يقول أحد المديرين في شركة كبيرة:

في أحد الأيام، كنت في اجتماع للمديرين لمناقشة بعض السياسات التي ستؤثر سلباً على البيئة. لقد جئت إلى هذه الشركة ولي رأي محدد في هذه السياسات. سألت نفسي لماذا ألتزم الصمت ولا أتحدث؟ عندما قبلت العمل في الشركة كان لي رأي ولا أخاف من التعبير عنه، ما الذي يمنعني من ذلك؟

بعد تفكير اكتشفت أنني بمضي الوقت في الشركة أصبح لي مزايا تتعلق بالتقاعد، واشتريت منزلاً، وأدفع أقساط قارب للنزهة. ولذلك لم يكن في وسعي أن أقول شيئاً يهدد وضعي الاقتصادي، وبمعنى آخر كان حول معصمي قيد من الذهب. عند هذا الحد، اتخذت قرارين الأول جعل حياتي المالي منتظمة مدعمة بشيء من الاحتياطي المالي، والثاني أن يكون وضعي الوظيفي أكثر مرونة بحيث أكون في وضع يمكنني من الالتحاق بوظيفة أخرى بسهولة. قررت ألا أضع نفسي مرة أخرى في هذا الموقف حيث يكون قراري وكرامتي رهن حاجتي للمال أو حاجتي للوظيفة.

يقول هذا المدير أنه بعد هذا الموقف ذهب إلى إحدى الاجتماعات مع مرؤوسيه حاملاً صحيفة مليئة بإعلانات الوظائف قائلاً لهم: "فليبحث كل منكم عن وظيفة تناسبه في هذه الصحيفة". وعندما رد كل منهم بأنه وجد وظيفة تناسبه قال لهم" الآن فليذهب كل منكم لطلب تلك الوظيفة". في اليوم التالي عاد معظمهم بخيبة أمل لأن معظم الوظائف تتطلب خبرات جديدة، ومهارات، ومعلومات ليست لديهم. عندها حدثهم هذا المدير عن تجربته وكيف أن المرء يجب أن يبني نفسه من خلال القدرات والمهارات وليس من خلال الوظيفة التي يشغلها.

إذا وجدت نفسك غير قادر على المشاركة والتحدي بشجاعة في الأمور المطروحة عليك فأنت تضر نفسك، وتضر الجهة التي تعمل فيها. حدد مخاوفك، ثم حرر نفسك منها، وقدم ما تراه عند أفضل مستوى.








المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 385-386
كلمات مفتاحية: تنمية المهارات والقدرات – دراسة القرارات – مسؤولية اتخاذ القرارات – التعلم من التجارب - أهمية المرونة
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=107