عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تحفز نفسك ؟
أن تبقي نفسك في درجة عالية من الشعور بالتحفيز الذاتي هو كفاح دائم – فدوافعنا الذاتية تقابل بشكل مستمر بالكثير من الأفكار السلبية والقلق بشأن المستقبل. وجميعنا يواجه لحظات من الشك والإكتئاب. غير أن ما يفصل الأشخاص الناجحين عن غيرهم من الناس هو قدرتهم على التغلب على لحظات الضعف الذاتي ومواصلة المضي قدما. ولا بد أن نعلم أنه ليس هناك حلول بسيطة لمعالجة الإفتقار إلى الحافز الذاتي. وحتى بعد الإنتصار على النفس والمضي قدما في تحقيق الأهداف، نجد أن مشكلة الإفتقار إلى الحافز الذاتي تعود مجددا مع أول بادرة للفشل. إن مفتاح النجاح هو أن تفهم أفكارك وكيف تؤثر هذه الأفكار على مشاعرك وبالتالي على تصرفاتك. ومن خلال تعلم كيفية تعزيز الأفكار المحفزة، وتحييد الأفكار السلبية، والتركيز على العمل الذي تقوم به، تستطيع أن تسحب نفسك من مرحلة النكوص قبل أن تتفاقم.
أسباب فقدان الحافز الذاتي
هناك ثلاث أسباب رئيسية لفقدان الحافز الذاتي:
1- انعدام الثقة بالنفس – إذا كنت لا تملك القناعة بقدرتك على النجاح، فما هي الفائدة من المحاولة؟
2- انعدام التركيز – إذا كنت لا تعرف الهدف الذي ترغب بتحقيقه، فهل هناك ما ترغب بتحقيقه فعلا؟
3- عدم وجود خطة محددة – إذا كنت لا تعرف مالذي يجب عليك فعله، فكيف سيكون لديك الدافع لفعله؟
كيف تعزز الثقة بالنفس
إن انعدام الثقة بالنفس هو أول سبب يقضى على الحافز الذاتي. وعندما ينتاب الشخص مثل هذا الشعور يكون السبب عادة هو تركيزه بشكل كلي على ما يريد الوصول إليه وتجاهله لكل ما يقوم به فعليا. فعندما ينحصر تفكيرك بما تريد تحقيقه فقط، فإن الذهن يقوم بوضع التفاصيل حول لماذا لا تستطيع الحصول عليه وبالتالي يولد لديك الكثير من الأفكار السلبية. كإخفاقات الماضي، والفترات السيئة التي عايشتها، وتبدأ مشاعر الضعف الشخصي بالهيمنة على عقلك. وتشعر عندها بالغيرة من منافسيك وتبدأ في اختلاق الأعذار حول أسباب عدم نجاحك. في هذه الحالة أنت تقدم انطباعا سيئا، وتفترض الأسوء في الآخرين و تفقد الثقة بنفسك.
والطريقة المثلى التي تستطيع من خلالها الخروج من هذا النمط من التفكير السلبي هو أن تركز على مشاعر الشكر والإمتنان. خصص وقتا تركز فيه على جميع الأمور الإيجابية في حياتك. وقم بوضع قائمة في ذهنك لنقاط القوة التي تتمتع بها، والنجاحات السابقة التي حققتها، والمميزات التي تتمتع بها حاليا. ونحن للأسف عادة ما نميل إلى النظر إلى نقاط القوة لدينا على أنها أمر اعتيادي في الوقت الذي نسهب فيه في الحديث عن إخفاقاتنا. على أنه وبمجرد أن تسعى لكي تُشعر نفسك بالإمتنان لما تملكه من قدرات، سترى أنك تتمتع بالكفاءة والنجاح بشكل فعلي. وذلك سيجدد ثقتك بنفسك ويدفعك إلى تعزيز نجاحاتك الحالية.
وقد يبدو غريبا أن يكون مجرد تكرار الأمور التي تعرفها فعليا في ذهنك سببا في تغير نمط تفكيرك، ولكنها طريقة فعالة بدرجة مذهلة. ذلك أن العقل عادة ما يقوم بتشويه الواقع حتى يؤكد ما يرغب بتصديقه. وكلما فكرت بطريقة سلبية، كلما قام عقلك بإعطائك الكثير من الأمثلة السلبية حتى يؤكد هذا الإعتقاد بداخلك. وعندما تعتقد بشكل جدي أنك تستحق النجاح، سيقوم عقلك بإيجاد الوسائل التي تساعدك على تحقيقه. والطريقة المثلى لتحقيق النجاح لنفسك هو بأن توجد لديك الرغبة الحقيقية لتقديم قيمة فعلية للعالم من حولك.
التركيز على هدف ملموس
السبب الثاني الذي يقضى على الحافز الذاتي هو انعدام التركيز. دعنا نسألك سؤالا: كم هي المرات التي كنت تركز فيها على الشيء الذي لا تريده، بدلا من التركيز على هدف محدد ترغب بتحقيقه؟ نحن عادة ما نفكر بدافع من الخوف. فتتبادر إلى أذهاننا الكثير من المخاوف مثل: أخاف أن أصبح فقيرا! أخاف ألا يحترمني الآخرون ! أخاف أن أصبح وحيدا ! والمشكلة في هذا النوع من التفكير هو أن المخاوف وحدها ليست عملا. فنجد أننا بدلا من القيام بعمل ما تجاه تلك المخاوف التي نشعر بها، فإن هذه المخاوف تغذي نفسها وتستنزف طاقتنا والحافز الذاتي لدينا. لذا
عندما تشعر أنك قد انشغلت بالتفكير القائم على المخاوف، فإن الخطوة الأولى التي عليك أن تقوم بها هي أن تركز طاقتك تجاه هدف محدد بشكل دقيق. وبمجرد أن تضع لنفسك هدفا محددا ، ستجد أنك تقوم تلقائيا بتحديد مجموعة من الإجراءات العملية. فإذا كنت تشعر بخوف من الفقر، قم بعمل خطة لزيادة دخلك. قد يكون ذلك بأن تعود للدراسة ،أو تقوم بالبحث عن وظيفة تعطي راتبا أعلى أوتقوم بإنشاء موقع ألكتروني يدر عليك دخلا. إذا مفتاح النجاح هو الإنتقال من الرغبة غير الملموسة إلى خطوات ملموسة محددة و قابلة للقياس.
وعندما تركز تفكيرك على هدف إيجابي بدلا من مشاعر الخوف الغامضة، فإنك تضع عقلك في موضع العمل. فيبدأ على الفور بوضع خطة للنجاح. وبدلا من المخاوف التي تنتابك من المستقبل فإنك تبدأ بعمل شيء تجاه المستقبل. وهذه هي الخطوة الأولى كي تقوم بتحفيز نفسك على العمل. عندما تعرف ما تريد، يصبح لديك الحافز كي تقوم باتخاذ الإجراءات للوصول إلى ما تريد.
وضع الخطة
النقطة الأخيرة في ثلاثية التحفيز هي وضع الخطة. فإذا كان التركيز يعني أن يكون لديك هدف نهائي، فإن الخطة تعني أن يكون لديك استراتيجية يومية مفصلة لتحقيق ذلك الهدف. إن عدم وجود خطة يقضي على الحافز الذاتي لأنه وبدون خطة عمل واضحة فإن الشخص عادة ما يستسلم للتسويف. مثال ذلك أن يرغب شخص بإنشاء مدونة ذات شعبية مرتفعة، ومع ذلك تجده يقضى أكثر الوقت في القراءة عن التدوين بدلا من من البدء فعليا في كتابة المقالات للمدونة التي يرغب في إنشاءها.
ومفتاح النجاح في وضع الخطة هو تحديد الأنشطة التي ستقودك إلى النجاح في تحقيق الهدف الذي وضعته. فلكل هدف مجموعة من الأنشطة التي تساعد على تحقيقه ومجموعة أخرى من الأنشطة التي قد لا تساعد على ذلك. ضع قائمة بجميع الأنشطة التي تقوم بها ورتبها حسب نتائج كل نشاط. ثم قم بوضع خطة عملية تركز فيها على تلك الأنشطة التي تعود عليك بنتائج كبيرة. وللتوضيح بشكل أكبر دعنا نكمل المثال الذي ذكرناه في الأعلى ، قد يكون شكل قائمة الأنشطة التي يضعها المدون كالتالي:
شكل قائمة الأنشطة
1- كتابة محتويات المدونة
2- البحث في الموضوعات ذات الصلة
3- التواصل مع مدونين آخرين
4- تصميم الموقع ومواضع الإعلانات
5- الإجابة على التعليقات والرد على البريد الإلكتروني
6- قراءة مدونات أخرى
إن تركيزك على المهام ذات الأهمية القصوى سيوجه طاقتك نحو النجاح. وبدون وجود خطة تذكرك باستمرار بالأمور الرئيسية والمهمة ، فإنه من السهل جدا أن يضيع يومك في أمور ثانوية مثل قراءة ملخصات المواقع والمدونات الأخرى ، وقراءة البريد الإلكتروني وتصفح المواقع بشكل عشوائي. وإذا شعرت أن الحافز الذاتي لديك قد بدأ بالإنحسار، قم باستعادته عن طريق وضع خطة من خطوتين. الخطوة الأولى أن تقوم بأداء مهمة صغيرة تكون قادرا على القيام بها بشكل فعال. في حين يجب أن تكون الخطوة الثانية هدفا طويل الأجل تسعى لتحقيقه. ثم بادر سريعا بالقيام بالمهمة االصغيرة لأن ذلك سيخلق لديك قوة دافعة إيجابية. وقم بعدها بأخذ الخطوة الأولى نحو تحقيق الهدف طويل الأجل. وتأكد أن قيامك بذلك بشكل دوري سيكون له تأثير كبير في الخروج من حالة الركود التي قد تصيبك، وتساعد على خلق الدعم الإيجابي، وتضمن استمرار العمل بالخطط طويلة الأجل.
ومع ذلك عليك أن تعلم أنه ليس هناك مفر من مواجهة فترات من الفتور في الطاقة، وسوء الحظ، وحتى الفشل في بعض الأحيان. فإذا لم تقم بتدريب ذهنك، فإن مثل هذه المعوقات الثانوية من الممكن أن تتزايد وتكبر بحيث تستحوذ على كامل تفكيرك. عندما تكون على أهبة الإستعداد لمواجهة العناصر الثلاث التي تقضى على الحافز الذاتي يمكنك عندها الحفاظ على درجة عالية من الطاقة الدافعة والشحن الذاتي والإصرار على النجاح.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
المفضلات