زعموا أن تاجراً كان له جوهر نفيس، فاستأجر لثقبه رجلاً، اليوم بمائة دينار، وانطلق به إلى منزله ليعمل؛ وإذ في ناحية البيت صنج موضوع، فقال التاجر للصانع: هل تحسن أن تلعب بالصنج؟ قال: نعم، وكان بلعبه ماهراً، فقال التاجر: دونك والصنج فاسمعنا ضربك به، فأخذ الرجل الصنج ولم يزل يسمع التاجر الضرب الصحيح، والصوت الرفيع، والتاجر يشير بيده ورأسه طرباً، حتى أمسى، فلما حان وقت الغروب قال الرجل للتاجر: مر لي بالأجر؟ فقال له: عملت ما أمرتني به، وأنا أجيرك، وما استعملتني عملت؛ ولم يزل به حتى استوفى منه مائة دينار، وبقي جوهره غير مثقوب.