إن الطريقة التي مستخدم بها مرجعياتنا هي التي تقرر ماهية شعورنا, لأن كون شيء ما حسنا أم سيئا انما يعتمد على ما نقارن هذا الشيء به وفي أي مرة تقيم فيها في غرفة بأحد الفنادق فان حكمك على هذه الغرفة فيما أن كانت حسنة أم سيئة انما يعتمد على مرجعياتك السابقة, علما بأننا نفقد أحيانا منظورنا بأن تقييم شيء ما على أنه سيئ أم حسن انما يعتمد فقط على مرجعياتنا. إنني أعتبر حلقتي الدراسية (موعد مع المصير) البيئة التعليمية المفضلة لدي, حيث أستطيع أن أرى باستمرار كيف يستخدم الناس مرجعياتهم لكي يشكلوا سلوكهم وفي استبيان يستكمله المشاركون في الحلقة الدراسية قبل بدايتها, عليهم أن يسجلوا خمس تجارب في حياتهم يعتقدون أنها شكلت حياتهم برمتها وما يفعلونه هنا هو أنهم يشركونني في بعض أقوى مرجعياتهم, يذهلني أن أرى كم تختلف المعاني التي يستخلصونها من المرجعيات نفسها فالبعض منهم تعرضوا لإساءة المعاملة, أو تركوا دون رعاية أثناء طفولتهم والبعض الآخر تربوا في بيوت يغمرها الفقر أو المشاكل المدمرة ومع ذلك فان البعض يفهم هذه التجارب بطرق تساعدهم على تكوين قناعة بأن حياتهم لا تستحق أن تعاش, بينما يستخدمها آخرون كحافز لهم للدراسة والنمو والاستيعاب والمشاركة, ولكي يكونوا أكثر حساسية فمقدمة البرنامج التليفزيوني الأمريكي المعروف باسمها (أوبرا وينفري) تعرضت لمعاملة سيئة وعنيفة في فترة شبابها, ومع ذلك فأنها الآن تلامس حياة الملايين يوميا ببرنامجها التليفزيوني, اذ أنها بمشاركتها الآخرين في تجربتها ساعدت الكثيرين من الناس على اشفاء من جروحهم التي تعرضوا لها في الماضي ويشعر الملايين في الولايات المتحدة بأنها قريبة منهم لأنهم يعرفون أنها تفهمهم, أي أن لديها مرجعيات ألم شأنهم هم.








المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 430-431
كلمات مفتاحية: تشكيل السلوك – المرجعية الداخلية – القيم
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=262