للصيام فوائد صحية عديدة، فالصيام بمجملهِ صحة جسمانية وتربية للنفس على الالتزام وضبط الغرائز، ويعدُّ رمضان فرصة رائعة لراحة النفس وراحة الجسم، وهو عبادة عظيمة أمرنا الله بها وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعطائها قدرها العظيم من أجل إصلاح النفوس والأجسام.


حول صيام الطفل وكيفية تمتعه بالصحة أثناء الصيام يقول الدكتور محمد صفوان موصللي اختصاصي طب الأطفال والرضع في دبي أن الصيام يعزز صحة وبنية الأطفال ويضيف قائلاً:


لا يوجد موانع طبية للصيام إلا في حال كون الطفل مصاباً بسوء تغذية شديد أو نقص شديد في الوزن لأسباب طبية، وفي حال إصابة الطفل بأمراض مزمنة كسكري الأطفال واضطرابات المناعة الشديدة أو اللوكيميا والأمراض السرطانية المشابهة والفشل الكلوي والترفع الحروري الحاد، أو في حال إصابته بأمراض حادة عابرة كالإلتهابات الشديدة وخلافه، ويجب أن تتم استشارة الطبيب لإعطاء المشورة الصحيحة.


وفي حال صيام الطفل وتعرضه خلال يوم الصيام لمرض حاد كالالتهابات التنفسية الحادة أو الإسهال والنزلات المعوية وحالات الهبوط الشديدة والتي تتجلى بتعرق شديد وفقدان الوعي أو الإحساس بالدواخ الشديد، فإنه يجب استشارة الطبيب بالعيادة أو عن طريق الهاتف لأخذ المشورة وتحديد إمكانية إفطار الطفل (أو دعنا نقول الشاب الصغير ذو السنوات العشر)، أما في حال الأطفال الأصغر فيمكن تعويد الطفل على الصيام بالتدريج حتى يصلب عودهم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


يجب أن نُشعر أطفالنا بأهمية الصيام وبأنهم يكسبون مرضاة الله تعالى، وهو علاج هام لهم وبشكل خاص في حالات السمنة و الترهل وهي تشاهد بأكثر من 20% من أطفالنا هذه الأيام.


وقد يظن البعض أن الصيام للأطفال فوق سن ( 8 _ 10 ) سنوات (كما أمرتنا الشريعة الإسلامية) قد يضعف أجسامهم حيث يتم الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، وهذا غير دقيق علمياً، حيث يقوم الجسم بحرق المخزون الزائد من الدهون وتحويلها إلى الطاقة المطلوبة للجسم، "وهذه الأعراض التي تحصل في الأيام الأولى من الصيام كالإحساس بالوهن والضعف وخصوصاً عند ساعات الظهيرة نتيجة نقص سكر الدم في الجسم الناجم عن نقص الاستهلاك الجزئي للسكر المخزون في الكبد والمواد الدسمة المختزنة في الأماكن الأخرى في الجسم كالطبقة الدهنية تحت الجلد"، ولكن هذه الأعراض تخف بعد أيام عدة من الصوم ويأخذ الجسم حاجته من الطاقة من خلال حرق هذه الدهون وتحويلها إلى سكر.