إن الراضي بقضاء الله واقف مع اختيار الله له معرض عن اختياره لنفسه وهذا من قوة معرفته بربه تعالى ومعرفته بنفسه وقد اجتمع وهيب بن الورد وسفيان الثوري ويوسف بن أسباط فقال الثوري: قد كنت أكره موت الفجأة قبل اليوم، وأما اليوم: فوددت أني ميت، فقال له يوسف بن أسباط: ولم، فقال: لما أتخوف من الفتنة، فقال يوسف: لكني لا أكره طول البقاء فقال الثوري: ولم تكره الموت، قال: لعلي أصادف يوما أتوب فيه وأعمل صالحا فقيل لوهيب: أي شيء تقول أنت، فقال:
أنا لا أختار شيئا أحبُ ذلك إلي أحبه إلى الله، فقبل الثوري بين عينيه وقال: روحانية ورب الكعبة، فهذا حال عبد قد استوت عنده حالة الحياة والموت، وقف مع اختيار الله له منهما وقد كان وهيب رحمه الله له المقام العالى من الرضى وغيره.










المرجع: مدارج السالكين
اسم الكاتب: ابن القيم الجوزية
دار النشر: دار البيان
سنة النشر: 2003
كلمات مفتاحية: المعتقدات – البرامج العليا – قرار – تغيير الصورة الذهنية – تغيير إطار الإدراك
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=189