عندما قام انتوني روبنز بأول تدريب لمحترفي البرمجة اللغوية العصبية والذي استغرق اثني عشر يوماً، فيقول: قررت أن أتوصل إلى عملية تدريب تحث الناس على استغلال ما تعلموه ولذلك، فإن ما قمت به أنني جمعت كل الأفراد في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، وطلبت منهم أن يعطوني متعلقاتهم من نقود ومفاتيح وهوايات تحقيق الشخصية ما عدا الملابس التي يرتدونها.

أخبرتهم بأنني أريد أن أثبت لهم أنه لكي يحققوا النجاح، فإنهم لا يحتاجون شيئاً سوى قوة شخصيتهم، والقدرة على الإقناع، وصارحتهم بأن لديهم المهارات لإيجاد وسد احتياجات الناس، وهم ليسوا في حاجة إلى نقود، أو مركز اجتماعي، أو سيارة، ولا إلى أي شيء آخر. فالثقافة علمتنا أننا نحتاج إلى تسيير حياتنا بالطريقة التي نريدها.

لقد تقابلنا في مدينة كيرفري في ولاية أريزونا، وكان التحدي الأول يتعلق بإيجاد طريقة للوصول إلى فونيكس والتي هي على بعد ساعة بواسطة السيارة، وأخبرتهم بأن يولوا عناية فائقة بأنفسهم، وبأن يستخدموا مهاراتهم في الوصول سالمين إلى فونيكس، وأن يجدوا مكاناً جميلاً يقيمون فيه، وأن يأكلوا جيداً، ويستخدموا مهاراتهم في الإقناع بالطرق الأخرى التي تبدو فعالة وقوية. وذلك من أجل أنفسهم ومن أجل الآخرين.

وكانت النتائج مذهلة. فقد تمكن كثير منهم من الحصول على قروض من البنك تتراوح بين مائة وخمسمائة دولار. وذلك عن طريق قوة شخصيتهم. وتذكر أنه ليس لديهم ما يثبت هويتهم على الإطلاق، وكانوا في مدينة لم يزورونها من قبل، وقد ذهبت سيدة إلى متجر كبير، وبدون تحقيق الشخصية على الإطلاق، حصلت على بطاقات الائتمان التي اعتادت استخدامها على الفور، ومن بين مائة وعشرين شخصاً من الذين خرجوا تمكن حوالي80% منهم الحصول على عمل، وحصل سبعة أفراد على ثلاثة وظائف أو أكثر في يوم واحد.

وقد ذهبت سيدة إلى العمل في حديقة الحيوان، وتم إبلاغها بأن حديقة الحيوان فيها قائمة انتظار لمدة ستة أشهر للمتطوعين فقط، إلا أنها نجحت في إيجاد كثير من الألفة، لدرجة السماح لها بالدخول والعمل مع الحيوانات، وقد قامت بمعالجة ببغاء مريض عن طريق استخدام مهارات- البرمجة اللغوية العصبية- لإثارة جهاز الببغاء العصبي، لقد انبهر بها مدرب حديقة الحيوان لدرجة أنها أنهت القيام بحلقة دراسية صغيرة تتعلق بكيفية استخدام هذه الأدوات التي تؤثر على الحيوانات تأثيراً إيجابياً.

وقد ذهب رجل آخر- كان يحب الأطفال، ودائماً يريد التحدث إلى مجموعة كبيرة منهم- إلى إحدى المدارس، وقال: "أنا رئيس الاجتماع، فمتى أبدأ؟ " قال الناس: "أي اجتماع؟ " قال: " تعرف الاجتماع المقرر انعقاده اليوم، لقد أتيت من مسافة بعيدة، فأنا لا أطيق الانتظار أكثر من ساعة، وعلينا البدء فوراً، لم يكن أحد متأكداً تماماً من هذا الرجل، إلا أنه كان يبدو متأكداً، وواثقاً ومنسجماً جداً. وقرروا أن هناك اجتماعاً، ولذلك، فقد جمعوا الأطفال، وتحدث الرجل معهم وتناقشوا لمدة ساعة ونصف الساعة عن الطريقة التي تجعل حياة الأطفال تسير نحو الأفضل، وقد رضي الأطفال والمدرسون بهذه الطريقة.

وقد دخلت امرأة أخرى مكتبة، وبدأت في التوقيع على كتاب للمذيعة التلفزيونية" تيري كول ويتيكر" علماً بأنها لا تشبه" تيري كال ويتيكر" التي توجد صورتها على الغلاف إلا أنها قامت بمحاكاة طريقة سيرها، وتعبيرات وجهها وضحكاتها كثيراً لدرجة أن مدير المكتبة بعد أن انزعج من هذه الإنسانة الغريبة التي توقع على الكتب، قام برد فعل متأخر، وقال: " أنا آسف يا مس كول ويتيكر" . إنه لشرف لنا أن تكوني موجودة معنا هنا. وبناء على ذلك اشتري مجموعة أخرى من الأشخاص كتباً من المكتبة وطلبوا منها التوقيع عليها أثناء وجودها في المكتبة.

إن الهدف من وراء هذا التدريب هو التوضيح لهؤلاء الناس بأنهم لا يحتاجون لشيء أكثر من المهارات، و التصرفات البارعة ليهتدوا إلى سبيلهم، بدون كل أنظمة المساندة العادية مثل: المواصلات والمال والشهرة والاتصالات، والائتمان، وغير ذلك. ولقد تمتعت الأغلبية العظمى منهم بأحد أكثر الأيام قوة ومتعة في حياتهم. حيث اكتسبوا جميعاً أصدقاء عظماء. وقدموا يد العون إلى مئات من الناس.











المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 521 -523
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: قوة الإقناع
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=78