كان امرؤ القيس في كنف والده شابا لا هيا عابثا

همه ان يشبع غريزته الارضية الشهوانية

يتغزل بمحاسن النساء ومفاتنهن .. بقدودهن وخدودهن فنظم في ذلك الدواوين

وانشد في محبوبته ما تشرئب له فتيات الزمان وتطرب له غانيات كل مكان

وحفظ لنا التراث انه في لهوه كان يقول .. ويترنم :

لنا غنم نسوقهــــا غزار ..... كأن قرون جلتـــــها العصي

فتملئ بيتنا إقطا وسمنا ..... وحسبك من غنى شبع وري

وبينما هو كذلك .. وبينما هو في تلك الحال الصابته صاعقة باقعة باعقة

صعقة الحياة ..

فقد ملك ابيه في عمضة طرف .. مابين عشية وضحاها ..

فقد التيجان والحلل والنعيم المقيم


فصعق صعقة الحياة

فاستيقظ من رقدته .. وهب من وسنته ..

وبدأ

بدا يسعى في استعادة ملك ابيه

( حلم يساوي حياته )







صعقة الحياة

فإذا بأمرؤ القيس يصرخ قائلا :

( لا صحو اليوم .. ولا سكر غدا .. اليوم خمر .. وغدا أمر )


واقسم على نفسه ألا يأكل لحما ولا يشرب خمرا ولا يدهن بدهن

ولا يصيب امرأة ولا يغسل رأسه

حتى يتقل من بني أسد مئة ويجز نواصي مئة بثأر أبيه

فاصحب معه عمرو بن قمئة للذهاب إلى قيصر الروم مستنجدا به على بني أسد

فلما سار بكى عمرو لانه لا يجد

( حلم يساوي حياته )

فأنشد الشاعر العظيم امرؤ القيس :

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ..... وأيقن أنا لا حقـــــــان بقيصرا .

فقلت له : لا تبك عينك إنمـــــــا ..... نحاول ملك...ا أو نموت فنعذرا .

إنه الحلم الذي يساوي الحياة

الذي جعلة يردد ويخلد لنا هذه المقطوعة الثائرة

فلو أنما أسعى لادنى معيشة ..... كفاني ولم أطلب قليل من المال .

ولكنما أسعى لمجــــد مؤثل ..... وقد يدرك المـجد المؤثل أمثـالي .

إنه حلم يساوي حياتك

فهل أدركت صعقة الحياة ؟!!!