الفصل الاول : علمية الادارة وروافد الفكر الاداري
1- مقدمة :
هل الظاهرة الادارية من الغموض أو التعقيد فعلا بحيث تستعصي على الباحثين ؟؟؟
ام أنه يمكن كشف حقيقتها وتحديدها بصورة تؤكد علميتها ؟؟
تفانى رواد الفكر الاداري التقليديون في بحوثهم للتوصل الى حقيقة الظاهرة الادارية وفصلها وتمييزهاعن غيرها من الظواهر الانسانية ، والسعي لتحديد المبادئ و القواعد العلمية التي تحكم وجودها – نظامها - وحركتها – عملياتها – ايماناً منهم بعلميتها وان تطبيق هذه المبادئ والقواعد سبيل المنظمة لتحقيق اهدافها .
وقد برزت عدة نظريات خطت الخطوط الاولى لعلم وفن الادارة والتي سنتطرق اليها في يلي بإشارات الى اهم المساهمات و النقد و التحليل .
2- الروافد الفكرية الاولى :
اولاً :النظريات الكلاسيكية – التقليدية - ومن ابرز هذه النظريات –المساهمات- :
1. النظرية العلمية ومن اشهر روادها فريدريك تايلر (1856- 1915)
2. النظرية البيروقراطية ومن اشهر روادها ماكس فيبر (1864-1920)
3. نظرية مبادئ الادارة ومن اشهر روادها هنري فايول (1814-1925 )
1- مساهمات فريدرك تايلر ( النظرية العلمية ):
3 قامت النظرية على ثلاثة قواعد هي :
1. العلمية : ( حيث قال لابد وان يكون للادارة علمها ،وتطبيق علم الادارة يحقق الكفاءة )، قامت ابحاث تايلر على تجارب الوقت و الحركة ، حيث بحث في اساليب الانتاج ليصل الى الوضعية التي يستطيع فيها العامل انتاج اعلى ما يكون من المنتج ( اسماها كفاءة ) واعتبر النتيجة التي توصل اليها قياسية – علمية – والزم العاملين بالعمل بهذه الوضعية القاسية .
2. الكفاءة : بحث في مساعدة العامل على رفع كفائته ولاجل ذلك قام بـ
3 اعداد وصف وظيفي دقيق محدد فيه المهام بدقة
3 وضع حول العاملين خبراء و مستشارين
3 تعريض العامل للتدريب لرفع كفائته.
3. الالزام و الالتزام : حيث الالزام يمارس على الفرد من مؤثر خارجي ويتم بالاكراه والتهديد ، اما الالتزام فيتم من داخل الفرد ويتم بالترغيب بالحوافز المادية فقط –جميع النظريات التقليدية تحدثت عن الحوافز المادية فقط ، فهي لم تحترم انسانية الانسان
تحليل النظرية – االنقد الاساسي -:
1. لا ترتقي لان يطلق عليها تسمية نظرية علمية فهي لم تقم على المنهج التجريب ،حيث قيدت التجربة بالزمان و المكان و الموضوع وهذا مخالف للمنهج التجريبي ، ولم تعدو كونها تجربة .
2. على الرغم من ذلك الاّ انها نوهت وبشكلٍ جلي الى ان الادارة يجب ان تكون علماً .
2- مساهمات نظرية مبادئ الادارة -هنري فايول
قال هنري فايول الادارة ينبغي ان تكون علماً ، وقال ان الادارة تحتاج لمبادئ ( وضع 14 مبدأً)
تحليل النظرية – االنقد الاساسي -:
3 النظرية جيدة من حيث الافكار التي طرحها فايول الاّ انها غير مختبرة علمياً ،فقد توصل اليها من خلال الخبرة وبالتأمل فقط ، وينظر اليها كأفكار وليست مبادئ لانه لم يقم الدليل عليها كتجربة
3- مساهمات النظرية البيروقراطية –ماكس فيبر-
3 اساس النظرية : قال فيبر ان من عوامل النهضة الانتقال من الادارة الشخصية الى انشاء ادارة مؤسساتية، واسماها "اصول بيروقراطية " .
ومصطلح البيروقراطية المكونة من مقطعين بيرو- قراط وتعني "حكم المكتب " ومجازا تعني "حكم الاشخاص الذين يجلسون خلف المكاتب " بالتالي فهي تعني حكم الاداريين –لغوياً-، ومن وجهة نظر شعبية فقد فهمت على انها جمود ادراي وهذا فهم خاطئ .
3 تقوم النظرية على عدة خصائص منها :
1. القانونية –اهمها- وركزت النظرية في حينها بسبب حالة الفساد السائدة على الالتزام الحرفي للقانونية ، وقصد بها عند وضع القانون ان يكون من متلمساً به روح اغلبية الناس وان يرضخ له الجميع .
2. التخصص وتقسيم العمل
3. الرسمية – لاتعترف بالعلاقات غير الرسمية - .
4. التسلسل الهرمي
5. نطاق الاشراف – الرقابة - والتي يقصد بها ان نطاق الاشراف غير مرتبط بعدد موظفي القسم المشرف عليه بل قد تتعداه تبعاً لقدرات المشرف على عملية الاشراف و تحقيق النتائج المرجوة .
6. السجلات .
تحليل النظرية – االنقد الاساسي -:
3 تتحدث النظرية عن متتطلبات –قواعد- نظر اليها على انها قواعد مثالية يصعب تحقيقها .
ثانياً: النظريات السلوكية ،ومن ابرز هذه النظريات :-
1. مدرسة العلاقات الانسانية
2. المدرسة السلوكية
3. المدرسة البيئية
1. مساهمات مدرسة العلاقات الانسانية :
3 بدأ التحول نحو المدارس الانسانية 1935 اثناء اقامة تجارب لجامعة هارفرد مع شركة جنرال موتورز في مصانع هوثورن ( سميت التجارب باسمها ) باشراف الاستاذ التون مايو لدراسة اثر ظروف العمل على الانتاجية ( مثل الاضاءة و التهوية ..الخ ) على مجموعتين من العاملين تعيشان نفس ظروف العمل ، وقد لاحظ ان المجموعة المتميزة في الانتاجية تخضع –ترتبط بعلاقات انسانية في نشاطاتها اكثر من المجموعة الثانية ، وهنا حول التكيز عل دراسة اثر العلاقات الانسانية بين الافراد المحكومة بعلم النفس .
3 من هذه المرحلة بدأ التحول في المفهوم الاداري من الاعتقاد ان الحافز المادي فقط هو المحرك للانتاجية الى مشاركة الحوافز غير المادية الحوافز المادية كمحرك للانتاجية .
3 اصبح التركيز على العلاقات الانسانية والتي هي انعكاس لسلوكيات الافراد من خلال دراسة علم النفس خاصة نظرية الشخصنة ونظرية الفروقات الفردية ، وقالو ان الشخصية تتكون من مقومات هي :
1. مقومات عضوية – الاعضاء -.
2. مقومات انفعالية تتركز في الغرائز والعواطف
3. مقومات عقلية تتركز في معرفة قوانين الكون وتطبيقها وفق القيمة العليا وصولاً للتوازن.
4. مقومات معنوية ( القيم والعادات و التقاليد )
3 من النظريات المشتقة من نظرية الشخصية نظرية الفروقات الفردية ومنها نظرية الحاجات التي تقوم على الافكار التالية :
1. ان الحاجات البشرية هرمية في اهميتها – الحاجة الاكثر الحاحاً اكثر انتشاراً و اكثر اطلاقاً-.
2. الحاجات متسلسلة
3. الحاجات نسبية ( تختلف من حيث المكان و الزمان و الموضوع )
4. الحاجات تعويضية ( يمكن تعويض شيء مكان شيء)
5. الحاجات توالدية .
2. مساهمات المدرسة السلوكية :
3 1950 برز ( سيمون ) الذي قال ان المسألة ليست فقط علاقات افراد بل ايضاً اثر البيئة الداخلية والخارجية ومن هنا ظهرت المدرسة السلوكية
3 طورت نظرية العلاقات الانسانية فأخذت بعين الاعتبار نظريات علم الاجتماع حيث نظرت للمنظمة على انها مؤسسة اجتماعية – مكونة من جماعات - .
3 اهتمت بالاوضاع البيئية واثرها على المنظمة على عكس العلاقات الانسانية .
3 اهم ما قامت عليه النظريات السلوكية (السلوك الانساني هو سلوك تعبير عن مزيج – مقومات الشخصية العضوية والانفعالية و العقلية و المعنوية –ففيه العوامل الانفعالية و القيمية التي يصعب دراستها وبالتالي يصعب التوصل لقواعد وقوانين علمية خاصة بها وبذلك فالادارة ليست علماً).
3 قالو ان شخصية الاداري تصبح داخل المنظمة غير مهتمة فقط بالجانب الاقتصادي بل لها اهتمامات بالجانبي الاقتصادي و الاداري .
تحليل النظريات السلوكية – االنقد الاساسي

  • المقومات العقلية ليست كباقي مقومات الشخصية الاخرى فان لها دور تحكمي، اي انها تتحكم في المقومات الاخرى و تضبطها وكذلك التصرف باختياراتنا وقيمنا – وطبيقة المقوم العقلي انه يفرض التحكم بكل جوانب السلوك و بالتالي فالسلوك العقلاني قابل للبحث و الدراسة .
  • اصابوا الحقيقة في انهم ابرزوا دور القيم في حياة الانسان ، لكن ظهر انحرافهم في انهم الغو علمية الادارة لان هناك قيم موجودة في السلوك الانساني وهي التي السلوك غير قابل للبحث العلمي .،وهذا يدل على عدم فهم وحدة بناء السلوك الانسني ( القيم ).

3. مساهمات المدرسة البيئية
3 قالوا مثلما قال السلوكيون ان اي منظمة لها بيئتان داخلية و خارجية وان المنظمة تتأثر بهذه البيئات بل ان المنظمة هي بالاساس وليد هذه البيئة ويتلونون بلون هذه البيئة ،وطالما ان البيئات متغيرة باستمرار اذاً حياة المنظمات متغيرة باستمرار ولذلك يصعب وضع قواعد و قوانين خاصة بها وبناءً على ذلك فالادارة ليست علماً وبالتالي فان اقصى ما يمكن الحديث عنه هو " علوم ادارية " وليس " علم الادارة " – لكل بيئة علمها- .
تحليل النظرية البيئية – االنقد الاساسي
1. لاشك ان المنظمة على تماس مباشر مع بيئتها ،وهذا ما ابرزه البيئيين ولكن الانسان في تفاعله مع البيئة هل هو المتغيرالتابع ام المتغير المستقل ؟ ان الوضع الطبيعي ان الله سبحانه خلق الانسان وكرمه واستخلصه من اجل ان يكيف البيئة بحسب شروط سعادته وعمارة الكون وبذلك فالانسان هو المتغير المستقل و البيئة المتغير التابع حيث ان الادارة تتكيف و تكيف البيئة ، والتحدى القائم امام الادارة هو كيف يتم تغيير البيئات بما يتوافق مع اتجاهاتها واشتراطاتها التي ينبغي ان تكون ادارة عاقلة أي "علمية "
2. لو اخذنا براي البيئيين بان المنظمة تتأثر و تتغير حسب تغيرات البيئة ولذلك يصعب وضع قواعد و قوانين خاصة بها وبناءً على ذلك فالادارة ليست علماً وبالتالي فان اقصى ما يمكن الحديث عنه هو " علوم ادارية " وليس " علم الادارة " ، فحتى هذا الاقصى ما يمكن الحديث عنه غير مقبول فهل "علم الادارة الاردني "على سبيل المثال واحد ، قطعاً لا فالبيئة الواحدة منوعة و مختلفة و مكونة من بيئات اصغر منها بالتالي نحتاج لعلم ادارة لكل بيئة اصغر (جزئية ) .
3. عندما تحدث البيئيون عن تغير البيئات لم يميزوا بين القانون واساليب تطبيقه فاختلاف البئيات قد يؤدي الى اختلاف اسلوب التطبق لا لاختلاف القانون ، على سبيل المثال درجة حرارة انصهار الحديد واحدة في كل مكان وزمان ( قانون ) بينما قد يختلف اسلوب الوصول الى درجة الحرارة من استخدام فرن ذري الى فرن كهربائي الى فرن حجري او وقود احفوري ( اسلوب ).
ثالثاُ : المدرسة اليابانية
القيمة الجوهرية : المساواة الاجتماعية
تبناها الامبراطور الياباني 1868 م حيث اخذها من فكر الفيلسوف الالماني "نتشا"
يرى "نتشا" ان الرجل السوبر مان – الخارق – يستلهم خيالات شعبه فيعطية الشعب الثقة ليقودهم بتجربة رائدة فيبني مجتمعه على ((المساواة الاجتماعية )).
الفيلسوف "تختا" حين تحدث عن خصائص الرجل العظيم اسماه "البطل"
اما "هيجل" فقد اسماه الملك .
استفادت اليابان من فكر "نتشا" وتبنت القيمة المطلقة (( المساواة الاجتماعية )) حيث ادى ذلك الى :-
·
المساواة
الاجتماعية

بنى الامبراطور المجتمع الجديد و فق مثلث الارادات {ارادة سياسية عادلة / حكومة ميجي ، ارادة ادارية عادلة ،ارادة اجتماعية عادلة
· اجراء تطهير اداري (التطوير بطريقة الصدمة ) حيث قام بتغير شامل للقيادات الهرمة واستبدالها بالقيادات الشابة العائدة من اوروبا بعد ان انهت تعليمها ونقلت الخبرات الصناعية واسرارها معها .
· حرم التنافس في المجتمع الياباني حيث حل محله التعاون
· قامت الارادة الادارية على الفاعلية ( الكفاءة + ضمانتين )
3 اهم ميزات الادارة اليابانية
3 اسس الترقية بعيدة المدى
3 الوظيفة دائمة – ابدية -
3 الحوافز جماعية و بعدالة عاى كافة المستويات
رابعاً :مدرسة النظم
· النظام :"عناصر مجمعة و مترابطة وفق قواعد أو مبادئ او قوانين علمية محددة لاداء وظيفة محددة "
· النظم اما :-
1.مفتوحة :تتفاعل مع البيئة الخارجية
2.مغلقة : لا يوجد لها مخرجات ( المخلات و المخرجات داخلية مثل الساعة )
خصائص النظام :
1. انه بصفة كل ( كينونة )
2. جامع مانع
3. ذو طبيعة فلكية – ذات مدارات – علاقات فلكية للنظم
3ملاحظة مهمة : العملية النظمية تختلف عن النظام
مكونات العملية النظمية :
1. المدخلات وهي على نوعين
*أ.مدخلات خارجية inputs
*ب.مدخلات داخلية within puts
2. جهاز التشغيل process
3. المخرجات output
4. النتائج outcome
5. التغذية الراجعة feedback


المرجع : نظرية I د.عبد المعطي عساف