تقول إحدى السكرتيرات:

كان عملي في بيئة يسودها الرجال من الطراز القديم. فكل المديرين بلغوا سن الستين ولهم خبرات طويلة في النشاط الذي تعمل فيه الشركة، وكانت رؤيتهم لي على أنني مجرد فتاة تؤمر فتطيع، بدءاً من القيام بمهام مثل عمل الشاي وتقديمه. لقد كان من الصعب على مثلي أن يؤخذ وضعي بجدية لكي أرقى سلم العمل. كانوا يقومون بالعمل بنفس الطريقة المستخدمة منذ ثلاثين عاماً، دون أية رغبة في التغيير. وعندما تأتي سكرتيرة مجتهدة مثلي لتقول لهم "دعونا نقم بهذا العمل على أساس الكسب المشترك" لن تجد من يسمع لها.

واقعياً، هناك العديد من المنشآت التي تقوقعت، ولمدد طويلة، مما يجعل من الصعب إحداث أي تغيير، خاصةً إذا كانت دائرة تأثيرك صغيرة. إذا لم يكن موقفك موقف الكسب فسيكون خيارك الأفضل هو البحث عن موقف آخر.على العموم هناك حالات كثيرة استطاع فيها مثل هؤلاء الناس إحداث التغيير المطلوب.

يقول ROGER: منذ عدة سنوات طلب مني إعداد برنامج تدريبي لمنشأة كبيرة. عندما وصلت هناك خصصت لي الشركة سكرتيرة لها خبرة طويلة. لم يكن منهجي معها هو إصدار أوامر مثل إحضار الشاي أو شيء من هذا القبيل، ولكن في خضم عملي تأكدت من قدراتها كسكرتيرة وعدت إلى أعمالي الأهم.

لقد قامت بكل المتوقع منها كسكرتيرة خير قيام. ولكن تدريجياً بدأت تقدم المزيد. بعد أن قامت ببعض الكتابة أحضرت الخطابات وفتحتها ونظمتها قائلة "إذا كانت هذه الخطابات يمكن الرد على بعضها بنفس أسلوب الرد الذي استخدمته أمس يمكنني مساعدتك في ذلك لتوفير وقتك"، كان لدي ضغوط في الوقت فقلت: "ولم لا؟" كانت الردود التي كتبتها ممتازة أكثر مما لو كتبتها أنا. وخلال فترة قصيرة كانت ترد على 95% من خطاباتي وتحضرهم لي لمجرد الموافقة.لأنني كنت معجباً بكتابتها طلبت منها إذا ما كانت تحب أن تشارك في كتابة المادة التدريبية. وافقت وحددت لها جزء من تلك المادة. قدمت أفكاراً ممتازة وكتبت مادة تدريبية رائعة.

في النهاية تركت هذه السيدة عملها كسكرتيرة، وعملت كمدربة، ثم مساعداً لمدير التدريب. بعد ذلك اكتشفت أن لديها شهادة ماجستير في الاتصالات، وأنها قبلت وظيفة سكرتيرة لأنها لم تجد سواها. لقد كان لها دور كبير في نجاح الدورات التدريبية التي عقدتها بعد ذلك.لقد رفعت هذه السكرتيرة حماسي نحو قدرة الفرد على القيام بالمهام المطلوبة منه. منذ تلك الفترة تغيرت فكرتي عن كل السكرتيرات وقدراتهن في إنجاز الأعمال، لدرجة أن معظم مساعدي فيما بعد كانوا من السكرتيرات اللائي وسعن أدوارهن، وقدراتهن، للعمل في مجالات أخرى، أو تحقيق نتائج أفضل إذا قررت البقاء في هذا المجال.









المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 380-382
كلمات مفتاحية: الكسب المشترك في بيئة العمل – أهمية التغيير – العمل في دائرة التأثير - تنمية القدرات.
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=105