من أعظم إعادات التشكيل في مجال الإعلان ذلك الذي قامت به شركة بيبسى كولا. فالكل يعلم أن الكوكاكولا كانت هي مشروب الكولا الرئيسي البارز. ولم يكن يوجد تحد لتاريخها وعراقتها ووضعها في السوق, ولم يكن لدى بيبسى ما تفعله كي تهزم كوكاكولا على أرضها. فحينما تحارب شيئا عريقا, لا يمكنك أن تدعي أنك أشد عراقة منه, فالناس لن يصدقونك.

إن بيبسى قلبت الموضوع رأسا على عقب بدلا من ذلك, وغيرت إدراكات الناس, وحينما بدأت الحديث عن (جيل بيبسى) وأصدرت (تحدي بيبسى) حولت ضعفها إلى قوة. لذلك كانت بيبسى تقول: (نعم, لذلك كان الآخرون ملوكا, ولكن, دعونا نتكلم عن اليوم: هل تريدون منتج الأمس أم منتج اليوم؟) فقد أعاد الإعلان تشكيل عراقة كوكاكولا, وحولها إلى ضعف في إشارة إلى أنها منتج الماضي وليس المستقبل, وبهذا حولوا وضع بيبسى في الدرجة الثانية إلى مصلحة الشركة ماذا يحدث بعد ذلك؟ قررت كوكاكولا أن عليها أن تلعب على أرض بيبسى وخرجت بمنتجها (كوكاكولا الجديدة).

وما علينا الآن إلا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت إعادة التشكيل التي خرجت بها شركة كوكاكولا بتقديمها الكوكا التقليدية والكولا الجديدة المشابهة لبيبسي سوف تفلح أم لا. ولكن العملية كانت مثالا ممتازا لإعادة التشكيل لأن المعركة بأكملها كانت حول (الصورة) وحسب وكانت القضية الأساسية هي أي من أسلوب الشركتين لإعادة التشكيل سيلتصق بعقول الناس. فلا يوجد محتوى اجتماعي كامن في شراب سكري مكربن يفسد الأسنان. ولا يوجد في مذاق البيبسى ما هو أكثر عصرية من مذاق الكوكاكولا، ولكن, (عن طريق تغيير الإطار وتحديد أسس المنافسة) تمكنت بيبسى من عمل انقلاب تسويقي خطير في التاريخ الحديث.









المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 403-404
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: تغيير إطار الإدراك- دعاية - إعلان – إعلام –تسويق –مبيعات
أرسل بواسطة: وليد اليوسف
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=43