مهارات التواصل الجيد
استخدام مهارات التواصل الجيد
إن المفتاح الأساسي لحل الكثير من مشكلات العلاقات الجنسية كما هو الحال مع العلاقات الأخرى هو تأسيس التواصل الجيد، لذا يجب أن تقرأ هذا المقال.
يعتمد التواصل الجيد على القدرة على التحدث بصدق عن مشاعرك أو عما تفكر فيه والقدرة على الإنصات لما يقوله شريك حياتك، بدون الاندماج في مشاعر تعوق التواصل مثل الخوف أو الغضب أو الاستياء. لكن قد يكون من الصعب التحدث عن الجنس بسبب مشاعر الإحراج والخجل والحزن والخوف من التعرض للسخرية أو الإهانة وهكذا. والكثير من الناس لا تأتيهم الكثير من الفرص للتحدث بحرية عن الجنس حتى يمارسوه، والكثير من الناس يظنون الكلام عنه يعوق الفعل، وخاصة أن الفعل أسهل وأوضح من أي شيء ، إن الغريزة الجنسية طبيعية لكن ذلك لا يعني أن كل شيء سيحدث: أي بالتخمين.
لذا فإننا نحتاج إلى أن نتعلم الحديث عن الجنس: ما الكلمات التي ستستخدمها، وكيف تطلب شيئاً ما وتتحدث عما لا يعجبك في العلاقة؛ نحن بحاجة إلى معرفة احتياجات الطرف الآخر، وما يروقه وما لا يروقه، وكيف يريد أن يتم لمسه، وما يريد أن يفعله إن لم يكن من الصعب أن يطلبه.
المثال التالي يوضح كيف يمكن أن يشكل التواصل السيئ تهديداً على العلاقة الجيدة. كان" جين" و" دارين "متزوجين منذ ثلاث سنوات بعد قصة حب. كان كلاهما معجباً بالآخر ومنجذباً إليه منذ النظرة الأولى، كان "دارين" لايزال يحب جين ولكنه كف عن إخبارها بتلك الحقيقة وبدأت" جين" تشك في حبه لها. سارت حياتهما معا على نحو جيد وشعر" دارين" بقدرته على الراحة وعمل كل ما يحبه عندما لا يعملان معاً، وشعر أنها تفهمه دون الحاجة إلى شرح السبب. بعد ذلك بدأت" جين" تخرج مع صديقاتها كثيراً لأنهن يقدرنها أكثر وصارت تتحدث مع" دارين" بوقاحة أكثر، مما جعله يقرر الخروج بمفرده أيضاً، وبالتالي قلت أوقاتهما معاً وزادت المشاحنات المريرة، وأثناء الشجار كانا يقولان أشياء جارحة لم يصدقاها بالطبع لكن كليهما شعر بأن العلاقة تنهار، بعد ذلك امتثل" دارين" لنصيحة صديقه وأخبوها كم يهتم بها ولا يريد أن يفقدها ويخسر العلاقة الجميلة، كانت" جين" غاضبة وقالت له إنها تشعر بأنه يتجاهلها كأمر مسلم به، لكنها وافقت على منح فرصة أخرى لعلاقتهما.
‏يمكن قلب الدائرة المفرغة للتواصل السيئ عندما يتحدث أحد طرفي العلاقة بصدق عن مشاعره ومخاوفه، فأحياناً يكون هذا هو كل ما يهتاج إليه الأمر، أن تتحدث عن شعورك وأفكارك مع القدرة على سماع الآخر بقلب متفتح حتى ساعة الغضب والحزن، لا يهم أن تقول الكثير، فإذا لم تكن محاوراً جيداً مثل" دارين" ( حتى الآن ) فمن الصعب أن تتحدث كثيراً. ولكن تحديد ما إذا كان التحدث بحرية سوف يساعد العلاقة ويحولها إلى مسار أفضل أم لا يعتمد أيضاً على ما إذا كان الطوفان يستطيعان مواصلة الحوار بنوع من التغييرات المطلوبة لمنع العودة للأنماط السلوكية القديمة.

‏إن التواصل الجيد، كما نعرف ، يعتبر نقطة البداية لعملية حل المشكلات في كل أنواع العلاقات، ولكنه حينئذ سوف يحتاج إلى متابعة، ومن المفيد بشكل خاص استخدام مهارات التفاوض عند وقوع خلاف، فهي تساعد على الوصول لحلول تناسب كلا الطرفين وتمنع الناس من التركيز على عملية المكسب والخسارة أو انتهاء الأمر باتخاذ بمواقف متطرفة تجعل أحد الطرفين يشعر بالهزيمة، نلخص الخطوات الأربع بمهارات التفاوض الجيد: معرفة ما يريده الطرفان، والوصول لأرض مشتركة وتوسيع أساس التفاوض، والبحث عن فرص لتبادل المنفعة، وسوف نقدم هنا مثلاً للكيفية التي طبق بما زوجان كانا يعانيان من مشكلة في علاقتهما الجنسية تلك الخطوات الأربع، وكما هو الحال في العلاقات الأخرى، فإن الأساس في جميع المفاوضات يتمثل في احتمالية عدم عقد اتفاق، وقد يتضح في مرحلة ما من عملية حل المشكلة أن أحد طرفي العلاقة أو كليهما لن يتمكن من القيام بالتغييرات اللازمة للعلاقة للحصول على ما يريدان.

ممارسة التفاوض
‏تساعد مهارات التفاوض الناس على حل كل أنواع الخلافات التي تنشأ بينهم في العلاقة الجنسية، على سبيل المثال قد يكون الخلاف على مكان وموعد ومدى تكر اللقاء الحميم، أو متى سيتم الإنجاب، أو، وهكذا. كانت علاقة" كيت" و" ستيف" لا تزال حديثة نسبياً، و" كيت" تعتقد أنها تحب" ستيف" وتريد الاستمرار في العلاقة، لكنها خائفة من إفساد كل شيء لأنها لا تريده أن يضاجعها قبل الزواج، فهي خطوة كبيرة بالنسبة لها، لكن" ستيف" كان له رأي اخر مخالف ويحاول التغلب على مقاومتها، فماذا يجب على" كيت" أ، تفعل ؟
‏نقطة البداية لـ" كيت" هي المبدأ ( ا ): الحق في تقرير الذات فهي لديها الحق في التحكم فيما يحدث لجسدها، وبالتالي من حقها رفض ممارسة الجنس، لكن معرفة أن ‏" ستيف" ليس من حقه إجبارها على ما لا تريد لا يحل مشكلتها تماماً، هنا يمكن أن تفيد مهارات التفاوض.