كان الأطفال يقومون – بحماس –بالتمرين, وعمل الديكورات بفصلهم الريفي من أجل حفلهم الغنائي القادم, وكنت أحملق فيهم من فوق مكتب أستاذي, و وقفت باتي في انتظار تحضير سؤال عاجل قائلة:

كل عام ي –ج-ب عليّ أن أقوم بأشياء جيدة, أما الأطفال الآخرون فدائماً إما في ال ال اللعب, أو يتكلمون, في شيء آخر, وأريد أن أؤل ل لف قصيدتي بنفسي هذا العام. وبينما أنظر إلى هذه العيون المتحمسة أخفقت كل الأعذار الممكنة إن باتي تتوق إلى أن تحصل على وعد مني بأني خلال يوم أو يومين سوف أعطيها دوراً خاصاً -دور إلقاء- وذلك الوعد يصعب الوفاء به.

لا يوجد في أي مرجع من الكتب التي لديّ أية مجموعة تصلح لتحقيق ذلك. وظللت طيلة الليل يائساً أحاول كتابة القصيدة, وأتحاشى بحذر الحروف التي يصعب على اللسان نطقها. لم يكن عملاً أدبياً رائعاً, ولكن القصيدة وتم تفصيلها من أجل التغلب على مشكلة باتي في النطق وبعد عدة قراءات مختصرة استطاعت باتي حفظ الأبيات, وأصبحت مستعدة لإلقائها ويجب علينا إيجاد طريقة ما للتحكم في السرعة بدون أن نثبط من عزيمتها ومرت أيام, ونحن أنا وباتي- نكدح في تلك القصيدة. كانت باتي شديدة القلق وهي تحاكي حركات شفتي الصامتة بمنتهى الدقة لقد رضيت بالمشقة وبشوق ولهفة شاركت ولأول مرة في دور يتطلب التحدث ووجدت الأطفال في ليلة الحفلة الموسيقية وهم في ابتهاج بالغ.

تقدم إليّ رئيسي المراسم قلقاً, وهو يلوح بالبرنامج المطبوع قائلاً: يبدو أن هناك خطأ ما فلقد أدرجت باتي في المجموعة إن تلك الفتاة لا تستطيع حتى نطق اسمها بدون أن تتلعثم... وحيث لم يكن لدي وقت للشرح ولأرد على اعتراضه اضطررت لان أصرفه قائلاً: (نحن نعلم ما نفعله)

وكانت الحفلة المسلية تسير كما ينبغي ويتم تقديم فقرة بعد الفقرة, ورد علينا الآباء, والأصدقاء بالتصفيق مشجعين.

وعندما حان الوقت الاستفسار عمن سيقوم بالإلقاء,أتاني مدير المراسم ثانية متحدياً وهو يصر قائلاً(( سوف تقوم باتي بدورها ,وقم أنت بدورك فقط ,وأعلن عن فقرتها )).
انتقلت مسرعاً متجاوزاً الستائر, وجلست على الأرض بجوار أقدام المشاهدين, وظهر مدير المراسم, وهو يبدو عليه الارتباك,وأعلن قائلا ) الفقرة التالية سوف تلقيها عليكم...... م م م ...باتي كونورز)). وبتشجيع بسيط من الجمهور أتبعه صمت مطبق,أزيحت الستائر لتظهر باتي, وهي مستعدة, وواثقة.

لقد استحوذت ساعات التدريب على تلك اللحظة, وبمنتهى التحكم استطاعت الساحرة الصغيرة باتي أن تزامن كلماتها مع حركات شفتي الصامتة من خلال الأضواء السفلية. لقد تحكمت بمنتهى الدقة في نطق كل مقطع بوضوح عام وبدون أن تتلعثم, أو تتوقف, وبعينين لامعتين استطاعت أن تعزف أنشودة مجدها.

وأغلقت الستائر, وأحاط صمت مؤقت بالجمهور وتدريجياً, أفسح السكون التام مجالاً للضحك الخافت, تلاه التصفيق الحار.

لقد شعرت بالتأثر بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وسرت إلى خلف المسرح, ووجدت بطلتي الصغيرة تحيطني بذراعيها, وتغمغم بسعادة- لتظهر سرنا- قائلة: (( لقد فعل ل ل لناها))










اسم الكتاب: لحياة لا تعرف اليأس
اسم المؤلف: جاك كانفيلد.مارك هانسن. هيثر ماكنامارا
دار النشر: مكتبة جرير
رقم الصفحة: 178-179
رقم الطبعة: 2002
الكلمات المفتاحية: الشجاعة والعزم، الاصرار
أرسل بواسطة: فاطمة بكداش
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=570