عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 0
إدارة - تقييم الأدوار في بيئة العمل وأهمية دور القيادة في فريق العمل
لقد استخدمت هذه المرأة جميع الملكات الإنسانية الفريدة لتجدد حياتها مرة أخرى حاول أن تلاحظ كيف ارتقى إدراكها الذاتي، وكيف استفتت خيالها و ضميرها، ومارست إرادتها المستقلة لتعيد اكتشاف حياتها و تجددها لقد كنت في السادسة و الأربعين من عمري، حين أصيب زوجي "جوردون" بمرض السرطان، وعلى الفور –ودونما أي تردد- تقاعدت من عملي مبكراً لرعايته، ورغم أن وفاته بعد مرور ثمانية عشر عاماً كانت أمراً متوقعاً إلا أنني شعرت بحزن بالغ بعدها، فلم أقم حتى بتزيين المنزل في أول عيد ميلاد يمر عليّ بدونه. لقد تملكني الحزن على أحلامنا التي لم تتحقق، و أحفادنا الذين لن نتمكن أبداً من رؤيتهم أو معانقتهم، وكنت أعكف على التحدث إليه فقط لأذكّر نفسي أنه ليس معي، ولقد طغى الحزن على كل جوانب روحي، فما زلت في الثامنة والأربعين من عمري ولكن بدون أي دافع أو هدف للحياة، إلا أنه بقي سؤال طالما حيرني خلال فترة حزني وهو:" لماذا اختار الله جوردون" ليموت ولم يخترني أنا ؟" فقد كنت أشعر أن لديه ما يقدّمه إلى هذا العالم أكثر مني.
وأثناء تلك المرحلة العصيبة من حياتي التي كنت خلالها منهكة للغاية جسدياً وذهنياً ونفسياً إلتقيت بالعادات السبع، وبعدها سألت نفسي قائلة: "لو أن وجودي في تلك الحياة لسبب ما، فماذا يفترض أن يكون هذا السبب ؟" لقد انبعث بداخلي دافع قوي للبحث عن مغزى أو هدف جديد لحياتي، حيث كان من المهم البداية والمنال في ذهني، ومن الضروري تحديد أدوار حياتي ، ولذلك قمت برسم خريطة تتضمن أدواري التي اعتدت على القيام بها قبل وفاة "جوردون" ثم رسمت خريطة أخرى تركت فيها فراغاً كبيراً في المكان المخصص للعمل ومهام الزوجة، لقد أكد لي ذلك الفراغ الكبير في تلك الخريطة أن حياتي تغيرت تماماً، وحينئذ قمت برسم علامة استفهام كبيرة داخل ذلك الفراغ، وظلت مستقرة في مكانها تنظر إليّ كما لو كانت تسألني قائلة : "ما هي أدوارك المستقبلية؟"
وفي تلك اللحظة خطرت ببالي فكرة أن كل الأشياء توجد على مرحلتين، أولا المرحلة الذهنية ثم تليها المرحلة الحسية، واضطررت لكتابة خريطة توضيحية جديدة وسألت نفسي قائلة: "ما هي المواهب التي أمتلكها؟" ولذلك قمت بخوض اختبار الأهلية لتحديد العمل الملائم لي، والذي بين لي أهم ثلاث مواهب أمتلكها، ولإضفاء نوع من التوازن في حياتي قمت بتركيز اهتمامي على كافة الأبعاد الأربعة: فعلى المستوى الفكري أدركت أنني أعشق التدريس، أما على المستوى الروحي والاجتماعي فقد وجدت في نفسي رغبة لمواصلة دعم التآلف العنصري الذي حاولنا تحقيقه من خلال زواجنا الجامع بين عنصرين مختلفين، أما على المستوى العاطفي فقد أدركت أنني في حاجة لبذل الحب. عندما كانت والدتي على قيد الحياة اعتادت على رعاية الأطفال المرضى في المستشفيات، واستكمالاً لمسيرة عطائها وحنانها قررت أن أقوم برعاية و مواساة هؤلاء الأطفال.
لقد كنت خائفة من الفشل فلم أقم مطلقاً طوال حياتي الماضية بشيء سوى العمل بمؤسسة رعاية متضرري الحرب، ولكني قلت في نفسي إنه لا مانع من تجربة القيام بأشياء مختلفة كتجربة ارتداء قبعات مختلفة، فلو لم يرقني التدريس لفصل دراسي بعد تجربته، فلست مضطرة للاستمرار فيه، وإذا لم تناسبني قبعة التآلف العنصري فلا بأس من خلعها و تجربة شيء آخر.
وبالفعل بدأت حياتي الجديدة بالعودة مرة أخرى إلى الجامعة، للحصول على درجة الماجستير حتى يتسنى لي التدريس بالجامعة، وكالعادة فإن الدراسات العليا صعبة ومجهدة ولكنها في سن الثامنة والأربعين تكون حقاً أمراً شاقاً للغاية. لقد اعتدت على تقديم المستندات إلى سكرتيرتي لتتولى طباعتها على الآلة الكاتبة بدلاً مني، لدرجة أني استغرقت فصلاً دراسياً كاملاً لأتعلم كيفية القيام بطباعة أوراقي الخاصة على الحاسب الآلي، ولم يزل تركيزي ضعيفاً ‘لى حدٍ ما من جراء تأثري لوفاة جوردن، حيث كان من الصعب عليّ ضبط نفسي وتعويدها على قراءة شيء يلزمني به شخص آخر، ولذلك قمت بمحض إرادتي بالتضحية بمشاهدة التلفاز و بعض مظاهر التسلية الأخرى
فقد أدركت أنني في حاجة إلى الإقلاع عن تلك الأشياء إذا ما أردت تحقيق هدفي الذي خططت له ( إبدأ بالأهم قبل المهم ) وبالفعل أتممت دراستي بالجامعة بمتوسط الدرجات وبدأت بالتدريس بجامعة عريقة للسود في مدينة ليتل روك وتم اختياري من قبل عمدتها للعمل بلجنة "مارتن لوثر كينج" لتحسين العلاقات بين الأجناس المختلفة بولاية أركنساس كما قمت أيضاً بزيارة الرضع والأطفال المصابين بالإيدز، حيث يضعون أجهزة التنفس الصناعي، ورغم قصر الوقت الذي كنت أقضيه معهم، إلا أنني أدركت أن ذلك يخفف من آلامهم، ويمنحني في المقابل حبهم الذي جعلني أهنأ براحة البال و الطمأنينة.
والآن أصبحت حياتي هانئة للغاية، ويمكنني أن أستشعر صورة زوجي يبتسم إليّ في تلك اللحظة، حيث كان يخبرني مراراً قبل وفاته برغبته في أن أحظى بحياة تفيض بالمرح و الذكريات السعيدة و الأعمال الجليلة، فكيف يمكنني أن اضيع حياتي وأتحمل تأنيب ضميري لمخالفة رغبته؟لا أعتقد أنني أستطيع ذلك، ولكن ينبغي علي أن أعيش حياتي بأفضل صورة ممكنة من أجل من أحبهم سواء كانوا على قيد الحياة أم فارقوها.
المصدر: العادات السبع للإقدام على التغيير بشجاعة
الكاتب ستيفن كوفي
مكتبة جرير
رقم الصفحة: 4،5،6
الكلمات المفتاحية: استغلال الوقت، تقدير قيمة الحياة، التخطيط، ادراك الطاقات الذاتية، تحويل المحن إلى منح، التغيير.
أرسل بواسطة: رنيم أبو الشامات
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=601
المفضلات