آلة الحرب الجديدة .. النحل لكشف الألغام والدلافين للتجسس






يبدو أن الأساليب قد تعددت في الحرب على الإرهاب، فبعد أن استخدمت الأسماك في الكشف عن أي اعتداءات إرهابية بمواد سامة أو جرثومية، واستخدم الفئران كوسيلة للكشف عن حقول الألغام، جاء دور النحل لتعلن عن نفسها كعضو فعال في منظومة الحرب على الإرهاب.

فقد وصلت التقنيات الحديثة إلى حد اللعب في مخلوقات حفها الله سبحانه وتعالى بمميزات لخدمته وتسبيحه، فقد امتدت العقلية العسكرية إلي حد الحشرات والحيوانات القائمة على استفادة الإنسان منها في بعض الخدمات العادية في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني، لتتخذ منحى جديداً تتحكم من خلاله بالعالم مما قد ينعكس عليه بما لا تحمد عقباه.

فنجد العلماء يحاولون تطويع النحل للكشف عن الألغام، مؤكدين أن النحل يبدأ في الطنين ثم يهيج بجسده الصغير ذي الفراء الخفيف واللون الأسود والأصفر بمجرد أن يشعر بوجود متفجرات.

وقد بدأت القضية عندما استغل علماء أمريكان بجامعة بيل الأمريكية قدرات الحشرات في التصرف، لدى البحث عن طعامها، ومواجهة المخاطر، فقاموا بغسل أدمغة الحشرات بأشعة ليزر حيث استغلالها وتسخيرها لأعمال يرغبوها وحدهم، وبات من الممكن توجيههم عبر مسدسات الليزر للتحكم في الملايين من جموع النحل الأفريقي القاتل على سبيل المثال ومن ثم توجيهها إلي مدرسة أو مستشفي أو قاعدة عسكرية فيطلقون لها العنان لشن الهجمات الشرسة الشاملة لتقتل وتصيب الآلاف من البشر وتدمر الممتلكات.

بالطبع استقبلت هذه الأخبار باستياء من جهة ورعب من جهة أخرى حيث أن المأساة سوف تبدأ بمعجزة علمية وتنتهي بأشنع صور الاستغلال، وقد أكد ويليام واطس خبير الأمن الوطني، على أن نبأ الاختبارات التجريبية التي أجريت في جامعة ييل أنباء "كارثية" و"غير سارة"، راسماً صورة قاتمة ومأساوية للوضع مشيراً إلي أبعد مما تخيله العلماء.

ومن المؤسف أن العلماء اعتقدوا أنهم بذلك حققوا مزيداً من التقدم والارتقاء في المعارف الإنسانية، متناسيين أنهم توصلوا إلي تقنية من شأنها تهديد أسلوب حياتنا إن هي وقعت في أيدي مجرمين سفلة.

وقد أعلن باحث من كرواتيا عن نجاحه في استخدام النحل المدرب مع مادة "تي إن تي" للكشف عن الألغام، وذلك بعد 9 سنوات من البحث المتواصل.

وأوضح البروفيسور نيكولاي كيز، من جامعة زجرب، أنه ربى النحل مع المادة المتفجرة " تي إن تي" لكي يدربه بعد ذلك على اكتشاف رائحتها تلقائيا، حيث لا يحتاج النحل إلا إلى 4 أيام من التأقلم مع الـ"تي إن تي" كي يكتمل تدريبه على كشفها.

وقد نجح بالفعل النحل ـ الحساس لرائحة المادة المتفجرة ـ في الكشف عن حقول الألغام التي خلفتها حرب البلقان 1991 - 1995، والتي خلفت أكثر من 250 ألف لغم مضاد للأشخاص والآليات في حين فشل الأنسان في الكشف عنها.

وقد أودت هذه الألغام بحياة 450 فردا، كما أدت إلى إصابة أكثر من 1800 شخص خلال السنوات الـ12 الماضية، وهناك مساحة شاسعة تقدر بنحو 1100 كيلومتر مربع تعتبر من المناطق الخطرة المزروعة بالألغام وتشكل 2 في المائة من مساحة كرواتيا.

وأشار راينر بوبينجهيجه من جامعة بادربورن الألمانية، إلى أن هذا النحل الذي يستخدم في الكشف عن ألغام موجود حقا، مؤكداً أن التجارب التي تجرى على النحل لاستخدامه في الكشف عن الألغام مازالت في مهدها، مضيفاً أن المشكلة هي أن هذا النحل يطير بدون رقيب أو مسيطر مما يجعله يصاب بالإعياء ولا يصلح لهذا العمل.

الدلافين والتجسس




وقد تحدث المؤرخ العسكري بوبينجهيجه في كتابه "الحيوانات في الحرب" عن دلافين تحمل قنابل مثبتة في أجسادها أي يتم إعدادها لتنفجر ذاتياً وسط العدو ويقول أنه كان يسمع مجرد شائعات عن مثل هذه الدلافين، مؤكداً أن هناك على الأقل صور لدلافين متجسسة تحمل في زعانفها كاميرات تصوير .

وكانت أول معايشة لبوبينجهيجه مع الحيوانات التي تستخدم في عمليات حربية قبل نحو عشرين عاماً تقريباً وكان ذلك على الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية، وتعرف بوبينجهيجه هناك على طيور الكناريا التي تستخدم كأجهزة إنذار مبكر ضد الهجمات التي تستخدم فيها الغازات السامة حيث حفر الكوريون الشماليون أنفاقاً باتجاه كوريا الجنوبية يراقبون من خلالها الكوريين الجنوبيين خوفاً من قيام الجنوبيين بغزو كوريا الشمالية أو تنفيذ اعتداء بالغازات السامة واستعان الشماليون في ذلك بطيور كناريا في أقفاص صغيرة.

ويوضح بوبينجهيجه طريقة عمل هذا الجهاز البدائي للإنذار المبكر قائلا:"عندما يسقط الطائر من مكانه الذي يقف عليه داخل القفص فإن ذلك يعني للكوريين الشماليين: ضعوا الكمامة المضادة للغازات السامة".

وتناول الكتاب على سبيل المثال الأفيال التي استخدمت "دبابات العصور القديمة" والخيول التي استخدمها الفرسان في الاستعراضات العسكرية والحمير والبغال التي لا يستغنى عنها سكان المناطق الجبلية مثل أفغانستان حتى الآن في حمل الصواريخ.

وكان للحمام الزاجل مكانة الأبطال في أمريكا منذ عام 1918 حيث كان يطلق عليه أسماء ويمنح أوسمة حسب بوبينجهيجه وكان يشارك في عروض للطيور.

كما أصبحت الكلبة الروسية لايكا تعامل معاملة الأبطال بعد أن شاركت في رحلة فضاء عام 1957 كأول كائن حي يدفع به في قمر صناعي للفضاء الذي ظل جسدها فيه.

الفئران تكشف الألغام




وقد بدأ الباحثون مشروع جديد لتدريب فئران على استخدام أنوفها الحساسة لخدمة البشرية فى اكتشاف الألغام.

وأشار الباحثون إلى أن حجم الفئران التى تدرب لاكتشاف مكان الألغام فى الموزمبيق كبير وهو بحجم حيوان الراكون، إلا أن المسؤولين يفكرون فى استخدام هذه الفئران فى جمهورية الكونغو وزامبيا وغيرها من البلدان التى تكثر فيها الألغام.

ودربت الفئران على القيام بحفر التراب كمؤشر عن أنها تشتم رائحة بخار منبعث من الألغام ،ويتم إنزال تلك الشبكة المعدنية العملاقة لتغطي مساحة من الأرض يشك أن تكون بها ألغام.

وكلما تمكن فأر من التعرف على لغم، كتب الكمبيوتر، أو حتى المراقب الآدمي، رقم المربع أو الخانة التي بها الفأر وإذا تم رفع الشبكة، أمكن التعرف بدقة ويسر على أماكن الألغام، وعندما يتبين أن حاستها صدقت تكافأ بقطعة حلوى أو حبة بندق.

وتتميز هذه السلالة من الفئران بالذكاء وقوة الشم وخفة الوزن، ويقول القائمون على المشروع "إن تلك الفئران تعطي نتائج أفضل بكثير من النتائج التي تعطيها الكلاب، ويعود ذلك إلى خفة وزنها فوق اللغم وإلى رخصها.

والطريقة التي يتم استعمالها مع الفئران سهلة ولكنها في ذات الوقت فعالة، إذ يتم وضع الفئران في خانات مربعة تشكل في مجموعها شبكة كبيرة من المربعات المرقمة.

ويدرب الفأر ليس فقط على شم اللغم، بل على الحفر حوله بأيديه الصغيرة وذلك كعلامة مؤكدة على وجود اللغم.

يذكر أن فكرة تدريب الفئران خرج بها البلجيكى "بارت ويتجنز" عندما كان موجوداً فى إفريقيا حيث كان يتفقد الألغام الأرضية.

وكان قد أعلن باحثون أن جمعية خيرية في بلجيكا تدرب الفئران على كشف أماكن الألغام الأرضية وحصلت على تمويل قدره 500 ألف جنيه إسترليني لتمويل مشروعها.

وأشار الباحثون إلى أن الفئران قد تدربت على نبش الأرض بمخالبها عندما تعثر على موقع فيه ألغام ومواد أخرى لم تنفجر وتتسبب في مقتل أو تشويه نحو 20 ألف شخص سنوياً.

وأوضح الباحثون أن الجمعية الخيرية البلجيكية "أبوبو" كانت قد بدأت مبادرتها لتدريب الفئران منذ عشر سنوات في أفريقيا لأنها متكيفة تماماً مع الظروف المعيشية هناك وحيث يوجد هناك ملايين الألغام المخلفة من الحروب السابقة.

وأضافت أن من أسباب استخدام الفئران أنها أقل تعرضاً للأمراض من الكلاب المستخدمة وأسهل في التدريب والنقل ويستغرق تدريب الفئران الأفريقية ذوات الجُرُب عاما، في المتوسط، وحاسة الشم الحادة لديها هي مفتاح نجاحها.

كما قررت الحكومة الأوغندية بالتعاون مع شركة بلجيكية متخصصة في تدريب الفئران الكشف عن الألغام عن طريق الفئران.

ويمكن للفئران إزالة الألغام من أرض مساحتها‏100‏ متر مربع خلال‏20‏ دقيقة‏,‏ وتقوم الفئران بهذه المهمة التي يحتاج الخبراء فيها إلى يومين كاملين.

وأشار كريستوف كوكس رئيس مجموعة أبوبو البلجيكية لإزالة الألغام‏,‏ إلى أن هذه الفكرة تقوم علي استخدام الفئران الأفريقية العملاقة التي تعيش ثمانية أعوام وتتمتع بحاسة شم قوية وهي خفيفة الوزن‏,‏ بحيث لايمكنها تفجير لغم‏.

أسماك القرش جواسيس خفية




وكان خبراء وزارة الدفاع الأمريكية قد خططوا لتحويل أسماك القرش إلى "جواسيس خفية" قادرة على اقتفاء أثر السفن دون رصدها، حيث كانوا يرغبون في التحكم عن بعد في هذه الأسماك من خلال زرع موصل كهربائي في أدمغتها.

ويهدف هذا المشروع، الذي تم تمويله من قبل هيئة أبحاث المشروعات المتطورة بوزارة الدفاع، إلي استغلال القدرة الطبيعية لأسماك القرش في شق عباب المياه واستشعار التغيرات الكهربية وتعقب الأثر الكيميائي، كما يهدف أيضاً إلي الاستفادة من أحدث التطورات في تكنولوجيا الزرع الدماغية التي وصلت بالفعل إلى حد تمكن العلماء من السيطرة على وتوجيه حركات الأسماك والجرذان والقردة.

وذلك من خلال عمليات الزرع العصبية التي تتكون من سلسلة من الموصلات الكهربية يتم زرعها في دماغ الحيوان، بحيث يمكن استخدامها في التأثير على مختلف المناطق الوظيفية فيه.

البنتاجون والحشرات

بالإضافة لاختلاق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" طرقاً حديثة وأساليب مبتكرة تهدف إلي الحفاظ على التطور التقني العسكري للولايات المتحدة، فنجد العلماء المختصين بالوزارة يحاولون الاستفادة من مراحل تطور الحشرات ومحاولة تطويعها لأن تصبح شبه آلية حتى يتم استخدامها للكشف عن بعض المواد الكيماوية، بما فيها تلك التي تدخل في تركيب القنابل.

وتقوم هذه الفكرة، التي جاءت ضمن أفكار "وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة"، على زرع رقائق لأنظمة إلكترونية في جسم الحشرة عندما تكون في مرحلة الخادرة "وهي المرحلة في تطور الحشرة بين اليرقة والحشرة الكاملة".

وقد طلبت الوكالة من الجهات المعنية والمهتمة تقديم أفكار خلاقة في إطار هذا المشروع، حيث تعتقد أنه يمكن الاستفادة من مراحل نمو حشرات مثل اليعسوب والعثة أو الفراشات لإنشاء جيش من الحشرات شبه الآلية، تقوم بإرسال رسائل بث إلى مركز خاص للتحكم .
مـحـيـط ـ مــروة رزق