يواجه معظم الآباء مشاكل متعلقة بعدم قدرة أطفالهم على السيطرة على أنفسهم، حيث أنّ أكثر ما يحرج الأهل هو طريقة تصرف أطفالهم في الأماكن العامة، كإلقاء أنفسهم على الارض في السوق أو في اجتماع للعائلة.


ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن أهم المهارات التي يجب التركيز عليها في تربية الطفل هي مهارة ضبط النفس، فهي أكثر المهارات تأثيراً في نجاح الأطفال في المستقبل، إذ أن تحكم الطفل بمشاعره وسلوكه من أبرز التحديات التي تواجهه، لذلك ينصح الخبراء أن يطوّر الأهل مجموعة من التقنيات التي يمكن أن يستعملها الطفل لتحسين قدرته على ضبط النفس.

وجد الباحثون أن مهارة ضبط النفس عند الأطفال أثبتت فاعليتها في ظروف مختلفة، فهي تساعده في التحكم في المواقف التي تسودها الظروف الضاغطة، الغضب والإحباط.


لذلك يجب عليكِ أن تركزي في تربيتك على أن يتحمل طفلك مسؤولية سلوكه وتعزيز مهارة ضبط النفس في مختلف الظروف، فالطفل ينزعج وينفعل بسرعة، لذا عليكِ أن تكوني متفهمة وتساعديه أيضاً في تحقيق ضبط النفس، كما عليكِ أن تعرفي أنه مهما حاولت أن تعلّمي طفلك ضبط النفس، فسوف تمرّ أوقات ينسى فيها كل ما علّمته إياه، فلا تقلقي فهذه هفوات طبيعية تحدث بين حين وآخر.


وهنا بعض الطرق التي تساعد الطفل في ضبط النفس.

الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السنتين


من الطبيعي أن يصاب الطفل الصغير في عمر أقل من سنتين بالإحباط لوجود فرق كبير بين الأشياء التي يريد أن يفعلها والأشياء التي يستطيع القيام بها، وفي هذه الحالة يصاب بنوبة غضب، ولمنع حدوث مثل هذه النوبات حاولي تشتيت الطفل بإستخدام الألعاب أو أي نشاط آخر، في عمر السنتين يمكنك وضع طفلك في مكان معين كأن تجلسيه على كرسي في المطبخ أو أن يجلس في أحد زوايا الغرفة، ولا يتحرك منه حتى يهدأ، ليدرك عاقبة نوبات الغضب ويتعلم أنّه من الأفضل له أن يقضي وقتا قليلاً وحده بدلاً من الإنفجار غاضباً.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 3-5 سنوات


بإمكانك الإستمرار في أستخدام أسلوب العقاب، ولكن عوضاً عن تحديد وقت لإنتهائه، انتظري الطفل حتى يهدأ ثمّ أنهي العقاب، فهذا الأسلوب سيعلّم الطفل السيطرة على النفس ولا تنسي مدح الطفل عندما يستطيع السيطرة على نفسه في الأوقات الصعبة.


الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6-9 سنوات


في الوقت الذي يدخل الأطفال فيه إلى المدرسة، تبدأ تتوضح الرؤية لديهم، فيدركون بأنّهم مسؤولين عن تصرفاتهم كلّها سواء الجيدة منها أو السيئة، ومما يساعد الطفل على ضبط نفسه خلال تلك الفترة هو تخيل عواقب ردود أفعاله في حال أنّه أقدم على قول أو فعل أي شيء سيء، لذا فإنّ دور الأهل والمدرسة مهم خلال تلك الفترة، ومن الطرق الجيدة لتطوير قدرة الطفل على ضبط النفس هي تعليمه المشي لعدة دقائق عند التعرض لمواقف قد تجعله يتصرف تصرفاً غير لائق.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 10-12 سنة


يصبح الأطفال أكثر تفهماً لمشاعرهم في هذه الفترة، حيث أنّهم يفكرون بالأشياء التي تجعلهم يفقدون السيطرة ومن ثمّ يحللونها، لذا على الأهل استغلال قدرة أطفالهم على تحليل المواقف من خلال تشجيعهم على التفكير كثيراً قبل الإقدام على قول أو فعل أي شيء.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 13-17 سنة


يصبح الأطفال في هذه الأعمار قادرين على السيطرة على تصرفاتهم أكثر من أي وقت مضى ولكن كما نعلم جميعنا، تعتبر مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان، فهي من الفترات التي يشعر خلالها الشخص بأن الجميع ضدّه، لهذا يلجأ إلى الصراخ وغلق الأبواب بقوّة في المواقف التي يواجهها، لذا يجب تعليم المراهق طرق ضبط النفس من خلال فهم المواقف قبل إصدار الأحكام المسبقة.

عندما يفقد الطفل السيطرة على نفسه


أولاً وقبل كل شيء، يجب ألا يلجأ الأهل للسلوك العنيف مثل: الضرب والصراخ وقذف الأشياء ووصف الطفل بصفات لن تحد من سلوكه السيء بأي حال من الأحوال، لأن ذلك سيعطيه أمثلة على سلوكيات جديدة لتجربتها ويصبح أكثر غضباً، بل يجب إعطاء المثال الحسن في ضبط النفس، مما سيجعله أكثر قناعة بقدرته على ضبط نفسه.

أما إذا وجد الأهل مشكلة في ذلك، فيجب أن يحددوا الأفكار التي تغضبهم، فربما يستفزهم الطفل في كل مرة يتجاهل ما يقولونه ويشن حربا ضدهم، لذلك وجب أن يذّكر الأهل أنفسهم بأن معظم الأطفال لا يتقيدون بالتعليمات من وقت لآخر، فهم يؤكدون استقلالهم (وهذا جزء من عملية النضج) أو ربما يكونون مشتتين بسبب وجود ما يلفت نظرهم.


ويجب أن يأخذ الوالدين نفساً عميقاً مع العد للعشرة وإقناع النفس بأن الأمر ليس معركة مع الطفل وأن الغضب ليس الحل الوحيد، فالمطلوب تعليم الطفل التمييز وفهم مشاعره وقيادته نحو سبل مقبولة للتعبير عن الغضب والخوف وخيبة الأمل.


============================================