عندما يفكر الجميع من منظور المكسب المشترك، وعندما يسعون للتفاهم، إلى تركيز جهودهم على حل المشكلات، بشكل تعاوني بدلاً من الصراع يصبح الأثر واضحاً. لقد وجدنا قوة هذه العملية تؤتي ثمارها في أعقد وأصعب المواقف.

يقول STEPHEN: "في وقت من الأوقات كنت أعمل مستشاراً لإحدى الشركات، ودعيت لاجتماع بين الإدارة واتحاد العمال. وبمجرد وصولي قالوا لي: شكراً لقد ألغي الاجتماع، قلت لماذا؟ قيل لي: إن ذلك بسبب عدم معاملة العمال بالشكل المتفق عليه. قلت هل تعترف الإدارة بذلك؟ قيل: نعم. قلت: هذا هو الوقت المناسب. عليكم بعقد الاجتماع ولا تنسحبوا. إن الجميع سيحاول التكتل والاستعداد للهجوم.

في وقت سابق، كنا قد علمنا الجميع، داخل تلك الشركة، منهج المكسب المشترك، وكان لذلك أثره القوي على الجميع، على مستوى الشركة، وعلى المستوى الشخصي، والعائلي، لكل فرد. كان بعض المديرين في الإدارة الوسطى يدركون أهمية ذلك، أما أولئك المديرون عند القمة فكان لديهم بعض الشعور بأنهم ليسوا في حاجة إلى ذلك. قلنا لهؤلاء: "عليكم بالاعتذار، وهذا مطلب بسيط، وعليكم بعقد الاجتماع في وقت مناسب".اعتذر المديرون، وكانت هذه أول مرة يحدث ذلك. ولكن ذلك كان المبدأ الصحيح، عندها عاد رئيس اتحاد العمال موافقاً على الاجتماع، ولكنه طلب أن يتأخر في ذلك حتى لا يبدو الأمر وكأنه تخلى عن العمال.عندما ذهبت إلى الاجتماع خاطبت رئيس الشركة ورئيس اتحاد العمال قائلاً: سأطلب منكما مطلباً يحتاج إلى الكثير من الشجاعة. بعد تردد وافقا.

طلبت من الاثنين الحضور أمام المنصة ثم قلت "أنصتا إلى ما يقوله هؤلاء الناس. أنتم تعلمون مقدار الطموح والأهداف العظيمة أمامكم" ثم خاطبت الحاضرين، البالغ عددهم حوالي800 فرد ما بين مشرف ومدير: كم منكم يعتقد أن هذه الأهداف والطموحات يمكن تحقيقها؟ هنا لم أر أحداً يرفع يده. عندها قلت: "لو أننا استخدمنا منهج المكسب المشترك، والفهم المتبادل، والتفاعل الإيجابي، فهل يمكننا أن نصل إلى تلك الأهداف؟" عندها رفع الجميع أيديهم.عندها استدرت إلى الرئيسين قائلاً: "الآن هذه هي رسالة مقدمة لكم من هذا التنظيم، إنني أريد أن تلتزما ببذل ما تستطيعانه لوضع هذا المبدأ موضع التنفيذ. وإذا لم يكن في قدرتكما فعل ذلك والالتزام بالمبدأ فلا تفعلا. يمكن لأي منكما أن يقول دعني أفكر، أو انتظر. هذا إذا لم يكن في استطاعتكما الالتزام".

لقد كان جو التوتر في ذروته. نظر الاثنان إلى بعضهما لبرهة وسريعاً ما تصافحا واحتضن كل منهما الآخر وانفجر المكان بالتصفيق.هذه الشركة تعد اليوم واحدة من أحسن التنظيمات في الولايات المتحدة ليس فقط بسبب تلك التجربة ولكن بسبب الإدارة السائدة على تبني هذه العملية لكي توجد الكثير من الفاعلية في حياة كل المشاركين.هل هناك أي أسلوب من أساليب إدارة الوقت يستطيع حل هذه المعضلة في وقت قصير مثل هذا؟ إننا لا نتحدث عن التحكم، والتفويض الشكلي، ولا حتى التفويض الحقيقي للسلطة. إننا نتحدث عن التحول من العلاقات المرحلية إلى العلاقات التحويلية، إلى الشحن، والتعبئة الحقيقية للذات. إننا نتحدث عن القوة النابعة من الطاقة الإنسانية الكامنة في كل فرد مشارك في عملية التفاعل، والتي من خلالها نناقش ما لا يمكن مناقشته، ونحل القضايا الساخنة بشكل مفيد لكل جانب.

إن منهج الكسب المشترك لا يقوم على الحذف، بل على التفاعل الإيجابي، وعلى التحول الجذري بدلاً من التعامل السطحي، وكل من يشارك أو يشهد هذه العملية سيشعر بكل ذلك.







المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 346- 348
كلمات مفتاحية: تفاهم فريق العمل – التركيز على حل المشكلات –منظور المكسب المشترك – التفاعل الايجابي – احترام الرأي الآخر – الالتزام بالمبادىء
أرسل بواسطة: إدارة الموقع
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=99