زارتني امرأة في مكتبي بمونتريال معلنة بقوة أنها تبغض الصراصير. وقبلها بدقائق كانت قد هربت من منزلها، لأن صرصاراً خرج زاحفاً ببطء من زاوية مطبخها. فسألتها عما كان يخيفها في الصرصار، وبلا تردد قالت لي أنها تكره لونه ومظهره. فركزت على اللون أولاً طالباً منها أن تسمي هذا اللون.. فقالت: «أسمر أو بني قاتم».. وبالصدفة كان هذا هو لون البنطال الذي ترتديه في هذا اليوم.. فسألتها: «ما هو لون بنطالك؟».. بعد ابتلاع عصبيتها، أدركت المرأة لون بنطالها، وضحكت في الحال. ثم فجأة طلبت منها أن تفكر في شخص كان يضحكها، ولما جاء هذا الشخص على بالها، ضحكت من جديد. كان اسم صاحبها «مايكل» وأصبح اسم الصرصار مايكل، وحينما جعلتها تتخيل الصرصار وهو يرتدي بنطالها الأسمر اللون. ثم أضفنا آذان أرانب كبيرة لهذا الصرصار، وتخيلناه وهو يغني «تلألئي وأبرقي أيتها النجمة الصغيرة» - ومنذ ذلك الحين، كلما نوهت بكلمة «صرصار» أخذتها نوبة عنيفة من الضحك.
كانت للتجربة والبرنامج في ذهنها تشكيلة معينة، وكانت حالتها تلك خوفاً مرضياً. ولما ساعدتها على تغيير هذه التشكيلة، تغيرت تجربتها بالكامل، وشعرت بالارتياح - قد يحدث لك الشيء ذاته.. فحينما تفكر في تجربة سلبية، ارجع إلى تشكيلة التجربة - انظر إليها من زاوية مختلفة وسوف تغير التجربة بأكملها.
المرجع: فن الاتصال اللامحدود
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر:2001
رقم الصفحة:28-29
كلمات مفتاحية:الخوف المرضي – تغيير إطار الإدراك – تحويل المناط – تخيل – تغيير الحالة – انفصال
ارسل بواسطة:داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=279
المفضلات