مدربون معتمدون
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 36
شركة جونسون آند جونسون وأزمة التايلانول -1
في أحد أيام الخريف عام 1982 ولأسباب غير معروفة، قامت جهة مجهولة باستبدال صندوق من دواء التايلانول، المعالج للصداع وخفض الحرارة بصندوق آخر يحتوي على كبسولات التايلانول المعبئة بمادة سايانايد السامة. وقاموا بوضعها على رفوف البيع في ستة محلات سوبر ماركت في مدينة شيكاغو. ما أدى إلى قتل مجموعة من الأشخاص نتيجة لتناولهم هذه المادة. وفجأة وجدت شركة جونسون آند جونسون نفسها في موقف حرج يتطلب منها ان تشرح للعالم السبب الذي أدى بدوائها ذي السمعة العالمية إلى قتل الناس. بدأت القصة عندما دخل أحد المساعدين إلى مكتب المدير السيد نفن ليروي له قصة مكالمة هاتفية غريبة تلقاها من أحد مراسلي صحيفة شيكاغو تربيون طرح خلالها المراسل عددا من الأسئلة حول الشركة جونسون وشركة ماكنيل التي تقوم بصناعة دواء التايلانول ضمن الشركة الأم جونسون.
قام نفن بالحال بالاتصال هاتفيا مع المراسل طالبا منه تفسيرا لمكالمته الهاتفية مع مساعده، وكان الجواب:
إن المراسل يقوم بالتحقيق في شكوك بأن علاقة ما تربط مادة التايلانول بموت عدد من الأشخاص في منطقة شيكاغو خلال الساعات القليلة الماضية، وأن الأطباء في المستشفيات التي استقبلت هؤلاء الأشخاص يقولون إن جميع الأشخاص الذين توفوا كانوا قد تناولوا دواء التايلانول مباشرة قبل وفاتهم. وقام نفن على الفور بإبلاغ مديره المباشر الذي اتصل هاتفيا بالمدير العام رئيس مجلس إدارة الشركة السيد بيرك وأبلغه الأخبار. أما السيد دايفد كولنز مدير عام شركة ماكنيل ونائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لإدارة شركة جونسون آند جونسون فقد اضطر إلى إنهاء مكالمة هاتفية بشكل مفاجئ بناء على طلب المدير العام الذي أرسل في طلبه على الفور هو وكبار مديري الشركة.
السيد بيرك المدير العام ورئيس مجلس الإدارة بدأ بالحديث قبل أن يكتمل جلوس المديرين وأبلغهم بالأخبار التي سمعها، وسادت مكتبه حالة من الذهول وأصيب السيد كولنز بصدمة أفقدته توازنه. كان السيد بيرك شخصية أعمال معروفة بقدرتها الفذة على التعامل مع الأوضاع الطارئة، لذلك لم يضع الوقت الثمين في اللحظات الحرجة التي تواجهها الشركة. فقد أبلغ كل من نفن وكولنز بأنه قد أمر بوضع طائرة عمودية تحت تصرفهما للذهاب إلى مصنع التايلانول الواقع في مدينة فورت واشنغتون في ولاية بنسلفانيا المجاورة. وأبلغ المديرين أن السيد كولنز هو المسؤول عن إدارة هذه الأزمة.
وكان العمل الأول الذي قام به كولنز هو الاتصال مع محام يعرفه السيد كولنز جيدا وكلفه أن يبذل ما يستطيع لتجميع كل المعلومات الطبية والعلمية حول الحادث من المستشفيات التي أدخل إليها الضحايا ومن مراكز الشرطة..إلى آخره. وأقلعت بهما الطائرة العامودية إلى موقع المصنع، وأثناء الرحلة قام السيد كولنز بوضع قائمة بأولويات التعامل مع الأزمة:
إيقاف عملية الموت الناتجة عن تناول أدوية التايلانول.
إيجاد السبب.
تقديم المساعدات السريعة لعائلات الضحايا، وكان السيد كولنز قد حدد الاحتمالات المختلفة أو السيناريوهات المحتملة لمصادر التسمم:
- داخلي، خطأ في إحدى المكائن في المصنع أدى إلى منتج رديء.
- خارجي، شخص ما لسبب ما أراد أن ينتقم من الشركة.
في غضون ساعات أخذت الأخبار تنتشر عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وانتشرت حالة من الهلع والرعب. لا أحد يعلم بالضبط ما الذي يحدث، الشيء الوحيد المعروف أن دواء التايلانول أدى إلى حالات من التسمم وأن ذلك أدى إلى وفيات.
التوثيق: مجلة قضايا إدارية، السنة الثانية، العدد (31)، تاريخ 5 آب 2006، مركز الدراسات التسويقية والإدارية، صـ2.
الكلمات المفتاحية: إدارة الأزمات، وضع الأولويات، اعتبار جميع العوامل، إعلام.
أرسل بواسطة: شادي علوش
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=668
التعديل الأخير تم بواسطة شادي علوش ; 05-Mar-2009 الساعة 06:57 PM
المفضلات