فكما ترى الأحاسيس دائماً تتقلب مثل الطقس... فدعني أسألك هل أنت أحد هؤلاء الذين يسمحون للظروف أن تؤثر على أحساسيهم؟... فكر في ذلك.

كنت ألقي محاضرة عن سيكولوجية القيادة لمجموعة من الشركات، فقام أحد المديرين وقال: أنا أعرف أسلوبي في القيادة فقد عدت لتوي من إنجلترا بعد أن قضيت أسبوعاً في دراسة القيادة"... فكان ردي أن هذا ملامٌ لا معنى له، وقمت بتغيير الموضوع. وبعد دقائق قليلة سألته عن إحساسه فقال: طبعاً أشعر بالضيق"... فلما سألته عن السبب قال: لقد أهنتني"... فقلت له: هل إنني فعلاً أهنتك أم أنك أنت الذي فهمت ذلك؟ وهل أنا أمرتك أن تشعر بهذا الإحساس أم أن هذا قرارك أنت؟"... فكان رده: لا أعرف ولكني أفضّل أن أكون بمفردي لفترة"... فقلت له: هل رأيت ما حدث ففي أقل من دقيقة وبجملة واحدة فقط استطعت أن أؤثر على أحاسيسك، وهذا يعني أن القيادة ليست فقط أسلوباً ولكنها طريقة متكاملة في الحياة تبدأ بالسيادة على النفس والتحكم في العواطف وطبعاً في الحالة الذهنية".

دعني أسألك هذا السؤال... عندما يقوم رئيسك في العمل بتحيتك صبحاً بابتسامة لطيفة فهل يؤثر ذلك على إحساسك؟... ولو حدث العكس ولم ينظر حتى إليك فهل لهذا تأثير على إحساسك؟... أؤكد لك أن الإجابة ستكون بـ نعم".
لو قمت بدعوة بعض الأشخاص على العشاء في أحد المطاعم وكان كل شيء على ما يرام وعند وصولك إلى المطعم اكتشفت أن الحجز قد ألغي... فهل سيؤثر هذا على إحساسك؟... وبعد ذلك استطاع مدير المطعم أن يدبر لك مكاناً آخر، ولكن عامل الخدمة لم يكن على المستوى المطلوب من الذوق فهل سيؤثر هذا على إحساسك، ثم يقوم بتقديم طبقك المفضل ولكنك تكتشف أن به طعماً غريباً فهل سيؤثر هذا على إحساسك؟
كما ترى أن أي شيء يحدث لنا يكون له تأثيرٌ على أحساسيسنا... فأنت تتذوق شيئاً ويؤثر ذلك على أحاسيسك، وتشم أو ترى و تسمع أي شيء وأيضاً يؤثر كل هذا على إحساساتك.
في محاضراتي عن (سيادة الذات) أسمع تعليقات مختلفة من الحاضرين مثل:
من السهل عليك أن تطلب مني أن أشعر بالسعادة لأنك لست في مكاني ولا تعيش مع أسرتي أو...
لو أني اشتريت سيارة جديدة سأشعر بالسعادة أو...
إذا استطعت إنقاص وزني سأشعر بالسعادة أو...
لو أني أصبحت مالكاً لعملي الخاص سأشعر بالسعادة...
وقالت إحدى الحاضرات لو أن زوجي يتوقف عن الشخير أثناء النوم سأشعر بالسعادة !!!
فلكي يشعر كل شخص من هؤلاء الأشخاص بالسعادة فإنه ينتظر أن يحدث له شيءٌ بعينه أي بمعنى آخر أن كلاً منهم يقول أنه سيكون تعيساً ولن يشعر بالسعادة إلا إذا حصل على ما يريده... أي أنهم يعتقدون أن اقتناءهم لشيء محدد سيكون هو السبب في شعورهم بالارتياح والسعادة..
في كتابه (غير فكرك لمجرد التغيير) قال ريتشارد باندلر: يظن بعض الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو الصحيح حيث إن النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة".










المرجع: قوة التحكم بالذات
اسم الكاتب: ابرهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 2000
رقم الصفحة: 82-85
كلمات مفتاحية: السعادة – النجاح – تأثير الظروف –التأثر بالعوائق
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=305