة.. فنحن نحتاج تحرير تخيلاتنا من أي قيود لأن الخيال هو بداية كل شيء.

وحدث أن شاهدت أحد البرامج الغريبة على شاشة التلفاز، وكان موضوعه عن مجموعة من رهبان الصين يجلسون في حجرة باردة جداً بدون ثياب إلا ملاءة مبللة ملفوفة على أجسامهم 7 مرات، وعن طريق تخيّل وتصور الحرارة التي في أجسامهم نجحوا في رفع درجة حرارة الجسم إلى الدرجة التي جفت بها الملاءة.. نعم التخيّل له قوة رائعة.

في محاضراتي عن «السيادة الكاملة للذات» نقوم بتعليم الناس حتى الذين لم يمارسوا فنون الدفاع عن النفس أبدا أن يكونوا قادرين على كسر ألواح من الخشب سمكها حوالي بوصتين، وذلك فقط من خلال قوة تخيلهم.. فأنا أطلب منهم أن يغمضوا أعينهم ثم أساعدهم على أن يروا لوح الخشب بعقلهم ويرون أيديهم تقوم بكسره نصفين، وبمجرد نجاحهم في تصور نهدفهم كما لو كانوا يرونه أمامهم يكونوا قد مشوا بذهنهم خطوة خطوة في عملية التكسير، وبعد ذلك أطلب منهم أن يفتحوا أعينهم، وبعدها مباشرة ينجحون بسهولة في كسر ألواح الخشب.

بما أن كل شيء يحدث دائماً في العقل أولاً لذلك عندما ترى نفسك ناجحاً وقوياً وتكون قادراً على تحقيق أهدافك وتؤمن بذلك في قلبك وتشعر بذلك داخل إحساساتك سيخلق لك حلمك قوة ذاتية وسيساعدك عقلك الباطن بقدراته التي لا حدود لها على تحقيق أحلامك.









المرجع: المفاتيح العشرة للنجاح
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنة النشر:1999
رقم الصفحة: 73-76
كلمات مفتاحية: أحلام – خيال – انجاز – تخطيط – إيمان – معتقدات – واعي واللاواعي – التواصل مع الداخل
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=322