ويكتسب توازن عنصري الإنتاج / القدرة على الإنتاج " أهمية خاصة حال تطبيقه على الوسائل البشرية لمؤسسة ما – أي الزبائن والموظفين.

كان أحد المطاعم قد اشتهر بتقديم وجبة من حساء السمك ذات مذاق رائع، وكان يغص بالمترددين عليه يومياً وقت الغذاء، واشترى المطعم مستثمر جديد ركز على البيضة الذهبية – فقد قرر أن يزيد من كمية الماء في الحساء، وفي غضون حوالي شهر واحد، مع انخفاض التكلفة وثبات الدخل، بدأ الزبائن في النقصان، لقد ضاعت الثقة، وبدأ تردي المطعم حتى درجة الصفر، وحاول المالك الجديد إصلاح الأمر دون جدوى، فقد سبق له إهمال الزبائن، وانتهاك ثقتهم مما أفقده عنصر القدرة على الإنتاج وارتباطهم به، وهكذا فلم تعد هناك اوزة تبيض ذهباً، وهنالك من المؤسسات ما لا يمل الحديث عن الزبون – وهم موظفون. إن مبدأ " القدرة على الإنتاج "هو" انه عليك دائماً بمعاملة موظفيك تماماً مثلما تريد منهم أن يعاملوا أفضل زبائنك ".

إنك تستطيع أن "تشتري" يداً عاملة غير أنك لا تستطيع أن "تشتري" قلبه. إن قلبه هو مناط حماسه، ومقر إخلاصه إنك تستطيع أن "تشتري" جهده ولكنك لا تستطيع أن تشتري عقله. ففي عقله يكمن إبداعه، وبراعته، وذخيرته التي لا تنضب.



إن لب "القدرة على الإنتاج" كان يكمن في معاملة الموظفين كمتطوعين تماماً بمثل معاملة الزبائن كمتطوعين، لأنهم حقاً كذلك. إنهم يتطوعون بأفضل ما لديهم – قلوبهم وعقولهم.

كنت ذات مرة مع مجموعة من الأشخاص حيث سال احدهم "كيف تطور موظفيك الكسالى وغير الأكفاء"؟ وبادر واحد من المجموعة بالإجابة "أقذفهم بالقنابل اليدوية". وقد انتهج العديدون لهذا النهج البتار في الإشراف الإداري أي "أصلحهم أو أغرقهم".

غير أن شخصاً آخر من المجموعة وجه سؤالاً "من سيجمع الأشلاء"؟ "ليس هناك أشلاء" أجاب الشخص الآخر "لماذا تتعامل كذلك مع زبائنك"

قل لهم إذا لم تكونوا راغبين في شراء بضاعتي، فغادروا هذا المكان فوراً؟

جاء التعقيب، "إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك مع الزبائن".

"حسناً! فكيف يستقيم الأمر نفسه مع الموظفين إذاً؟"

"لأنهم يعملون في خدمتك!!

"هكذا! هل يخلص لك موظفوك؟ هل يعلمون بكد وجد؟ ما مدى ترك العمل؟!!

"هل تسخر مني؟ من العسير أن تعثر على أناس أكفاء هذه الأيام. هناك الكثير من ترك العمل، والتغييب، والعمل بوظيفة أخرى. لقد أصبح الناس غير مبالين بشيء".

إن هذا التركيز على البيضات الذهبية – هذا التوجه، هذا التصور الذهني – غير ملائم البتة لاستثمار الطاقات الجبارة لقلب وعقل إنسان آخر. إن تحقيق إنجاز جوهري في فترة وجيزة أمر مهم بلا شك، غير أنه ليس أهم شيء كلية.







المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة:81-83
كلمات مفتاحية: الإهتمام بالموارد البشرية – إدارة – قيادة – توازن عنصر الإنتاج والمقدرة على الإنتاج
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=120