إن الحب الناتج عن الرؤية المشتركة بين الأفراد يحقق التفاعل الإيجابي المنتج بينهم. إنه يجمع، ويركز الطاقات، والمواهب، والقدرات، لدى المشاركين. كما أن الرؤية المشتركة ينتج عنها إدارة ذاتية تمنع أية اتجاهات للفوضى داخل المجموعة.لقد سمعنا جميعاً عن أسر، مجموعات، وفرق رياضية، وشركات، ومنظمات، استطاعت تعبئة الجهود الجماعية للوصول إلى أهداف عظيمة وإلى مستويات للإنجاز تتجاوز القدرات والمواد المتاحة.. يقولStephen: ليت لدي الكلمات التي تصف اتحاد الوعي، واللاوعي، لتحديد رسالة أسرتنا. لقد أمضينا نصف ساعة، كل يوم أحد، وعلى مدى ثمانية شهور، لكي نتفق على الأسئلة الأساسية.

ما هو الهدف من تجمعنا كأسرة؟ ما هي الأمور الهامة بالنسبة لنا؟ أي نوع من العلاقة الأسرية نريد؟ ما الذي يجعل كلاً منا فخوراً عندما يدعو أصدقاءه لزيارة هذه الأسرة؟

وأخيراً قدمنا الفقرة التالية كصياغة للرسالة العائلية لأسرتنا:

إن رسالة أسرتنا هي: أن نوجد مكاناً ينمو فيه النظام، والحقيقة، والعقيدة، والحب، والسعادة، والاسترخاء. وأن تقدم الأسرة، لكل عضو فيها، الفرصة لأن يكون مسئولاً، مستقلاً، فعلاً، عند تفاعله مع غيره، حتى نخدم هدفاً أسمى لمجتمعنا. لقد ساهمت والدتي في هذه الصياغة، وكذلك ساهم أبنائي الذين أصبح لهم أبناء. وهكذا فقد نجحنا في صياغة لهذه الرسالة عبر أكثر من جيل، بشكل يوجد التواصل بين هذه الأجيال. لقد كتبناها، وعلقناها على الحائط. وبين الحين والآخر نختبر أنفسنا طبقاً لهذه الرسالة، وعندما نجد انحرافاً عن الاتجاه الصحيح، أو نقطة من نقاط الضعف، نعود إلى هذه الرسالة للتصحيح. فهذه الرسالة تضمن تركيزنا المستمر على ما يمكننا أن نكونه حالياً، ومستقبلاً.الرؤية المشتركة تصبح الدستور، والمعيار لعملية اتخاذ القرارات داخل المجموعة. إنها تصهر الجميع سوياً، وتعطيهم الشعور بالتوحد، والهدف المشترك الذي يمنح الجميع القوة عند مواجهة التحديات.

ذكر أحدهم لي هذه القصة:

بعد أن كتبت رسالتي الشخصية بفترة وجيزة، كنت أفكر في دوري كأب، وتساءلت ما هي الأشياء التي أود أن يذكرها أبنائي عني بعد رحيلي. ولذلك عند تخطيطنا للعطلة الصيفية، حاولت تطبيق مبدأ الرؤية المشتركة داخل أسرتي: لقد جمعت الأسرة لوضع صياغة لرسالتها خلال تلك العطلة. وأطلقنا على الأسرة خلال هذه العطلة وصف "فريقSmith". وهو الوصف الذي استخدمناه خلال تلك المرحلة.

كل منا كان له الدور الذي يساهم به في بناء هذا الفريق. ابنتي البالغة من العمر ست سنوات اختارت مهمة الترفيه عن المجموعة، خاصة عندما تنشب مناقشة، أو خلاف بين أفراد المجموعة. وكان هتافها الدائم "أيها الفريق كلما اتحدنا تصعب هزيمتنا!" فسرعان ما ننضم إليها في هذا الهتاف، وكان لذلك دوره الكبير في اختفاء المشاعر السيئة، بسرعة، والتي قد تنشأ بين الحين والآخر. كنا جميعاً نرتدي نفس القمصان. وفي إحدى المحطات التي توقفنا فيها هتف عامل المحطة بعد أن لاحظ القمصان الموحدة "ما هذا كأنكم فريق كرة!! لحظتها شعرنا بتماسك غريب، وروح معنوية عالية. وعندما عدنا إلى السيارة فتحنا نوافذها، ورفعنا صوت الراديو، وساح الآيس كريم في المقعد الخلفي، لقد كنا بالفعل أسرة!!

بعد ثلاثة أشهر من تلك الإجازة، أصيب ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات بمرض من أمراض الدم، وكان ذلك كافياً لأن يضع الأسرة كلها في امتحان حقيقي. ولكن الغريب أنه ما من مرة أخذنا هذا الابن للعلاج في المستشفى إلا طلب منا أن يلبس القميص نفسه الذي كنا نرتديه في الرحلة. ومع تكرار زياراته المستشفى أصبح هذا القميص مليئاً ببقع الدم والدموع.عندما تماثل هذا الابن للشفاء وعاد إلى البت معافى كنا جميعاً نرتدي تلك القمصان تحية له، لقد أردنا أن تدوم بيننا هذه المشاعر المشتركة التي بنيناها خلال تلك الرحلة. لقد كانت الروح التي سادت "فريقSmith" هي السر وراء اجتياز أكبر المحن التي واجهت الأسرة يوماً ما.

إن قوة الرؤية المشتركة تحقق مستوى أعلى من جودة الحياة في الأسرة، أو في المنظمة، أو في أي موقع تعمل فيه مع الآخرين، حيث يتحول كل منا إلى عضو فاعل في مجموع كبير. هنا يمكننا أن نعيش، ونتعلم، ونحب، ونترك آثاراً خالدة كمجموعنا.







المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر:2000
رقم الطبعة:الأولى
رقم الصفحة:324-326
كلمات مفتاحية:القرارات المشتركة – الرؤية الموحدة – دور الوعي واللاوعي في تحديد الرؤية المشتركة – الأهداف المشتركة – العمل كفريق – التفاعل الإيجابي – تركيز الطاقات – المواهب – القدرات – الإدارة الذاتية
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=109