عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
تعلم كيف تفكر .. وتعلم كيف تتفكر
تعلم كيف تفكر .. وتعلم كيف تتفكر
ما الفارق يا ترى بين التفكير والتفكر .. وهل هما لفظان مترادفان لمعنى واحد ؟!
وقبل هذا وذاك .. كيف انطوى العقل على تلك الأهمية القصوى الواضحة من الأحاديث البانية للعقيدة الإسلامية ..
ترى هل هو اهتمام غير مقصود .. ؟!!
كلا بالطبع ..
فهما إلى جوار الإهتمام التشريعى الإسلامى بالعقل وإعمال التفكير والإغراق فى التفكر بذكر ذلك نصا مجرد قطرة من بحر مما نوه عنه الإسلام حول وجوب التفكر خلف كل أمر وكل ممارسة فى الحياة
فكيف لا ندعو أنفسنا للحظات نتوقف عندها
لندرك كيف ندرك .. ونفكر كيف نفكر ..
التفكير
التفكير هو الوظيفة التقليدية للعقل البشري فيما يواجه من أفعال .. فالتفكير هنا عبارة عن ردة الفعل الطبيعية نتيجة لفعل قائم أو مشكلة بعينها أمام العقل ليتخذ إزاءه التصرف المناسب
أى أنه إجراء تالي على حدوث الفعل ذاته .. ولا يتحرك إلا إذا واجه ما يستدعى الإستخدام ..
ويتدرج التفكير فى المستوى صعودا وهبوطا حسب المشكلة التى يواجهها الإنسان وحسب قدرات التفكير والإدراك لديه ونخلص من هذا أن التفكير ينطبق على الطفل الصغير الذى يواجه مشكلة ضرر النار مثلا فيقوده التفكير إلى وجوب الهرب منها فى المستقبل كما ينطبق على ما يواجهه العلماء من مشكلات واحتياجات فتقودهم إلى محاولة حلها عن طريق التكيف بالإكتشاف والتطبيق العلمى الموجود منذ وجود الإنسان على الأرض فى تطبيق للقول المأثور " الحاجة أم الإختراع"
كما أن التفكير يكون هدفه الأساسي الإنتهاء إلى حل أيا كان نوعه كليا أو جزئيا فى القضية أو المشكلة القائمة ويستمر التفكير فى ذات القضية تبعا للتطور العملى والعلمى ليخرج فى كل فترة إلى حل أفضل ومعيشة أيسر والأمثلة متعددة أمامنا بتعدد المشكلات التى واجهت الإنسان فى حياته وسعيه الحثيث لحلها فرأينا أن مشكلة الإنتقال مثلا بدأت بالدواب المستأنسة ثم العربات التى تجرها الدواب حتى وصلت إلى عصر البخار والسيارات ثم الكهرباء والطائرات والصواريخ وهلم جرا ..
هذا هو التفكير فماذا عن التفكر ..؟!
التفكر
التفكر هو تصرف إيجابي يمتلك المبادرة فى الظهور دون حاجة إلى استثارة ..
وهو الجانب الثانى من العقل البشري البالغ الغموض والتعقيد وهو الرافد الأهم فبه تتضح الفوارق الرئيسية بين شخص وآخر
فإن كان التفكير هو أمر طبيعى وغريزى فى كل إنسان مهما كان ذكاؤه محدودا
فالتفكر موهبة تتفجر بالعقل البشري وتدفعه لرتب العبقرية تبعا للحيز الذى يشغله الفكر بالمقارنة للتفكير فى مساحه العقل
ولكى تتضح المقارنة أكثر ..
فالتفكير هو الأداة التى تنظم الحياة اليومية بردود أفعال يتخذها الإنسان حال تعرضه للمواقف التقليدية فى يومه العادى ..
فهو يعمل ويفكر كيف ينجز عمله ليتسنى له الفراغ منه .. ويعمل عقله على إيجاد الحلول لمطالبه اليومية وأبسط السبل وأسهلها لجعل حياته أكثر رخاء تبعا لمفهوم الرخاء فى قناعاته
أما التفكر فهو اللحظات التى ينفرد الإنسان فيها بعقله متأملا ومتسائلا بلا حدود
ويختلف عن التفكير فى جوانب جذرية وعميقة .. نحصرها فيما يلي
إن كان التفكير يعتبر مرتبطا بالحاجة وتاليا عليها فالتفكر يمتلك المبادرة فى الظهور
والتفكير موجود بكل عقل بشري مهما كانت بساطته بينما التفكر مرهون للعقول التى تميزت به فقط
والتفكير ينتهى دائما إلى حل مهما كان بسيطا بينما التفكر لا ينتهى إلا إلى الحيرة والعجز كما سنرى
يقول تعالى
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) .........
لو نظرنا للآية الكريمة وفى كثير من الآيات المماثلة لها سنكتشف أن الله تعالى استخدم لفظ التفكر والتدبر وهو هنا نص على " يتفكرون فى خلق السموات والأرض " ولم يقل " يفكرون فى خلق السموات والأرض "
فالباحث خلف دقة النظام فى الكون .. والمتسائل عن إعجازية الخلق فى بنائه من الميلاد إلى الموت .. لا يتفكر بحثا عن كيفية تمام تلك الأمور الخوارق بقدر ما يتأمل فيها تذكيرا لنفسه بعظمة الخالق سبحانه وتعالى وإقرارا بربوبيته المطلقة .. حتى لو كان تفكره فى البداية لم يكن هادفا إلى هذا الإقرار بمعنى أنه أتى بدايةً كتفكير باحث عن كيفية هذا الخلق واستكناه أسراره لأن البحث خلف خلق السموات والأرض لن ينتهى إلى حل مهما تعمق العقل ولا يقود التفكر هنا إلا إلى نتيجتين على سبيل الحصر .. وهما
إعلان العجز والحيرة الكاملة
فلا يجد الإنسان بدا من الإعتراف للخالق بربوبيته وقدرته وتلك النتيجة هى معيار الحكمة التى أخبرنا القرآن الكريم أنها الخير الكثير لأن المكابرة مع اليقين بعدم الإستطاعة هى الحمق بعينه فالحكيم هنا سيقر بوجود الله إن لم يكن مقرا من قبل والمقر بالإيمان سيزاد إيمانا كلما تعمقت حيرته
أما النتيجة الثانية
وهى الجنون الحتمى مع المكابرة والإصرار على الوصول إلى إجابة شافية تبعا لمنطق الإنسان وعالمه المحدود وهذا الإصرار كما ثبت بالتجربة لا يقود لنتيجة بل يقود للخرافة فى غيبة الإيمان بخالق كما حدث مع علماء الغرب عشرات المرات من ابتكار نظرية التطور التى نادى بها داروين فى كتابه أصل الأنواع ونيوتن الذى لم يجد تفسيرا للهندسة الكونية بغير افتراض وجود الخالق الخفي فى الفراغ الكونى وهو الإفتراض الذى رفضه العلماء كما رفضه رجال الدين ووصولا إلى نظرية الأثير التى هدمها أينشتين وكان العلماء لسنوات طويلة قد افترضوها ورأوا فيها حلا أمام الهندسة الكونية المعجزة فإذا بألبرت أينشتين الألمانى العبقري وفى بدايات عمره العلمى أتى بالبراهين التى هدمت نظرية الأثير وأثبت أن الاثير خرافة كاملة وسرعة الضوء ثابتة حتى مع حركة المصدر ..
وعندما طلب العلماء الحل من أينشتين جاءتهم منه النظرية النسبية الخاصة والتى لم تمثل حلا بقدر ما زادت جنون العلماء وهم يكتشفون صحتها وصحة ما توقعه أينشتين نظريا حتى اليوم من أن الزمن نسبي ويتحرك بطء وسرعة بحسب الحركة التى يقع فيها الجسم وقطع بأن سرعة الضوء تثبت عند معدله المعروف " 300 ألف كيلومتر / ث " مهما تحرك مصدره حتى لو كان متحركا بسرعة الضوء ذاتها سيظل الضوء منطلقا بنفس سرعته ولن يزيد للضعف كما هو مفترض فى قوانين الفيزياء التقليدية ولا تفسير لهذا كما رأى أينشتين إلا أن الزمن مع زيادة الحركة يتباطئ وعند سرعة الضوء يتوقف الزمن نهائيا !!
وجاءت التجارب العلمية باستخدام الجسيمات الذرية لتثبت صحة النظرية ويهرع العلماء من جديد لأينشتين فى محاولة تفسير ثبات الزمن وتوقفه وتباطؤه على نحو يمثل شيئا عصيا على الإدراك ..
فاستغرق أينشتين عمره فى تلك المحاولة وفى محاولة إيجاد رياضيات كونية تفسر الدقة الهندسية للكون كله فى نظام واحد ثابت فى مواجهة الكون المتحرك فى مجموعه فلم يجد واعترف بعجزه فى هذا الشأن ..
وعندما سؤل " هل يوجد إله " أجاب بكلمتين " رياضيا موجود !"
لأن العلم لم يتوصل لقوانين الكون الرياضية والفيزيائية التى تفسر العلاقات والأبعاد وبالتالى لا وجود للحل إلا مع افتراض وجود الخالق وهو الإفتراض الوحيد الذى يسد ثغرة الرياضة الكونية التى حاول العلماء فهمها فلم يستطيعوا نظرا لأن كل الحسابات تأتى نسبية فلا وجود لأى مصدر ثابت يمكن القياس عليه والرصد منه لسرعة وحركة الأشياء والتى تعد كلها سرعات وحركات نسبية دائما
وهذا هو هدف التفكر الذى يعتبر الجانب الفكرى الأسمى فى العقل الإنسانى
وبالرغم من أن الفكر والتفكير يجمعهما مكان واحد .. هو العقل البشري
إلا أنهما يولدان كنقيضين لا يجتمعان إلا على خصام ..
فإن زادت مساحة التفكير بمفهومه السابق فى العقل انحسرت مساحه التفكر بطبيعة الحال
فالتفكير لشواغل الدنيا .. والفكر لشواغل الآخرة ..
ففي البشر نجد أنواعا ثلاثة تتدرج حسب تطور العقل لدى كل إنسان ..
فهناك معدوم العقل الذى رهن عقله عند درجة التفكير المتعلقة بالشهوات والغرائز وكيفية إشباعها وفقط وهذا النوع تخلى طواعية عن نعمة الإنسانية المتمثلة فى العقل المعطل على نزعات الشهوة والتى لا يرهن لها إنسان عاقل حياته وفكره وبالتالى فهو هنا والحيوانات العجماء سواء بسواء وهذا النوع فى عالمنا الحالى هو الأكثر وجودا وغزارة فى العدد فالغرب كله اعترف مؤخرا بأنه حضارة تعيش بنصف مخ وهو النصف الأيسر من المخ البشري المسئول عن النشاطات المادية بينما النصف الأيمن المسئول عن الأعمال الفكرية والعقائد ضمرت أنشطته فى سائر العالم الغربي كنتيجة طبيعية لاتجاه العقل وحصر تفكيره على الترف المطلق وكأن الحياة مقصورة على عمر الإنسان فحسب وفق حياتهم اللاعقائدية
وهناك المتدرجون صعودا وهبوطا على خط الفكر فعقولهم تحتوى كلا النقيضين الفكر والتفكير وترتفع درجة الإنسانية فى هذا النوع كلما زادت درجة التفكر بالنسبة لدرجة التفكير وفى هذا النوع قطاعات عريضة من البشر
بينما يأتى النوع الثالث وهو الأكثر ندرة والمجهول كمهِ وكيفهِ نهائيا وهم أولئك الراهنون عقولهم على الفكر وحده فلا تمثل الحياة عندهم بما تحويه أى نوع من الاهتمام بكل ما فيها من مأكل ومشرب وموضع لشهوة فهذه الفئة الخاصة تخلت تماما عن البنيان الجسدى فلم يمثل الجسد ومتطلباته لهم أى وجود فى دائرة الفكر ..
وتلك الفئة عرفها العالم الانسانى من قديم الزمن ومختلف العقائد حتى أتى الإسلام فأطلق عليهم لفظ المحسنين ..
وقد عرف الإسلام عبر رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام الإحسان بأنه " أن تعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
وهذا الحديث البديع بالرغم من بساطته يغطى مساحة هائلة تضم حقيقة الوجود .. فالعبد طالما أنه عبد الله كأنه يراه حقا وحقيقة فلا وجود نهائيا لشبهة معصية ولذا قبع المحسنون أو الصوفية فى درجة فائقة غير منظورة بما منحهم الله من علم
ولذلك عانى عباقرة المفكرين فى العالم عبر كل العصور أشد المعاناة من مجتمعاتهم التى لم تدرك بطبيعة الحال مدى المساحة الفاصلة بين المفكرين والعوام ..
وانتهى الأمر باتهامات الجنون والزندقة لأعظم العقول البشرية تحت تأثير القصور الحادث فى الإدراك
ولنا أن نتخيل المفارقة بين مفكر عبقري تساوت عنده قطعه الطين بآرائك الطعام .. كنتيجة طبيعية لما هداه عقله إلى حقيقة الدنيا .. وحقيقة هذا الكوكب وتلك الحياة والتى لا تمثل مثقال ذرة فيما أمكن للعقل إدراكه فى الكون
وبين مجتمعه الأقرب حتى فى أهل بيته وهم اللاهثون من حوله خلف الترف كما يتصورنه
والقائمة طويلة لا تؤذن بحصر .. منها
الفاروق عمر ـ الإمام على بن أبي طالب ـ الإمام الحسن ـ الإمام الحسين ـ أبو الدرداء ـ ورقة بن نوفل ـ عمرو بن نفيل ـ الإمام أبي حنيفة النعمان ـ الإمام أبي الحسن الشاذلى رضى الله عليهم وأرضاهم
ومن المتقدمين
العز بن عبد السلام ـ الإمام أبي حامد الغزالى ـ
ومن المعاصرين
محمد الغزالى ـ عبد الرحمن الكواكبي ـ عباس العقاد ـ د. مصطفي محمود ـ الإمام محمد متولى الشعراوى ـ خالد محمد خالد
وهم بالطبع مجرد أمثله تقصر عن حصر لا يدرك وينضم اليهم أهل العلم البالغ من الصوفية الحقيقية ..
كل هؤلاء جمعهم ديدن الفكر الحقيقي فسبقوا عصورهم ورحل من رحل منهم دون أن نغتنم من فكره إلا الربع أو أقل قليلا
كيف نفكر .. ونتفكر
الدنيا أقل من أن تصبح غاية .. وأكبر من أن تصبح وسيلة
تلك العبارة المأثورة .. تلخص فى عبقرية كيفية الدمج الصعب بين التفكير والتفكر ..
فهى أقل من أن تصبح غاية لأنها ببساطة مهما استطالت فانية دون شك ومهما اتسعت فهى أضيق من ثقب ابرة فيما نراه
وأكبر من وسيلة .. نهمل ما بها ونمر عليها مرور المهمل على اعتبار فنائها .. لأنها ببساطة دار البناء التى تعد لدار البقاء
فلذا لا يمكن تحت زعم الزهد والبعد عن الناس .. أن يترك العلماء والمفكرون دور علمهم فى الهداية والتبصير تحت مبرر الهروب من قصور العقل وفناء الدنيا
فالخطوة الأولى للإدراك .. أن نؤمن إيمانا مطلقا منطقيا بأن الدنيا بأحوالها أرخص من أن يُعصي فيها الله عز وجل ثمنا لمتعه لا شك فى فنائها
فالمنطق البسيط يقودنا إلى مدى الحماقة القابعة خلف التضحية بالدائم لأجل الفانى
وما إن يتملك العقل تلك الحقيقة البازغة .. حتى تتسع مساحة الفكر بعقله فتجده فى أبسط شئونه الحياتية متصرفا من إيمانه بحقيقة دور البشر على الأرض .. وتلك غاية الإدراك لأن تلك الحقيقة البسيطة وحدها كفيلة بإنهاء ثلاثة أرباع معاناة الإنسان بحياته ...
لأنه مع غياب الفكر يتسلط على الإنسان خوف المستقبل فيتخذ من سبل التفكير ما يؤمن له ـ كما يعتقد ـ مستقبله
فتخيلوا مدى الفارق الذى ستصنعه حقيقة الإدراك مع الإنسان عندما يلقي خلف ظهره كل تبعات الحياة القادمة ومسئولياتها ويتركها لمن يتولاها سبحانه وتعالى
وليس الأمر أمر مستقبل فقط .. بل فى الحياة الحاضرة والماضية ..
فكثير من الناس يهمها إلى درجة التعقيد مدى ما تسبب فيه ماضيه من آثار لحاضره وتجده رائحا غاديا يفكر كيف ستكون الحياة لو لم يفعل كذا وكذا
مع أن الفكر الأبسط فى الحياة يقوده إلى نتيجة قطعية باستحالة عودة الزمن .. ففيم اللهاث خلف ما كان إذا ؟!!
ولو تزيي الإنسان بلمحة إيمانية واجبة .. لأدرك أن تلك الخواطر المنبعثة من كلمة " لو " ما هى إلا ترهات شيطانية لأن العقل مهما بلغت قوة إدراكه لن يستطيع رسم الحاضر فى خياله وفق ما يتوقعه للماضي .. فمن يدريه لعل فِعله الكاره له كان منجيا له من مهالك لا يعلمها
وفى الشأن الحاضر ...
يلهث العقل فى التفكير فى محاولة تنسيق أحداث يومه بما يؤمن له عدم إرهاق عقله بأي هموم !!
والخوف الحادث نتيجة هذا التفكير يتسلط على عقل الإنسان فيمنعه فى بعض الأحيان من رد كرامته إذا أهدرت تحت تأثير خوفه بل ويدفعه لرذائل أخرى .. كحجب عينه عما يـُري تجنبا للمتاعب كما يقال .. ويدفعه للنفاق حتى لمن هم أقل منه قدرا طمعا فى راحة البال كما يقول التعبير الدارج .. مع أن أعماق أى إنسان طبيعى مليئة بيقين أن الروح بيد خالقها .. والحياة وفق إرادة مسيرها
ففيم الخوف .. وفيم الترقب .. ؟!!
مر الإمام الحسين بن على رضي الله عنهما على شخص يرتكن بظهره إلى حائط ويتوسد ذراعيه هما وغما ... فتبسم الإمام الحسين وهتف بالرجل , " يا هذا .. أيحدث فى كون الله ما لا يريد ؟! "
فأجاب الرجل قاطعا " كلا بالطبع "
فعقب الإمام الحسين رضي الله عنه " ففيم البكاء إذا يا رجل ؟!!!"
ومع أن ما عبر به الإمام الحسين رضي الله عنه حقيقة بسيطة ومعروفة وقابعة بأعماق أى إنسان متزن إلا أنه عندما يسمعها المرء منا يحس وكأنها حقيقة جديدة لم يعرفها قبلا
والسبب الرئيسي هو مركز التفكير فى حياة أى إنسان ...
فمن ارتكزت قناعاته على حقائق الحياة كما هي .. واجَهَ الحياة بحقائقها فلا يبتئس لكونه أدرك مدى ما تتسم به من سطحية
أما المنشغلون .. فانشغالهم يعمى عيون بصائرهم فيحتاج الواحد منهم إلى وكزة من عصا الفكر تفيقه ..
وليتنا نفيق !!!
المفضلات