الزواج يهدد مستقبل ألمانيا

مؤشر الخصوبة في ألمانيا ينخفض، وعدد الزيجات يتناقص باستمرار، ونسبة الأطفال غير المنسوبين لأسرة متزوجة رسمية يقارب الـ 60 %. مؤشرات خطيرة لوضع ساخن ، ومستقبل خطير ينتظر الكيان الألماني بكامله. هذا ما أشارت إليه إحصائيات الديوان الفدرالي للإحصائيات"ديستاتيس" ونشرته جريدة "لوموند" الفرنسية في عدها الصادر بتاريخ 2 سبتمبر 2009 تحت عنوان" الزواج، نموذج عائلي تقليدي، لم تعد له مكانة في ألمانيا".
في هذا المقال أشارت الجريدة أن عدد الزيجات نقص في ألمانيا بـ 13.6% في سنة 2007 مقارنة بسنة 1996. وبالمقابل وفي نفس الفترة الزمنية ازدادت عدد الارتباطات الحرة بـ 34%، كما انخفضت نسبة الطلاق بـ 2%.
و فسرت الجريدة هذه الظاهرة بعدة عوامل من بينها: ازدياد عدد النساء العاملات ـ كما هو الحال في البلدان الأوروبية الأخرىـ والاعتراف القانوني بالعلاقات الجنسية خارج الزواج، حيث أصبح من السهل على المرتبطين بهذا الشكل ـ أي غير المتزوجين ـ الحصول على مسكن للعيش فيه بطريقة قانونية، مؤكدة ذلك بوجهة نظر عالم الاجتماع " يوهانس هوينينك" من جامعة "برام".
الذي أكد من جهة أخرى أان الإصلاح الذي تم إدخاله في جانب المنح الغذائية منذ الفاتح من جانفي الماضي قد شجع هذه الظاهرة.
ولاحظ " يوهانس هوينينك" من جهة أخرى أن هناك فروقات واضحة بين شقي ألمانيا الغربية والشرقية حيث أن نسبة الارتباطات خارج الزواج بألمانيا الشرقية سابقا تصل إلى 60%، حيث يكبر 60% من الأبناء في عائلات لا يربط بينها الزواج. وهذا على خلاف الوضع في ألمانيا الغربية حيث أن غالبية الأطفال يولدون في عائلات تحكمها الروابط الزوجية.
وبصفة عامة أصبح ما يُعرف بالارتباط الحر ـ أي من غير زواج ـ هو القاعدة في ألمانيا. ولا يقرر المرتبطين الزواج ـ إذا حدث ـ إلا عند رغبتهما في الحصول على أطفال.
ولحد الآن لم يأخذ النظام الضريبي الألماني لحد الآن هذه الوضعية بعين الاعتبار حيث ما تزال المؤسسة الزوجية تحظى بالأولوية في هذا المجال خاصة باتجاه بيت الزوجية التقليدي الذي تمكث فيه المرأة في البيت وتنجب الأطفال. أ ما حين يصبح الزوجين عاملين ـ حتى وإن كانا متزوجين ـ فإنهما لا يستفيدان من الامتيازات الضريبية.
وقد علق المحللون عن الظاهرة بأنها تحمل إشارات خطيرة على مستقبل ألمانيا ، حيث أنها تشكل أخطر مؤشر يؤثر على بقائها قوة عالمية ، وعلى وحدتها. ويعزو البعض تفاقم الظاهرة في ألمانيا الشرقية إلى الإرث الشيوعي الإلحادي في حين تٌعزى المحافظة على الأسرة التقليدية في ألمانية الغربية إلى استمرار الرابط الديني فاعلا في المجتمع.

بتصر ف عن
Cécile CallaLE MONDE | 02.09.08 |